- إيفا أونتيفيروس
- بي بي سي
قبل 19 دقيقة
على بعد قرابة 202 سنة ضوئية من أرضنا يوجد كوكب يتميز بظروف شديدة القسوة، إذ تمطر فيه السماء صخورا، ويوجد به محيط من الحمم البركانية، وتهب فيه الرياح بسرعة تعادل أربعة أضعاف سرعة الصوت.
ويقول عالم الفلك تو غيانع نغوين لبي بي سي إن الكوكب الذي يُعرف باسم “ K2-141b” مثير جدا، إذ تهطل فيه أمطار معدنية، كما تهب فيه رياح تفوق سرعتها سرعة الصوت.
“لن تكون الحياة سعيدة على سطح هذا الكوكب، لكنه يستحق الدراسة للتعرف على ظروفه الشاذة”، كما يقول البروفيسور نيكولاس كوان، وهو عضو في فريق بحثي مهتم بدراسة الكوكب.
ونشر الباحثان، مع فريق أعضاؤه من الهند وكندا، بحثا يتضمن آخر الاكتشافات عن سطح الكوكب الصخري، الذي يشبه الأرض لكنه ليس مثلها تماما.
أهلا بكم في “كوكب الحمم”
يقع الكوكب على بعد 202 سنة ضوئية، ويدور حول نجمه على مسافة قريبة بحيث أن السنة تمر فيه خلال أقل من سبع ساعات.
ونجمه هو ما يدعوه الفلكيون “القزم البرتقالي”، وهو أبرد كثيرا من شمسنا، ولا نستطيع رؤيته من الأرض.
إنه كوكب من الحمم، كما يقول العلماء الذين يحللون ويفسرون بياناته في المعهد الهندي للأبحاث والعلوم (كولكاتا، الهند) وجامعة يورك (تورنتو، كندا) وجامعة ماكغيل (مونتريال، كندا).
ويعتبر الكوكب مثل “أرض ضخمة”، لأنه على الرغم من أن حجمه ليس أكبر من كوكبنا بكثير، تبلغ كتلته خمسة أضعاف كتلة الأرض، مما يعني أن قوة جاذبيته تبلغ خمسة أضعاف جاذبية الأرض.
ومع أن هذا الكوكب اكتشف عام 2018 من خلال تلسكوب “كيبر” الفضائي خلال مهمته المسماة K2، فإن الباحثين بدأوا في اكتشاف أعاجيبه حديثا.
كيف هو الطقس إذن؟
بالرغم من أن “ K2-141b” يدور حول نجمه في خلال ساعات معدودة، إلا أنه لا يدور حول محوره كما تفعل الارض.
هذا يعني أن ثلثي الكوكب معرض للشمس طوال اليوم ويمكن أن تصل درجة الحرارة إلى 3000 درجة مئوية، كما يقول البروفيسور كوان.
وفي المقابل، فإن الجهة الأخرى مظلمة بشكل دائم وتهبط درجة الحرارة فيها إلى 200 درجة تحت الصفر.
وتتسبب هذه المفارقات الحرارية الحادة بطقس متطرف وما يدعوه الفلكيون “بالمطر الصخري”.
تصوروا دورة المياه على الأرض: يتبخر الماء على الأرض ويشكل الغيوم وتهطل أمطارا تتشكل منها البحيرات والمحيطات، وتتكرر الدورة.
يحدث نفس الشيء في كوكب الحمم، لكن مع الصخور، كما يقول البروفيسور كوان.
‘”شاذ ومثير”
كل شيء من الصخور على هذا الكوكب ، كما يقول البروفيسور كوان.
ويضيف “درجة الحراة على الجانب المشمس من الكوكب مرتفعة بشكل رهيب بحيث أن الصخور تتبخر وتصعد المعادن في الجو، هذا يبدو شاذا لكنه مثير. لكن ليس هناك غلاف جوي في الجانب المظلم من الكوكب الذي هو شديد البرودة وفي حالة تجمد”.
هذه المفارقة الحادة في درجة الحرارة والضغط بين الجانب المضيء (الحار) والمظلم (البارد) للكوكب تؤدي إلى نشوء الرياح التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتبلغ حوالي 5000 كم/ساعة.
وتحمل هذه الرياح أبخرة الصخور عبر الجزء الليلي من الكوكب حيث تتكثف وتتحول إلى صخور.
ويعني هذا هطول أمطار صخرية وأحيانا ثلوج صخرية تسقط في المحيط، كما يقول البروفيسور كوان.
هل يجب أن نقلق؟
هذا كله جيد، لكن لماذا يعنينا نحن سكان الأرض؟
دراسة “ K2-141b” يمكن أن تساعدنا على أن نعرف المزيد عن ماضي الأرض لأنها كانت يوما ما عالما محاطا بالمادة المنصهرة.
فكوكب الحمم يعطينا نظرة على هذه المرحلة من تطور كوكب الأرض، كما يقول البروفيسور كوان.
وبمعرفة المزيد عن الكوكب الفيرد نستطيع أن نفهم بشكل أفضل كيف تشكلت الأرض. لكن هناك فائدة إضافية لمواصلة البحث في الموضوع.
ويمكن أن يشكل هذا أساسا لدراسة كواكب مماثلة عديدة لم تكتشف بعد.
ولذا، تعد هذه خطوة إضافية لفهم الكواكب الشبيهة بالأرض، كما يقول نغوين.