قبل 23 دقيقة
بلغ عدد المتوفين بسبب وباء كوفيد – 19 حول العالم، خمسة ملايين شخص، بعد 19 شهراً من بدء الجائحة، بحسب جامعة جونز هوبكنز.
وقللت اللقاحات من معدلات الوفيات، لكن بعض الخبراء في مجال الصحة يقولون إن الرقم الإجمالي قد يكون أعلى من الرقم المعلن عنه بكثير.
وتأتي نقطة التحول هذه في ظل تحذيرات من مسؤولي الصحة بأن الإصابات والوفيات في بعض الأماكن آخذة في الارتفاع لأول مرة منذ أشهر.
وسجل العالم إصابات تقدر بـ 250 مليون حالة.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن الإجمالي الدقيق للوفيات حول العالم جراء الجائحة قد يكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات من السجلات الرسمية.
في الولايات المتحدة توفي أكثر من 745,800 شخص، ما يجعلها الدولة صاحبة أكبر عدد من الوفيات المسجلة. تليها البرازيل، بـ 607,824 حالة وفاة مسجلة، والهند بـ 458,437.
غير أن خبراء الصحة يعتقدون أن هذه الأعداد يبلّغ عنها، ويرجع ذلك جزئياً إلى الوفيات في المنازل وفي المجتمعات الريفية.
واستغرق العالم وقتاً أطول للوصول إلى آخر مليون حالة وفاة مقارنة بالمليونين السابقين.
فقد استغرق الأمر أكثر من 110 أيام للانتقال من تسجيل أربعة ملايين حالة وفاة إلى خمسة ملايين، بالمقابل مر أقل من 90 يوماً بقليل ليرتفع إجمالي الوفيات المسجلة من ثلاثة ملايين إلى أربعة ملايين.
وبينما ساعدت اللقاحات على خفض معدل الوفيات، حذرت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي من أن الوباء “سيستمر لفترة طويلة حتى ينتهي”. وأشار مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى ارتفاع الحالات في أوروبا، حيث تشهد البلدان ذات معدلات التحصين المنخفضة إصابات حادة ووفيات.
والأسبوع الماضي، سجلت روسيا أكبر عدد من الحالات والوفيات اليومية منذ بداية الوباء، إذ مثلت الوفيات بها جراء الجائحة 10 بالمئة من آخر مليون حالة وفاة سجلت على مستوى العالم.
ولدى رومانيا واحد من أعلى معدلات وفيات كوفيد في العالم، وتكافح المستشفيات للتعامل مع الموقف، كما أن رومانيا لديها ثاني أدنى معدل للتطعيم في الاتحاد الأوروبي.
وقد تناول أكثر من سبعة مليار جرعة من اللقاحات في جميع أنحاء العالم، ولكن هناك فجوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة.
ولم يلقّح سوى 3.6 بالمئة من السكان في البلدان منخفضة الدخل، وفقاً لبيانات جامعة أكسفورد.
وقال الدكتور تيدروس إنه في حال توزيع جرعات اللقاح بشكل عادل، “كنا سنصل إلى هدفنا البالغ 40 بالمئة في كل بلد الآن”. وأضاف أن “الوباء مستمر إلى حد كبير بسبب استمرار عدم الإنصاف في الوصول إلى الأدوات”.
وسمحت اللقاحات للعديد من البلدان بالانفتاح التدريجي، إذ خُففت معظم القيود في العالم الآن.
واليوم الاثنين، أعادت أستراليا فتح حدودها لأول مرة منذ 19 شهراً.
ولكن الصين، حيث ظهر الوباء لأول مرة، ما زالت تطبق استراتيجية “كوفيد” الصفرية، ففي حالة اكتشاف إصابة واحدة ينفّذ غلق صارم ويخضع للجميع للاختبار في دائرة الإصابة.
ويستند عدد الوفيات في بلد ما إلى تقارير يومية صادرة عن السلطات الصحية فيه، ولكن الأرقام قد لا تعكس الخسائر الحقيقية في العديد من البلدان.
ولا تسجل كل البلدان الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا بنفس الطريقة، وهذا يعني أنه من الصعب مقارنة معدلات الوفيات بينها.
صورة غير مكتملة عالمياً
تحليل: فيليبا روكسبي، مراسلة الصحة
من الصعب مقارنة كيف كانت كل دولة خلال وباء كوفيد-19. العدد الإجمالي للوفيات يحجب بعض السياق الهام.
وسيؤثر مقدار الاختبارات التي تجريها كل دولة على حدة على أرقام الوفيات التي تعلنها، فقد حدثت وفيات قليلة جداً في أفريقيا، على سبيل المثال، مقارنة بالقارات الأخرى، ومن المرجح أن يكون ذلك أحد العوامل.
كما يمكن قياس الوفيات الناجمة عن كوفيد بطرق مختلفة، كنسبة السكان، بلغاريا مثالاً، أو نسبة من تظهر عليهم الأعراض، والمكسيك في هذه هي الأسوأ.
كما أن أنظمة الرعاية الصحية في مختلف البلدان، إضافة إلى متوسط أعمار السكان، سيكون لها تأثير أيضاً، فكلما زاد عدد كبار السن كلما زادت احتمالية تعرضهم للإصابة بالفيروس.
لقد أحدثت اللقاحات ضد كوفيد فرقا هائلا في عدد الأشخاص الذين ماتوا في الأشهر الستة الماضية، ولكن لم يكن لدى جميع البلدان فرص متساوية للحصول على اللقاحات التي تحمي من الفيروس.
وهذا يعني أنه سيكون هناك المزيد من الوفيات القادمة، ولكن كوفيد-19 ليست المشكلة الصحية الوحيدة التي يتعين على العالم أن يقلق بشأنها. ويجدر بنا أن نتذكر أنه في كل عام يموت أكثر من تسعة ملايين شخص بسبب السرطان ونفس العدد تقريباً بسبب أمراض القلب.