أصبح تيك توك جزءاً من حياتنا منذ عامين فقط، لكن كان له تأثير هائل بالفعل على صناعة الموسيقى.
الآن أبلغ القائمون على التطبيق برنامج “نيوزبيت” في بي بي سي راديو 1 أن الوكلاء والمدراء يطلبون منهم النصيحة حول كيفية ظهور فنانيهم على التطبيق.
ولم يعد الأمر يقتصر على الرقصات التي تنتشر سريعاً على نطاق واسع.
فقد تحدث برنامج “نيوزبيت” إلى فنانين قالوا إن استخدامهم لتطبيق تيك توك أعطى دفعة قوية لمسيرتهم المهنية في وقت أصبحت فيه العروض الموسيقية الحية خارج الأجندة بشكل أو بآخر.
“المهم في الأمر هو حجم الانتشار”
كان من المقرر أن تسجل “نينا نسبيت” ألبومها الثالث في السويد هذا العام لكنها، شأنها في ذلك شأن الكثير من الفنانين، اضطرت إلى تأجيله خلال فترة الإغلاق.
تقول “نسبيت”: “بكل صراحة، شركة الانتاج الخاصة بي أبلغتني قبل عامين بضرورة أن يكون لي حساب على تطبيق تيك توك. لذا في شهر مارس/ آذار الماضي قلت في نفسي: لمَ لا؟- وأول فيديو لي حصل على حوالي مليون مشاهدة في غضون أيام قليلة.”
إن وصولها إلى التطبيق يضعها بين موجة من الأعمال التي تغير كيفية نشر الموسيقى من أجل الاستفادة من “عالم جديد”.
هذه المغنية الاسكتلندية ليست جديدة على موضوع إيجاد جمهور على شبكة الانترنت. فقد بدأت مشوارها على يوتيوب، بإطلاق قناتها في 2009 بينما كانت لا تزال على مقاعد الدراسة في المدرسة.
لكنها تقول إن التفاعل مع جمهور المعجبين على تيك توك يبدو مختلفاً.
تقول “نسبيت”: “هناك أشخاص لم يسمعوا بي من قبل من كافة أنحاء المعمورة، ولكن هناك آخرين يقولون: أين كنتِ؟ كنت أحب الاستماع إليك.”
وتضيف قائلة: “حرفياً، أنا بمفردي فقط أسجل أشرطة الفيديو في شقتي، وبالتالي فإن المثير في الأمر حقاً هو عدد الأشخاص الذين يمكنك الوصول إليهم بسرعة كبيرة.”
وتضيف: “ليس من الضرورة أن يتم الترويج للموسيقى دائماً من خلال شركة إنتاج كبيرة ذات أداء جيد. كما أن ذلك أعطى الفنانين الجدد فرصة بدلا من أن تقول شركة انتاج: حسناً، دعونا نعمل على نجاح هذه الأغنية وندعم ترويجها بالمال.”
وبالاستناد إلى الأرقام التي اطلع عليها حصريا برنامج “نيوزبيت”، فإن تذوق نينا للنجاح على تيك توك ما هو إلا قصة نجاح من بين قصص كثيرة لموسيقيين يستخدمون منصة التطبيق في الأشهر الأخيرة.
وقد كشف التطبيق، الذي نادرا ما ينشر بيانات حول عدد المستخدمين أو نشاطهم، أن أكبر التسجيلات هذا الصيف حصلت على أكثر من 6.5 مليار مشاهدة للفيديو في المملكة المتحدة فقط، بين الأول من يونيو/ حزيران و12 أغسطس/ آب الماضي.
وقد تم إطلاق “قائمة أغاني الصيف” الخاصة بالتطبيق، التي تتصدرها أغنية “نجم الروك” للمغنيين “دابيبي” و “رودي ريتش” بـ 825 مليون مشاهدة، خلال فترة يصفها التطبيق بفترة “النمو المتسارع”.
وحتى مع الاستخدام المتزايد لمنصة التطبيق، فإن مدير العمليات الموسيقية لتيك توك في المملكة المتحدة، بول هوريكان يقول إن شعبية بعض أغاني الفنانين لا تزال “مثار دهشة حقا”.
يقول بول لبرنامج “نيوزبيت”: “في المملكة المتحدة، كما هو الحال في كثير من الأماكن، مررنا بوقت عصيب جداً، وهو يشير بذلك إلى أن وباء فيروس كورونا هو أحد الأسباب وراء الزيادة في استخدام الناس للتطبيق.
ويضيف: “إن ما نراه هو تجمع حقيقي حول الموسيقى في تيك توك خلال الأشهر القليلة الماضية.”
كان العديد من الأغاني التي وصلت إلى قائمة العشرة الأوائل عبارة عن تسجيلات صوتية مصاحبة لمنافسات في الرقص انتشرت على نطاق واسع، وفي معظمها كانت من صنع فنانين مجهولين نسبيا.
ويشير بول إلى حقيقة أنه حتى مدراء التطبيق لا يمكنهم التنبوء بالأغاني التي ستحظى بالرواج الكبير.
يقول بول: “هذا هو سؤال المليون جنيه استرليني… لكن ما يعنيه ذلك بالنسبة للمستقبل هو أن تيك توك مهم جدا في مساعدة الفنانين على الترويج لأعمالهم.”
ويضيف “إنه يشجع المستخدمين على البحث ومعرفة المزيد عن الفنانين الذين سمعوهم والاستماع إلى موسيقاهم بالكامل.. وأعتقد أنه لا مجال لإنكار أنه يقود إلى اكتشاف الموسيقى.”
ويضيف بول قائلا إن تيك توك شهد الكثير من “الفنانين وشركات الانتاج يتأقلمون ويستخدمون المنصة” من أجل تغيير كيفية إطلاقهم للموسيقى بعد ما رأوا فرص النجاح على التطبيق.”
يقول بول: “إن الأرقام التي رأيناها من أشياء مثل قائمة أغاني الصيف تقطع شوطا طويلا من حيث بناء الزخم على المنصة.”
ويختم قائلاً: “من الواضح أن ذلك يمكن أن يترجم إلى نجاح خارج المنصة وكذلك إلى نجاح مع الأشخاص الذين يستمعون إلى العمل كاملاً في مكان آخر.”