قبل 13 دقيقة
معظم الذين يصابون بعدوى كوفيد لا يعانون أعراضا شديدة ، ويتحسنون بسرعة نسبية، لكن عددا كبيرا نسبيا من المرضى ظلوا يعانون من أعراض طويلة الأمد بعد شفائهم، حتى لو لم تكن أعراضا مرضية شديدة.
وفي وقت يتأهب المجتمع للعودة إلى حياته الطبيعية، ثمة مخاوف من أن تطال أعراض كوفيد طويل الأمد أولئك الذين لم يحصلوا بعد على جرعتي اللقاح.
ما هي أعراض كوفيد طويل الأمد ؟
تصف التعليمات الصادرة إلى العاملين في القطاع الصحي كوفيد طويل الأمد بأنه الأعراض التي تستمر لفترة تتجاوز 12 أسبوعا بعد الإصابة بالعدوى، سواء كانت شديدة أو خفيفة، والتي لا يمكن تفسيرها عبر تشخيص إصابة المريض بمرض آخر.
وتتضمن الأعراض وفقا لدائرة الصحة البريطانية ما يلي:
*الإرهاق الشديد.
*صعوبة التنفس، سرعة دقات القلب، وألما في الصدر أو ضيقا في التنفس
*مشاكل في الذاكرة والتركيز.
*تغيرات في حاسة الذوق والشم.
*ألما في المفاصل.
وقد حددت الدراسات عشرات أو حتى مئات الأعراض الأخرى، فقد حددت جامعة يونفيرستي كوليج لندن 200 من الأعراض تطال عشرة أعضاء أو أنظمة في الجسم لدى مرضى كوفيد طويل الأمد بشكل أكبر من تأثيرها على المرضى الذين تماثلوا للشفاء.
وتتضمن تلك الأعراض الهلوسة، وتغيرات في حاستي السمع والبصر، وضعف في الذاكرة قصيرة الأمد، ومشاكل في الكلام واللغة. وذكر بعض المرضى مشاكل في الأمعاء والمثانة، وتغيرات في الدورة الشهرية عند الإناث وتغيرات في الجلد.
وتختلف شدة هذه الأعراض من شخص لآخر، لكن الكثيرين واجهوا صعوبات في قضاء حاجاتهم اليومية كالاستحمام والتسوق وتذكر الكلمات.
ما الذي يسبب كوفيد طويل الأمد؟
لا نعرف الأسباب بالضبط.
وإحد الاحتمالات هو أن العدوى تجعل جهاز المناعة عند بعض الناس نشطا أكثر من اللازم، فلا يهاجم الفيروس فقط بل يتعدى ذلك إلى مهاجمة أنسجته الجسم نفسه. وهذا يمكن أن يحدث مع الناس الذين تكون استجابة جهاز المناعة عندهم قوية جدا.
ويمكن أن يفسر دخول الفيروس إلى الخلايا بعض الأعراض كالتشوش في الدماغ وفقدان حاسة الشم والتذوق، بينما قد يؤدي تلف الأوعية الدموية إلى مشاكل في القلب والرئتين والدماغ.
وهناك نظرية أخرى تفيد أن أجزاء من الفيروس تبقى في الجسم، وتظل خاملة لبعض الوقت ثم تنشط.
ويحدث هذا مع فيروسات أخرى كالهربس (الحلا أو لطمة الحمى) وفيروس إبستاين بار الذي يسبب حمى الغدد، لكن لا توجد أدلة كافية على أن هذا ما يحدث مع كوفيد.
ويمكن أن تكون أسباب الأعراض مختلفة عند أشخاص مختلفين.
من الذي يصاب بكوفيد طويل الأمد وما مدى شيوعه ؟
من الصعب تحديد ذلك، لأن الأطباء بدأوا لتوهم بتسجيل تشخيص كوفيد طويل الأمد رسميا.
لكن هناك أبحاثا كافية تدل على أن احتمال الإصابة بهذه الأعراض يزيد مع التقدم في السن، وأن احتمال الإصابة بها مضاعف لدى النساء.
وبعض أعراض كوفيد طويل الأمد شائعة في أوساط الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة أو الذين نقلوا إلى المستشفى.
وتوصلت دراسة لجامعة كينغز كوليج إلى أن 1-2 في المئة من الأشخاص العشرينيين سوف يعانون من كوفيد طويل الأمد، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 5 في المئة في أوساط الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الستين.
وتقول د. كلير ستيفز، إحدى مؤلفي الدراسة، إن 1-2 في المئة من 100 ألف حالة في اليوم هو عدد مرتفع.
وقال د. ديفيد سترين من كلية الطب في جامعة إكستر، الذي يعمل مع مرضى كوفيد، إن معظم المرضى الذين حولوا إلى عيادته كانوا عشرينيين أو ثلاثينيين أو أربعينيين. وقد يكون السبب أن الأشخاص من هذه الفئات العمرية يتأثرون أكثر بتلك الأعراض، حتى ولو كانت نادرة في هذه الفئات العمرية.
وقد يتغير هذا لأن احتمال حصول المسنين على جرعتي اللقاح أكبر، كما قالت د أثينا أكرامي، إحدى مؤلفي الدراسة التي أعدت في جامعة يونيفيرستي كوليج لندن، وقالت “سنتعامل مع موجة من المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة، حيث سيعاني واحد من سبعة مرضى من كوفيد طويل الأمد، وسيكون هذا في أوساط الشباب.
كيف تعرف إذا كنت تعاني من كوفيد طويل الأمد؟
ليس هناك أي فحص يساعد على تشخيص كوفيد طويل الأمد حاليا، بل يمكن اعتماد تشخيص استبعاد احتمالات الاسباب المرضية الأخرى، كما قال د سترين، حيث يقوم الأطباء باستبعاد الأسباب المحتملة من اللأمراض الأخرى كي يرجحوا أن الأعراض هي لكوفيد طويل الأمد.
فيقومون بالتأكد من أن المريض لا يعاني من مشاكل في الغدة الدرقية أو من السكري أو نقص في الحديد، قبل التشخيص.
ويقول الباحثون إن فحص الدم المنوط به تشخيص كوفيد طويل الأمد سيكون متاحا في المستقبل. وتستخدم حاليا أدوات أكثر تقدما في الأبحاث من أجل تشخيص العطب في أعضاء الجسم، لكن لا يمكن الحصول على هذه الفحوص في عيادة طبيب الحي.
لقد تمت إقامة 89 مركزا لتشخيص كو فيد طويل الأمد في إنجلترا، ويتوقع افتتاح مثلها في إيرلندا الشمالية في الأشهر القادمة، بينما تجري إحالة المشتبه في إصابتهم إلى جهات مختلفة في سكوتلندا وويلز، اعتمادا على الأعراض.
لا توجد علاجات مؤكدة لكوفيد طويل الأمد حاليا، إذ يجري التركيز بشكل أساسي على التعامل مع الأعراض وزيادة النشاط تدريجيا.
ويتوقع بدء التجارب على العلاج بالعقاقير قريبا.