قبل 24 دقيقة
اتهمت شخصيات مهمة من طاقم تطوير لقاح أسترازينيكا سياسيين بالإساءة إلى سمعة اللقاح المذكور ، والإبطاء في توزيعه، وهو ما أدى إلى مئات آلاف حالات الوفاة، حسب رأيهم.
وكان اللقاح من أوائل اللقاحات التي أنتجت، وبيع بسعر التكلفة، لكنه واجه صعوبات في القبول في دول الاتحاد الأوروبي، ولم يرخص استخدامه في الولايات المتحدة.
وشككت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي بفعالية اللقاح في البداية، وعبرت عن مخاوف من آثاره الجانبية المحتملة.
وأدان البروفيسور سير جون بيل من جامعة أكسفورد ما سماه “سلوك السياسيين”.
والبروفيسور المذكور أحد الأعضاء البارزين في فريق إخراج اللقاح من المختبر إلى المصانع، ومن ثم إيصاله إلى ملايين المنتفعين، وقد وجه انتقادات حادة لصانعي القرار في الاتحاد الأوروبي.
وقال البروفيسور “لقد أضروا بسمعة اللقاح بطريقة يتردد صداها في بقية أنحاء العالم. أعتقد أن السلوك الخاطئ لسياسيين وعلماء تسبب بموت مئات الآلاف، ويجب أن لا يكونوا فخورين بذلك”.
وقد وزع ملياران ونصف المليار جرعة من لقاح أسترازينيكا في أنحاء العالم وصلت إلى 180 بلدا، وهذا العدد يفوق ما وزع من أي لقاح آخر.
وحصل حوالي نصف البالغين في المملكة المتحدة على جرعتين من لقاح أسترازينيكا، ويبدو احتمال أن يكون هذا اللقاح قد أنقذ عددا أكبر من الأشخاص مما فعل لقاحا فايزر ومودرنا مجتمعين واردا. وبالرغم من ذلك فإن خدمة الرعاية الصحية البريطانية لا تكاد تستخدمه، فقد تلقى أكثر من 37 مليون شخص الجرعة الثالثة الرامية لتعزيز المناعة، وكان نصيب أسترازينيكا من تلك الجرعات 48 ألف جرعة فقط.
وكانت هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي قد أعلنت أنها لا تزال “مقتنعة بشدة”، بأن فوائد لقاح أكسفورد أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا تفوق مخاطره.
وأكدت مجددا أنه “لا يوجد مؤشر” على أن اللقاح يسبب جلطات دموية، بعد أن أوقفت عدة دول كبرى في الاتحاد الأوروبي توزيعه. وقالت رئيسة وكالة الأدوية الأوروبية، إيمير كوك، إن الاتحاد متمسك بقراره الموافقة على اللقاح.
ولا يزال التحقيق في حالات الجلطات التي أصابت عددا قليلا ممن تلقوا اللقاح مستمرا.
وكان عدد من الدول قد أوقف استخدام اللقاح، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا بشكل مؤقت.
وكانت ألمانيا وفرنسا ودول أخرى قد تبنت موقفا حذرا في التعامل مع أسترازينيكا حين أوصت بعدم استخدامه مع الأشخاص الذي يتجاوز سنهم الخامسة والستين.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فذهب إلى حد القول بأن اللقاح غير فعال تقريبا.
لقد تم التخلي عن هذا القرار لاحقا لكنه تسبب بأضرار بالغة.
وفقدت ألمانيا وفرنسا كميات من اللقاح، حيث استخدم البلدان أقل من نصف لقاحات أسترازينيكا المتوفرة لديهما وأصبحا يعتمدان بشكل أكبر على لقاح فايزر.
وفي إيطاليا وصف مدير عام هيئة الأدوية قرار تعليق اللقاح بأنه “سياسي”.
وقال نيكولا ماغريني، لصحيفة لاريبوبليكا الإيطالية، إن اللقاح آمن وإن نسبة الفائدة إلى المخاطر من اللقاح “إيجابية على نطاق واسع”.