واجه دومينيك كامينغز، مستشار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أسئلة صعبة من الصحفيين بشأن قراره، أثناء حالة الإغلاق العام، اصطحاب عائلته بالسيارة إلى منزل والديه في دورام، على بعد 260 ميلاً من لندن، حيث يعيش.
وبينما كان كامينغز يدافع عن تحركاته، اتضح أن الأسرة قامت كذلك برحلة بالسيارة لمدة 30 دقيقة إلى بلدة بارنارد كاسل في نهاية فترة حجرهم الصحي التي استمرت 14 يوما بسبب حملهم لأعراض فيروس كورونا.
وقال كامينغز إنهم لم يذهبوا لمشاهدة المعالم السياحية هناك، وأن الغرض من الرحلة كان اختبار بصره، الذي “تأثر” بالفيروس، قبل رحلة العودة الطويلة بالسيارة إلى لندن.
وأيد جونسون، الذي أُصيب بالفيروس بالفعل، ادعاء مرؤوسه، قائلاً: “في ما يتعلق بموضوع البصر، لقد غدوت بحاجة لارتداء نظارات طبية للمرة الأولى منذ سنوات. لذا أميل للاعتقاد بأن هذا وارد جدًا”.
وتأثر العين جراء الإصابة بالفيروس أمر نادر الحدوث لكنه رُصد من قبل، بحسب الكلية الملكية لأطباء العيون وكلية أخصائي البصريات.
ومثل أي عدوى في الجهاز التنفسي العلوي، بما في ذلك البرد والإنفلونزا، يمكن أن يؤدي فيروس كورونا إلى تهيج الغشاء الذي يغطي العين – وهي حالة تسمى التهاب الملتحمة أو العين الحمراء (بسبب التهاب شرايين الدم داخل بياض العين).
وتُدرج منظمة الصحة العالمية الآن هذا الجانب ضمن قائمة الأعراض الأخرى الأكثر شيوعا للفيروس، مثل السعال والحمى وفقدان حاستي التذوق أو الشم. لكن إرشادات المملكة المتحدة لا تشمل ذلك.
يمكن أن يؤدي التهاب الملتحمة الفيروسي إلى إفراز الدموع والشعور بجفاف وعدم راحة في العين، لكن دون شعور بالألم.
وعادة، لا يتداخل ذلك بشكل كبير مع الإبصار.
ولكن إذا تأثر الجزء الأمامي من الغشاء، الذي يقع أعلى البؤبؤ والقزحية (الجزء الملون من العين)، فقد يكون هناك بعض الضبابية في الرؤية.
ويقول روبرت ماكلارين، خبير العيون والأستاذ بجامعة أكسفورد، إن دراسة حديثة في ووهان في الصين، التي بدأ منها تفشي الفيروس، كشفت ارتباط مجموعة من مشاكل العين بالمرض، بما في ذلك التورم والقيح.
ويضيف: “قد تؤثر أي من الأعراض المذكورة أعلاه على الرؤية، وينصح المرضى المتضررون بالقيادة بحذر أو عدم القيادة على الإطلاق إذا كان هناك تشوش كبير أو ازدواج في الرؤية”.
وقال متحدث باسم مستشفى مورفيلدز للعيون إن مثل هذه الحالات نادرة، وأن هناك حاجة لمزيد من الأدلة لتأكيد أي ارتباط بفيروس كورونا.
ويوصي المعهد الملكي للمكفوفين في بريطانيا بأن يؤخذ أي تغيير مفاجئ في الإبصار على محمل الجد، واعتباره سببا لطلب المشورة الطبية الفورية.
ويعد التهاب الملتحمة الناجم عن أنواع أخرى من الفيروسات والبكتيريا شديد العدوى.
يمكن لفيروس كورونا أن يدخل الجسم بالتأكيد من خلال العين (وكذلك الأنف والفم). ويمكن أن ينتشر عن طريق السعال والعطاس.
لكن حتى الآن، لم يتضح ما إذا كانت العيون مصدرا للعدوى.
وأفاد تقرير، نشر في دورية حوليات الطب الباطني، بأن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في إيطاليا، وهي لامرأة تبلغ من العمر 65 عاما، كانت تعاني من التهاب الملتحمة. وكشفت عينات من دموعها عن مستويات واضحة من الفيروس.