تظهر الصورة جانب الجرف الذي يقع في مقاطعة تشيبا في اليابان، وهو جزء من مجموعة الرواسب التي سجلت التاريخ الجيولوجي للكوكب في حقبة زمنية تفصلنا عنها من 770,000 إلى 126,000 سنة مضت. حقوق الصورة: Kyodo/Newscom


يعود الفضل في كل هذا إلى جرف يقع في اليابان.

تم اكتشاف عصر جيولوجي جديد للأرض، وهو الحقبة الزمنية الجيولوجية التشيبانية التي وقعت في فترة زمنية تتراوح بين 770,000 إلى 126,000 سنة مضت. ويعود الفضل في اكتشاف ذلك إلى طبقة من الرواسب التي تم العثور عليها في جرف منحدر يقع على ضفة نهر في جنوب اليابان.

لقد أُطلِق على هذا العصر اسم العصر التشيباني The Chibanian age، نسبة إلى مقاطعة تشيبا التي عُثِر فيها على هذه الرواسب، وقد تمت المصادقة عليه مؤخرًا من طرف الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية. و أفاد تقرير نشر في مجلة Eos، أن هذه الحقبة الزمنية تحظى بأهمية كبيرة؛ لأنها شهدت آخر تعاكس للمجال المغناطيسي للأرض.

عرف كوكب الأرض العديد من الفترات عبر التاريخ التي تبادل فيها القطبان المغناطيسيان الشمالي والجنوبي مواقعهما. يترك التعاكس عند وقوعه علامة على الصخور في كل مكان في الكوكب. قد تمثل الرواسب التي عثر عليها في جرف المنحدر في مقاطعة تشيبا السجل الأكثر ثراءً لذلك التعاكس من أي مكان آخر على الأرض.

ولا زال ذلك التعاكس القطبي الذي يُعرَف بتعاكس (برونهز وماتوياما) موضوع جدل؛ فقد نشرت صحيفة Geophysical Journal International دراسة استندت على معطيات حول طبقة من الرواسب التي عُثر عليها في إيطاليا تزعم أن التبادل قد وقع في حقبة زمنية ماضية تفصلنا عنها بضعة عقود.

كما طرحت دراسة نشرت في سنة 2019 في صحيفة Science Advances- اعتمدت على معلومات حول تدفقات الحمم البركانية القديمة في هاواي- نظرية تفيد بأن التعاكس استغرق ما يقارب 22,000 سنة. بإمكان رواسب تشيبا أن تساهم في نهاية المطاف في إنهاء هذا الجدل، بما أنها تُعتبر سجلًا جيولوجيًا ممتازًا لهذا التعاكس.

قد تساعدنا دراسة كيفية وقوع التعاكس في فهم ما يحصل الآن، فالأقطاب المغناطيسية لكوكبنا قد تحركت من أماكنها في السنوات الأخيرة، ولا يزال الباحثون غير قادرين على الكشف عن السبب الكامن وراء ذلك.


nasainarabic.net