قبل 39 دقيقة
حذرت منظمات دولية من مغبة استحواذ الدول الغنية على نسبة كبيرة من الجرعات المتوقع إنتاجها من لقاحات فيروس كورونا، قائلة إن ذلك سيحرم مَن يعيشون في البلدان الفقيرة من فرصة الحصول عليها.
وقال التحالف الشعبي للقاحات، الذي يضم منظمات من بينها العفو الدولية وأوكسفام، إن ما يقرب من 70 دولة، من ذوات الدخل المنخفض، ستكون قادرة فقط على تطعيم شخص واحد من بين كل 10 أشخاص.
ويأتي هذا التحذير على الرغم من تعهد الشركة المصنعة للقاح أكسفورد-أسترازينيكا بتوفير 64٪ من جرعاتها لمواطني الدول النامية.
وتُتخذ خطوات لضمان عدالة توزيع اللقاحات في جميع أنحاء العالم. وقد نجح تحالف دولي يُعرف اختصارا باسم (كوفاكس) في تأمين 700 مليون جرعة من اللقاحات لتوزيعها على 92 دولة ذات دخل منخفض.
لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر أمرا تنفيذيا يعطي أولوية لحصول الأمريكيين على أي لقاح ينتج في الولايات المتحدة.
وخلص تحليل أجراه التحالف الشعبي للقاحات إلى أن الدول الغنية اشترت جرعات من اللقاحات كافية لتطعيم جميع سكانها ثلاث مرات إذا اعتُمدت جميعها للاستخدام.
وطلبت كندا، على سبيل المثال، لقاحات كافية لتطعيم كل كندي خمس مرات، كما يقول التحالف.
وأعطت السلطات الكندية الضوء الأخضر لاستخدام لقاح فايزر-بيونتيك. ومن المنتظر أن تتسلم كندا شحنة تضم قرابة مائتين وخمسين ألف جرعة هذا الشهر.
وعلى الرغم من أن الدول الغنية لا تمثل سوى 14٪ من سكان العالم، إلا أنها اشترت 53٪ من اللقاحات المعتمدة حتى الآن، وفقا لبيانات خاصة بثمانية لقاحات في المرحلة الثالثة من التجارب.
وقالت آنا ماريوت، مديرة السياسة الصحية في منظمة أوكسفام: “لا ينبغي منع أي شخص من الحصول على لقاح منقذ للحياة بسبب البلد الذي يعيش فيه أو بسبب المبلغ المالي الموجود في جيبه”.
وأضافت أنه “ما لم يتغير شيء ما بشكل كبير، فلن يتلقى مليارات الأشخاص حول العالم لقاحا آمنا وفعالا، لكوفيد-19 لسنوات قادمة”.
وحث التحالف جميع شركات الدواء، التي تعمل على إنتاج لقاحات كوفيد-19، على مشاركة أبحاثها والملكية الفكرية كي يتسنى تصنيع مليارات من الجرعات الإضافية وإتاحتها لكل من يحتاج إليها.
وحصل لقاح فايزر-بيونتيك بالفعل على الموافقة في بريطانيا، وبدأت عمليات التطعيم هذا الأسبوع. ومن المحتمل أن يحصل اللقاح على موافقة الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا قريبا.
وينتظر لقاحان آخران، موديرنا وأكسفورد-أسترازينيكا، الحصول على الموافقة الرسمية في عدد من البلدان.
ويقول التحالف إنه حتى الآن حصلت الدول الغنية على جميع الجرعات المتوقعة من لقاح موديرنا وعلى 90٪ من جرعات لقاح فايزر-بيونتيك.
وتلتزم أسترازينيكا، المصنعة للقاح طورته جامعة أكسفورد، بإتاحته على أساس غير ربحي للعالم النامي.
ومن المتوقع أن يكون أرخص من الأنواع الأخرى، ويمكن تخزينه في درجات حرارة الثلاجة، مما يسهل توزيعه في جميع أنحاء العالم.
ورحب التحالف بهذه الخطوة، لكنه قال إن لقاح أكسفورد-أسترازينيكا ربما يصل إلى 18٪ فقط من سكان العالم العام المقبل”.