• وحدة تدقيق الحقائق
  • بي بي سي نيوز

قبل 29 دقيقة

مطار طوكيو

صدر الصورة، Getty Images

أكدت الحكومة البريطانية أن المسافرين الذين يصلون إلى إنجلترا قادمين من الصين عليهم إبراز نتائج اختبار كوفيد سلبي قبل صعودهم على متن رحلة.

وتفرض الآن العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان وإيطاليا وماليزيا، اختبارات على الزوار القادمين من الصين بعد إنهاء بكين سياسة “صفر كوفيد”.

لكن هل هذه القيود ناجحة؟

ماذا حدث في وقت سابق من الوباء؟

فرضت أستراليا بعض من أشد قيود السفر صرامة. فاعتبارا من عام 2020، أغلقت حدودها أمام غير المقيمين وحظرت على الأستراليين السفر إلى الخارج (مع استثناءات قليلة).

كانت هناك دول، مثل بريطانيا، أكثر تساهلا حيث طلبت من الوافدين من الخارج استخدام فنادق الحجر الصحي وإجراء اختبارات كوفيد.

بعد أن بدأ الوباء في عام 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية (دابليو إتش أو) أنها لا تدعم إجراءات حظر السفر بشكل عام، لأنها “عادة ما تكون غير فعالة”.

وقالت: “إن إجراءات السفر التي تحد بشكل كبير من حركة المرور الدولية قد تكون مبررة فقط في بداية تفشي المرض، لأنها قد تسمح للبلدان بكسب الوقت”.

وبعد ظهور متحول أوميكرون، حذرت منظمة الصحة العالمية مرة أخرى من حظر السفر الشامل، قائلة إنه لن يوقف الانتشار العالمي.

وقالت المنظمة: “يمكن أن يؤثر ذلك سلبا على جهود الصحة العالمية، من خلال عدم تحفيز الدول على الإبلاغ وتبادل البيانات الوبائية وبيانات التسلسل”.

مطار

صدر الصورة، Getty Images

ماذا تقول منظمة الصحة العالمية الآن؟

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “إنه قلق للغاية بشأن تطور الوضع في الصين، مع تزايد التقارير عن الإصابة بأعراض شديدة”.

وأضاف قائلا إن منظمة الصحة العالمية بحاجة إلى مزيد من المعلومات التفصيلية لفهم المخاطر الناجمة عن الوضع على الأرض في الصين.

ومضى يقول على موقع تويتر: “في ظل عدم وجود معلومات شاملة من الصين، من المفهوم أن الدول في جميع أنحاء العالم تتصرف بطرق تعتقد أنها قد تحمي سكانها”.

هل ستنجح القيود؟

قال البروفيسور أندرو بولارد ، مدير مجموعة أكسفورد للقاحات، لبي بي سي نيوز: “إن محاولة حظر الفيروس من خلال تعديل ما نفعله في السفر ثبت بالفعل أنه لا ينجح بشكل جيد، لقد رأينا أنه مع حظر السفر من مختلف البلدان أثناء الوباء، فإن ذلك لم يمنع تلك الفيروسات من السفر في جميع أنحاء العالم في نهاية المطاف”.

وعبارة “في نهاية المطاف” مهمة هنا، لأن الدراسات تشير إلى أن قيود السفر تؤخر فقط انتشار الفيروس في بلد ما، ولكن لا يمكنها إبعاده تماما.

وقد وجد تقرير في المجلة الطبية البريطانية أن القيود على الحدود الدولية يمكن أن تؤخر الانتشار لمدة شهرين.

وقالت الدكتورة كارين غريبين، من جامعة هونغ كونغ والتي شاركت في كتابة التقرير، لـ “وحدة تدقيق الحقائق”: “لقد تعلمنا أثناء الوباء أن التدابير العالمية، التي تنطبق على جميع المسافرين وليس فقط في بلدان معينة، أكثر فعالية من التدابير المطبقة على دولة أو منطقة محددة، مثل تلك التي تطبق حالياً على المسافرين الصينيين”.

وأضافت قائلة: “النوع الوحيد من قيود السفر التي أثبتت فعاليتها خلال الوباء هي تلك التي تنطوي على فترات حجر صحي طويلة، ولا أعتقد أن هناك الكثير من الرغبة في مثل هذه الإجراءات في هذه المرحلة”.

مطار

صدر الصورة، Reuters

ماذا عن البحوث الأخرى؟

وجاء في بحث نُشر في مجلة نيتشر في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2020 إن القيود نجحت بشكل جيد عندما بدأ كوفيد في الانتشار حول العالم، لكنها أصبحت أقل فاعلية في وقت لاحق.

وتوصلت دراسة أجراها مركز العلوم الاجتماعية دابليو زاد بي برلين في ألمانيا حول قيود السفر ومعدلات الوفيات في أكثر من 180 دولة إلى استنتاجات مماثلة، وأضافت:

• كان التأثير الأكبر عندما حظرت البلدان السفر قبل تسجيل 10 وفيات أو أكثر

• كان الحجر الصحي لجميع المسافرين أكثر فعالية من حظر الدخول (والذي في بعض الحالات يعفي المواطنين العائدين)

وقال عالم آخر هو البروفيسور مارك وولهاوس، مستشار الحكومة البريطانية، لـ “وحدة تدقيق الحقائق” إن تقييد الوصول من الصين إلى المملكة المتحدة لن يفعل الكثير للحد من عدد حالات كوفيد في هذا البلد.

وأضاف قائلا: “لدينا عدد كبير جدا من حالات كوفيد 19 هنا في بريطانيا في الوقت الحالي، فلن تكون الحالات المستوردة لها قيمة”.

ماذا عن المتحولات الجديدة؟

يقال إن القيود ستمنع المتحولات الجديدة المحتملة من كوفيد من الوصول إلى المملكة المتحدة.

ومع ذلك، قال البروفيسور وولهاوس إذا كان هناك مثل هذا المتحول، فإن قيود السفر ستكون قد جاءت متأخرة للغاية، من شبه المؤكد أنه قد وصل إلى هنا بالفعل”.

وأضاف قائلا:”يمكن للإجراءات أن تنجح فقط في حالة ظهور المتحول خلال الفترة التي تكون فيها الإجراءات سارية، وحتى في تلك الحالة، فإنها ستؤخر فقط وصوله، ولن تمنعه”.

علاوة على ذلك، من غير المرجح أن يأتي المتحول الجديد من الصين أكثر من أي مكان آخر في العالم.

وقال البروفيسور وولهاوس: “على الرغم من أن الصين تشهد بوضوح موجة كبيرة، فلا يوجد سبب للشك في أن هذه الموجة ستكون بوتقة لظهور متحولات جديدة”.

ومضى يقول:”من المرجح أن يظهر الشكل التالي على الأقل من مكان مختلف تماما، هناك حاليا حوالي 4 ملايين حالة يتم الإبلاغ عنها أسبوعيا في جميع أنحاء العالم (وبالتأكيد لا يتم الإبلاغ عن أعداد أكبر بكثير)، فلماذا التركيز فقط على الصين؟”.

ومع ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إنها قلقة من أن الصين لا تكشف عن كل المعلومات حول موجة كوفيد الأخيرة، بما في ذلك ظهور أي متحولات جديدة.

وقالت كاثرين وورسنوب من كلية السياسة العامة بجامعة ماريلاند: “إن الإجراءات الحدودية المستهدفة ضد الصين قد تكون بمثابة بيان سياسي ردا على نقص تبادل المعلومات أكثر من كونها محاولة صادقة لتعزيز الصحة العامة”.

بي بي سي العربية