- جيمس غالغر
- مراسل الشؤون العلمية والطبية بي بي سي
قبل ساعة واحدة
أعلنت شركات “فايزر” و”بيونتيك” و”موديرنا” خلال الأسبوعين الماضيين عن إجراء تجارب ناجحة للغاية للقاحات ضد فيروس كورونا.
وتوجد لقاحات أخرى قيد التطوير، من بينها تجربة رئيسية ثالثة، تجريها شركة “جانسين” البلجيكية، في المملكة المتحدة.
لماذا نحتاج إلى لقاح؟
إذا كنتم ترغبون في عودة الحياة إلى طبيعتها، فنحن بحاجة إلى لقاح.
لا تزال الغالبية عرضة حتى الآن للإصابة بفيروس كورونا، كما أن القيود المفروضة على حياتنا هي التي تمنع وقوع المزيد من حالات الوفاة.
بيد أن اللقاح سيعلّم أجسامنا بطريقة آمنة كيفية التصدي للعدوى، فإما أن يوفر لنا في المقام الأول حماية من الإصابة بفيروس كورونا أو على الأقل يجعل كوفيد-19 أقل فتكا.
لذا يعد التوصل إلى لقاح، إلى جانب علاجات أفضل، “استراتيجية خروج” من الأزمة.
ما هي أبرز اللقاحات المرجح نجاحها؟
كانت شركتا فايزر وبيونتيك أول من شارك معلومات عن المراحل النهائية لتجارب اللقاح.
وتشير البيانات إلى أن اللقاح يمكن أن يوفر حماية لما يزيد على 90 في المئة من الأشخاص من خطر الإصابة بكوفيد-19.
وشملت تجربة اللقاح نحو 43 ألف شخص، ولم تُرصد أي مخاوف بشأن السلامة.
كما أجرت شركة “موديرنا” تجربة على لقاح شملت 30 ألف شخص في الولايات المتحدة، مع حقن نصفهم بمادة غير فعالة.
وقالت الشركة إن لقاحها يوفر حماية بنسبة 94.5 في المئة، واعتمد تحليل نتائج التجربة على أول 95 متطوعا تظهر عليهم أعراض كوفيد-19، ولم تظهر الأعراض إلا على خمسة أشخاص فقط من الذين أخذوا اللقاح الحقيقي.
ومن المقرر أيضا أن تظهر نتائج تجارب خلال الأسابيع المقبلة على لقاح تطوره شركة “أسترا زينيكا” البريطانية لصناعة الأدوية بالتعاون مع علماء في جامعة أكسفورد.
في ذات الوقت ظهرت بيانات مشجعة بشأن لقاح روسي أُطلق عليه اسم “سبوتنيك V”.
وقال الباحثون الروس إن اللقاح فعّال بنسبة 92 في المئة، اعتمادا على النتائج المؤقتة لتجربة المرحلة الثالثة، وهي نفس المرحلة التي وصلت إليها شركة “فايزر”.
ما هي اللقاحات الأخرى قيد التطوير؟
نتوقع خلال الأسابيع والأشهر المقبلة الحصول على المزيد من نتائج فرق العمل الأخرى التي تعكف على إجراء تجارب متقدمة.
بدأت شركة “جانسين” تجربتها بالاستعانة بـ 6000 شخص في شتى أرجاء بريطانيا، وسوف تنضم دول أخرى إلى الجهود ليصل العدد الإجمالي إلى 30 ألف شخص.
وتجري الشركة بالفعل تجربة واحدة واسعة النطاق للقاح، يُعطى خلالها المتطوعون جرعة واحدة، وسوف يحدد ذلك إذا كان حصول المريض على جرعتين يوفر مناعة أقوى وأطول أم لا.
وتعد العديد من اللقاحات الأخرى في مرحلة الاختبار النهائية، بما في ذلك تجارب معهد “ووهان” للمنتجات البيولوجية و”سينوفارم” في الصين، ومعهد أبحاث غاماليا في روسيا.
وعلى الرغم من ذلك تم تعليق تجربة في البرازيل لعقار طورته شركة “سينوفاك” الصينية بعد ما وقع ما وُصف بأنه “حادث شديد الخطورة”، بعد وفاة متطوع.
