حقوق الصورة: Thinkstock
تسبب الاضطراباتُ المناعية الذاتية فعاليةً زائدةً أو ناقصةً بشكل غير طبيعي في الجملة المناعية.. فالجسم يهاجم أنسجته، في حالات فرط الفعالية، ومن هنا جاء الاسم “أمراض المناعة الذاتية”، أما في حالات نقص الفعالية فالجسم يقف عاجزاً أو ضعيفاً أمام الغزاة، وبالتالي يكثر حدوث الأخماج (الانتانات).
تبدأ الجملة المناعية بإنتاج أضداد، استجابةً لمثير مجهول، وهذه الأضداد تهاجم أنسجة الجسم، بدلاً من مهاجمة الأخماج.
ويوجد في الواقع أكثر من مئة مرض مناعي ذاتي معروف، نذكر من أمثلة هذه الأمراض:
• التهاب المفاصل الرثياني (Rheumatoid arthritis) : وتتكون فيه أضداد ترتبط ببطانة المفاصل، فتهاجم الخلايا المناعية المفاصلَ محدثة التهاباً وتورماً وألماً، وإذا لم تُعالَج فإنها تسبب تدريجياً أذية مفصلية دائمة. ويشمل العلاج أدوية متنوعة؛ فموية وحقنية، تعمل على تقليل فرط فعالية الجملة المناعية.
• الذآب الحمامي الجهازي (الذئبة الحمامية) (Systemic lupus erythematosus) : تتشكل عند المصابين بها أضداد مناعية ذاتية تتأثر بسببها المفاصل والرئتان، والخلايا الدموية، والأعصاب، والكليتان وغيرها. ويتطلب العلاج استخدام الستيروئيدات –كالبردنيزون- التي تقلل من وظيفة الجملة المناعية.
• داء الأمعاء الالتهابي (Inflammatory bowel disease) : تهاجم فيه الجملة المناعية بطانةَ الأمعاء، مؤدية لحدوث نوبات من الإسهال، والنزف المستقيمي، وحركات الأمعاء الإلحاحية، والألم البطني، والحمى، ونقص الوزن. ويعتبر التهاب القولون القرحي وداء كرون الشكلين الرئيسيين لداء الأمعاء الالتهابي. ويمكن استخدام الأدوية المثبطة للمناعة في العلاج.
• التصلب المتعدد (Multiple sclerosis): وفيه تهاجِم الجملةُ المناعية الخلايا العصبية، مُحدِثة أعراضاً كالألم والعمى والضعف وسوء التنسيق والتشنجات العضلية. وتستخدم في العلاج أدوية مختلفة من مثبطات المناعة.
• الداء السكري من النوع 1 (Type 1 diabetes mellitus): تهاجِم أضداد الجملة المناعية الخلايا المنتجة للأنسولين في (البنكرياس). ويتطلب علاج هذا الداء حقن الأنسولين للبقاء على قيد الحياة.
• متلازمة غيلان بارييه (Guillain-Barre syndrome): تهاجم الجملة المناعية الأعصاب المعصبة لعضلات الساقين والذراعين والجزء العلويّ من الجسم، فيحدث ضعفٌ مترقٍ قد يكون شديداً. تعتبر فصادة البلازما العلاج الرئيسي لهذا المرض.
• اعتلال الأعصاب المتعدد المزيل للنخاعين الالتهابي (Chronic inflammatory demyelinating polyneuropathy): يشبه متلازمة غيلان بارييه، وتستمر الأعراض فيه لفترة أطول. ويحتاج نحو 30% من المصابين للكراسي المتحركة إذا لم يُشَخّصوا ويعالَجوا بشكل مبكر، ويشبه العلاج ما ذُكِر بخصوص متلازمة غيلان بارييه.
• الصدفية (الصداف) (Psoriasis): تتجمع في الصداف خلايا الجملة المناعية الدموية -والتي تسمى الخلايا التائية- في الجلد، محفزة خلاياه على التكاثر بسرعة مؤدية لتشكل لويحات وقشور فضية مميزة.
• داء غريف (Graves’ disease): تحثّ الأضداد المناعية المتكونة فيه الغدة الدرقية لإنتاج كميات زائدة من هرمون الدرق، فتحدث حالة تسمى (فرط نشاط الدرق). تشمل الأعراض جحوظ العينين، ونقص الوزن والعصبية والهياج وتسارع دقات القلب والضعف وتقَصُّف الشعر. والعلاج – عادة – في هذه الحالات هو تحطيم أو إزالة الغدة الدرقية دوائياً أو جراحياً.
• التهاب الدرق لهاشيموتو (Hashimoto’s thyroiditis): تهاجِم الأضداد المتكونة فيه خلايا الغدة الدرقية وتحطمها، ومع الوقت يحدث ما يسمى (قصور الغدة الدرقية) وذلك خلال أشهر أو سنوات. تشمل الأعراض الضعف والإمساك وزيادة الوزن والاكتئاب وجفاف الجلد وعدم تحمل الجو البارد. ويتطلب العلاج تقديم الهرمون الدرقي يومياً عن طريق الفم.
• الوهن العضلي الوخيم (Myasthenia gravis): ترتبط الأضداد فيه بالأعصاب وتجعلها غير قادرة على تنبيه العضلات بشكل مناسب. ويعتبر الضعف الذي يترقى خلال النهار العَرَض الرئيسي لهذا المرض. كما يعتبر Mestinon (بيريدوستيغمين)، الدواء الرئيسي لهذا الداء.
• التهاب الأوعية (Vasculitis): تهاجم الجملة المناعية الأوعية الدموية. ويمكن أن يتأثر بها أي عضو في الجسم، وبالتالي تختلف الأعراض وتتنوع بشكل كبير حسب العضو أو الأعضاء المصابة. ويشمل العلاج الستيروئيدات مثل البردنيزون.