- راشيل ستشراير
- مراسلة شؤون الصحة
قبل 15 دقيقة
حصلت إسرائيل على كميات كبيرة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا من شركة فايزر مقابل أن تكون بمثابة حقل تجارب عالمي في هذا المجال.
وتأتي اسرائيل في مقدمة الدول التي دشنت حملة تلقيح لمواطنيها على نطاق واسع ونجحت في تلقيح نسبة كبرة من السكان خلال فترة قصيرة.
ويراقب العلماء البيانات التي تعرضها إسرائيل باهتمام، لمعرفة مدى فعالية اللقاح عند إعطائه لجميع السكان.
لذلك كان هناك قلق مبرر عندما قال المنسق الإسرائيلي المعني بوباء كوفيد 19 البروفسور نحمان آش إن جرعة واحدة من لقاح فايزر، قد لا تكون كافية بعكس ما حسب ما تشير التقارير.
وتبين إصابة آلاف الأشخاص بكوفيد 19 بعد تلقيهم الجرعة الأولى. لكن هل هذه المخاوف سابقة لأوانها؟
وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية رداً على تصريحات آش: “إن تصريحات المفوض المعني بكوفيد -19 حول تأثير الجرعة الأولى من اللقاح أخرجت من سياقها وبالتالي غير دقيقة”.
وقالت الوزارة إن المفوض قال:”لم نشهد بعد انخفاضاً في عدد المصابين بهذا الفيروس ممن يعانون من أعراض خطيرة، من المتوقع أن نرى الوقاية الكاملة التي يوفرها اللقاح قريباً”.
بعد إعطاء اللقاح، يحتاج الجسم إلى وقت للتعرف على المادة الوراثية للفيروس، وخلق استجابة مناعية ( إنتاج الأجسام المضادة والخلايا التائية التي تمنع الفيروس من دخول الخلايا وتقتل الخلايا المصابة).
ويقول أخصائيو المناعة، أمثال البروفيسور داني ألتمان، من إمبريال كوليدج لندن، إن ظهور مفعول اللقاح يتطلب اسبوعين على الأقل.
بعض المرضى الذين دخلوا المستشفى مؤخرا بسبب فيروس كورونا كانوا قد تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح مؤخراً وهذا لا يعني بالضرورة أن اللقاح غير ناجع.
ونظراً للوقت الذي يستغرقه الجسم لخلق مناعة ضد الفيروس بعد أخذ اللقاح وتعرض الاشخاص غير الملقحين للفيروس وفترة الحضانة اللازمة لظهور أعراض المرض، فإن أثر اللقاح لن يكون جليا في الاحصاءات القومية عن حالة المرض قبل مرور شهر.
الحماية المبكرة
قارنت كلاليت، أكبر هيئة رعاية صحية في إسرائيل وتشمل خدماتها معظم سكان إسرائيل، السجلات الطبية لـ 200 ألف شخص فوق سن الستين عاماً ممن أخذوا اللقاح مع عدد مماثل من أشخاص لم يتلقوا اللقاح.
خلال فترة الأسبوعين التي تلت أخذ الجرعة الأولى، كان معدل الاصابة بالفيروس في المجموعتين بالفيروس متساوياً تقريبا، ولكن بعد ذلك، تراجع معدل الإصابات الجديدة بين الفئة التي تلقت اللقاحبنسبة 33 في المئة.
وقال ران باليتشر، أستاذ الصحة العامة الذي يقدم المشورة للحكومة وكبير مسؤولي الابتكار في كلاليت: “هذه حماية مبكرة جداً، وهناك بالفعل انخفاض بنسبة 33 في المئة”.
وبعد ذلك، بدأ عدد حالات الإصابة في التراجع وباتت محدودة جداً بحيث لا يمكن تحديد نسبتها المئوية..
نفس الاتجاه
وقال البروفيسور ستيفن إيفانز، الأستاذ في كلية لندن للنظافة الصحية والطب الاستوائي: “ليس من المعقول تحديد فعالية اللقاح بناء على هذا النوع من الدراسات القائمة على الملاحظة وعرضة للعديد من التحيزات، بتلك المستمدة من التجارب العشوائية (كتلك التي جرت لاختبار اللقاح في البداية).
لكن الدلائل الأولية تدل تقريباً على نفس الاتجاه الذي شوهد في التجارب السريرية لشركة فايزر التي شملت عشرات آلاف الأشخاص.
في تلك التجارب، تباينت معدلات الإصابة الجديدة في المجموعات الملقحة ومجموعات المراقبة أيضاً بعد أسبوعين.
واستمرت هذه الفجوة في الاتساع لأكثر من 100 يوم بعد الجرعة الأولى.
كوفيد 19 الخطير
بدأت إسرائيل في حملة التطعيم في 19 كانون الأول/ديسمبر، وبلغت نسبة التلقيح 10 في المئة من سكانها بنهاية 2020.
وبلغ عدد الذين تلقوا الجرعة الثانية حوالي نصف مليون شخص من أجمالي عدد سكانها البالغ تسعة ملايين.
ومن المتوقع ظهور تأثير اللقاح خلال هذا الاسبوع من ناحية عدد حالات الإصابة الشديدة بالفيروس حسب البروفيسور باليتشر.
فعالية أقل
تأمل شركة فايزر، أن توفر جرعتان من لقاحها حماية من الإصابة بالفيروس بنسبة 95 في المئة.
وحتى اللقاحات التي لها فعالية أقل، يمكنها أن تحمي المصابين بهذا الفيروس من خطر الموت.
فنسبة فعالية لقاح الإنفلونزا السنوي هي فقط 40-60 في المئة، لكنه يمنع وفاة مئات الآلاف من الناس سنوياً.
مرض قاتل
ويقول البروفيسور إيفانز: “قد تكون فعالية اللقاح ضد كوفيد 19 أقل أهمية ما دام اللقاح يقينا من الموت أو لا يستلزم نقل المريض الى المستشفى”.
يهدف اللقاح إلى حماية الناس من الأعراض الخطيرة للمرض وتفادي نقلهم الى المستشفيات وهذا أكثر أهمية من معدل الإصابة بحد ذاته.
فعلى سبيل المثال، لا تفرق بيانات كلاليت، بين حالات العدوى الخفيفة أو غير المصحوبة بأعراض وبين تلك الأكثر خطورة أو حتى المميتة.
وتوصلت المملكة المتحدة إلى نتيجة مفادها أنه يمكن إنقاذ المزيد من الأرواح من خلال إعطاء جرعة واحدة لأكبر عدد ممكن من الأشخاص بدلاً من إعطاء جرعتين تضمنان الحماية القصوى لعدد أقل من الأشخاص.
وقال البروفيسور إيفانز: “التقارير التي وردت من إسرائيل غير كافية لتقديم أي دليل على عدم صحة سياسة المملكة المتحدة الحالية فيما يتعلق بتأخير الجرعة الثانية من اللقاحات، بأي شكل من الأشكال”.