ما مدى اختلاف اللقاحات؟
يهدف اللقاح إلى تعريض أجزاء من الفيروس بشكل غير ضار إلى جهاز المناعة، الذي يتعرف عليه بعد ذلك على أنه مهاجم ويتعلم كيفية مكافحته، وتوجد طرق عديدة لعمل ذلك.
طورت شركات فايزر/بيونتيك (وموديرنا) ما يُعرف باسم “لقاح RNA (أو الحامض النووي الريبوزي)، الذي يلجأ إلى هذه الطريقة التجريبية التي تتضمن حقن جزء من الشفرة الجينية للفيروس في الجسم لتدريب جهاز المناعة.
بينما يستخدم لقاح شركة “جانسين” بدلا من ذلك فيروسات البرد الشائعة بعد تعديلها وراثيا لجعلها غير ضارة، لتبدو أشبه بفيروس كورونا على مستوى الجزيء، وينبغي أن يفضي ذلك إلى تدريب جهاز المناعة على التعرف على فيروس كورونا ومكافحته.
وبالمثل يستعين لقاح أكسفورد واللقاح الروسي بفيروس غير ضار يصيب الشمبانزي، مع تعديله وراثيا ليشبه فيروس كورونا، في مسعى للحصول على استجابة.
كما يستعين لقاحان من أكبر اللقاحات المصنوعة في الصين بالفيروس الأصلي، ولكن في صورته المعطلة، بحيث لا يمكن أن يسبب عدوى.
ويعد فهم الطريقة التي تحقق أفضل نتائج أمرا بالغ الأهمية، ومساعدا للتجارب، التي تشمل متطوعين يخضعون للإصابة، فضلا عن توفير إجابة عن أسئلة.
متى سيتوفر اللقاح؟
تعتقد شركة “فايزر” أنها ستكون قادرة على توفير 50 مليون جرعة في شتى أرجاء العالم بحلول نهاية العام الجاري، ونحو 1.3 مليار جرعة بحلول نهاية عام 2021.
ويتعين أن تحصل بريطانيا على 10 ملايين جرعة بحلول نهاية عام 2020، لاسيما بعد أن طلبت 30 مليون جرعة أخرى بالفعل.
كما وافقت “أسترا زينيكا/أكسفورد” على توريد 100 مليون جرعة من لقاحها إلى بريطانيا وحدها، وربما ملياري جرعة على مستوى العالم في حالة النجاح.
وتتفاوض بريطانيا مع شركة “موديرنا”، التي قالت إن اللقاح لن يتوفر قبل فصل الربيع.
من سيستفيد أولا من اللقاح؟
يعتمد ذلك على المكان الذي يتفشى فيه الفيروس حال توافر اللقاح، وفي أي المجموعات سيكون أكثر فعالية.
ويتصدر المقيمون في دور رعاية المسنين وموظفو دور الرعاية قائمة الأولويات في بريطانيا، يليهم العاملون في المجال الطبي، مثل طواقم المستشفيات، ومن تزيد أعمارهم على ثمانين عاما.
ويمثل عمر الشخص أكبر عامل خطورة للإصابة بالفيروس.
ما الذي يجب عمله؟
- يجب أن تظهر التجارب أن اللقاح آمن.
- يجب أن تظهر التجارب السريرية أن اللقاحات تمنع الإصابة بالمرض أو على الأقل تقلل عدد الوفيات.
- يجب أن يحدث تطوير على نطاق واسع لمليارات الجرعات المحتملة.
- يجب أن توافق الجهات التنظيمية على اللقاح قبل استخدامه.
وثمة اعتقاد أن 60-70 في المئة من سكان العالم يجب أن يكونوا محصنين للحد من انتشار الفيروس، (وهو ما يطلق عليه مناعة القطيع).
هل يحمي اللقاح الجميع؟
تختلف استجابة المرضى بالنسبة للتحصين.
ويقول التاريخ إن أي لقاح يمكن أن يكون أقل نجاحا في حالة كبار السن، لأن الجهاز المناعي المسن لا يستجيب أيضا، كما يحدث مع لقاح الأنفلونزا السنوي.
وقد تتغلب الجرعات المتعددة على هذا الأمر، كما يمكن إعطاؤها مع مادة كيميائية (تسمى مادة مساعدة) تعزز جهاز المناعة لدى الشخص.