- ريتشارد شراير وجيك هورتون
- بي بي سي
قبل 31 دقيقة
يُعتقد أن الزيادة الكبيرة في حالات الإصابة بفيروس كورونا في جنوب أفريقيا مرتبطة بظهور المتحور الجديد “أوميكرون”.
وقد أدى انتشار المتحور الذي اكتشف في جنوب أفريقيا أولا إلى فرض قيود على الحركة عبر الحدود في أنحاء العالم لمنع انتشاره.
ونسبة السكان الحاصلين على اللقاح في جنوب أفريقيا منخفضة نسبيا، فهل كان هذا أحد عوامل ظهور المتحور الجديد في المنطقة؟
ما نسبة الحاصلين على اللقاح في جنوب أفريقيا؟
المتوسط العالمي للتلقيح هو 100 جرعة لكل مئة شخص، وتتجاوز العديد من الدول الغنية هذه النسبة بكثير.
وفي جنوب أفريقيا لا تتجاوز النسبة 42 جرعة لكل 100 شخص.
وهي تقل عن ذلك في أماكن أخرى في المنطقة، ففي دولة ليسوتو لم تبلغ المعدلات 30 جرعة لكل مئة شخص، وفي ناميبيا لا تتجاوز 25 جرعة.
ما دلالة معدلات التلقيح؟
رصد المتحور الجديد للمرة الأولى في إقليم غوتينغ في جنوب أفريقيا، وهو إقليم من ثلاثة نسب اللقاح فيها هي الأدنى في البلد، حيث لا تتجاوز 32 في المئة من البالغين.
لكن لا يمكن ربط العاملين بشكل مباشر.
ويتحور الفيروس أثناء انتقاله من شخص لآخر، وكذلك حين يتكاثر داخل الشخص الذي نقلت إليه العدوى.
وفي بلد نسبة التطعيم بين سكانه متدنية سيكون هناك عدد أكبر من المصابين والذين يعانون من أعراض شديدة، وهذا يمنح الفيروس فرصة أكبر للتحور.
لكن التحورات المثيرة للقلق قد تظهر أثناء محاولة الفيروس الاحتيال على نظام المناعة للشخص الحاصل على اللقاح أو الذي أصيب سابقا.
من هذا نستنتج أن المجتمع الذي يملك قدرا من المناعة، لكنه غير كاف لمقاومة الفيروس، وحيث ينتشر الفيروس على نطاق واسع، تتوافر بيئة جيدة للتحور.
كذلك يشكل الأشخاص ذوو نظام المناعة الضعيف، نتيجة الإصابة بنقص المناعة المكتسبة مثلا، عاملا آخر، حيث يمكن أن تكون أعراض إصابتهم أشد إذا أصيبوا بكوفيد، وهذا يمنح الفيروس فرصة إضافية للتحور في جسم الشخص المريض.
وتشكل الإصابة بنقص المناعة المكتسب مشكلة كبرى في البلدان الواقعة جنوبي القارة الأفريقية، حيث جرى التعرف على متحور أوميكرون للمرة الأولى.
هل تملك دول المنطقة ما يكفي من اللقاحات؟
تعتمد الدول الأفريقية على عدة اتفاقيات ثنائية، وعلى بعض المنح وبرنامج “كوفاكس” للحصول على اللقاحات.
وقد واجهت تلك الدول صعوبات في الحصول على اللقاح عبر “كوفاكس” في بداية العام، لكن الوضع تحسن في يوليو/تموز وأغسطس/آب.
ومع أن عدد الجرعات التي حصلت عليها الدول الأفريقية قد ازداد، فإن تحالف اللقاح العالمي يقول إن المنح حتى الآن كانت عشوائية، وتوزع بشكل مفاجئ وأحيانا قرب انتهاء مدة صلاحيتها.
وهذا يجعل تنفيذ برنامج اللقاح بشكل مخطط ومنظم في غاية الصعوبة، كما يقول التحالف.
وفي جنوب إفريقيا، مثلا، أرجأت وزارة الصحة استلام المزيد من جرعات اللقاح لأنها كانت تملك مخزونا كبيرا.
وقد كانت هناك تقارير عن تخلص بعض الدول الأفريقية من لقاحات بسبب انتهاء صلاحيتها.
وتفيد البيانات التي قدمتها مؤسسة “غيرفينيتي” للأبحاث بأن جنوب أفريقيا حصلت على 32.5 مليون جرعة من اللقاحات، لسكان يقارب عددهم 40 مليونا.
وحصلت بوتسوانا على 2.4 مليون جرعة لسكان يبلغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة، بينما حصلت ناميبيا على مليون جرعة وعدد سكانها 2.5 مليون نسمة.
هل يمثل التردد في أخذ اللقاح مشكلة؟
كان التوزيع غير المنتظم للقاح مشكلة، لكن تأخير جنوب أفريقيا إعطاء الجرعات يشير إلى وجود عوامل أخرى.
ويرى وزير الصحة جو فاهلا أن الأخبار الكاذبة تلعب دورا في جعل الناس، خاصة الشباب، يترددون في أخذ اللقاح.
وينتشر الخوف، أحيانا بسبب المعلومات المغلوطة أو غياب المعلومات الصحيحة حول ما إذا كان اللقاح آمنا.
ونادرا ما تحدث مضاعفات خطيرة بسبب اللقاح، استنادا إلى أدلة من تجارب مخبرية واسعة النطاق ومليارات البشر الذين حصلوا على اللقاح، وهي لا تقارن بتعقيدات ومضاعفات الإصابة بكوفيد، حتى في أوساط الشباب.
بعض المعلومات التي تنتشر خاطئة تماما، وبعضها يعتمد على بيانات صحيحة، مثلا أن بإمكانك أن تصاب بكوفيد رغم حصولك على اللقاح. وقد توصل بحث أجري بالتعاون مع وزارة الصحة في جنوب أفريقيا إلى أن الأخير دفع بعض الشباب للاعتقاد أن اللقاح غير مجد.
لكن الحقيقة أنه حتى لو أصبت بالمرض رغم حصولك على اللقاح فإن الأعراض ستكون أخف بكثير لأن اللقاح يخفف من حدة الأعراض، ولا يضطر الناس للإقامة في المستشفى ويقلل احتمالات الوفاة بشكل كبير جدا.
الوصول إلى التجمعات الريفية
الخوف من الأعراض الجانبية وما إذا كان اللقاح آمنا شخصا كأهم سببين لإحجام الناس عن أخذ اللقاح. أما السبب الثالث فهو صعوبة الوصول إلى اللقاح، والاضطرار للسفر للوصول إلى مراكز التلقيح.
ولا يصل العديدون في المناطق الريفية في شمال غربي جنوب أفريقيا بسهولة إلى مواقع التلقيح، وفقا لتقرير أعد لوزارة الصحة.
وكانت هناك مشكلة في توفر اللقاحات في بعض المناطق، حيث نفد اللقاح في بعض المراكز قبل حصول الجميع على جرعة، بينما لا يملك البعض الوقت أو تكاليف السفر للوصول إلى المراكز.
وتقول الباحثة سارة داونز، من جامعة جوهانسبورغ، إن التردد أقوى من الخطاب المناهض للقاح في جنوب أفريقيا.