صورة لدوغلاس لوفيرو Douglas Loverro -المسؤول المساعد السابق لمديرية مهام الاستكشاف والعمليات البشرية بناسا- مُتحدثًا في إحدى اللقاءات المُقامة في قاعة مناظرات ناسا Town Hall بمقر الوكالة في واشنطن. التقطت الصورة بتاريخ 3 ديسمبر/كانون الأول 2019. حقوق الصورة: (Joel Kowsky/NASA)
لقد حاورنا لوفيرو، وإليكم ما قاله.
لا يزال على ناسا توضيح السبب الذي استقال على إثره مسؤولها السابق فجأةً في غضون إطلاقها التاريخي المرتقَب.
شغل دوغلاس لوفيرو منصب المسؤول المساعد لمديرية مهام الاستكشاف والعمليات البشرية لدى ناسا لأقل من سبعة أشهر، وذلك قبل استقالته من المنصب يوم الإثنين 18 مايو/أيار، أي بتسعة أيامٍ من الموعد المحدَّد لإطلاق الرحلة التجريبية لمركبة سبيس إكس كرو دراغون Crew Dragon إلى محطة الفضاء الدولية، والتي تحوي طاقمًا مكونًا من اثنين من رواد الفضاء التابعين لناسا.
وفقًا لموقع SpacePoliceOnline.com، فقد صرح لوفيرو في بيانٍ أرسله إلكترونيًا إلى العاملين بالوكالة “بأنه قد أقدم على مخاطرةٍ ما، وارتكب خطأً”، ولكنه لم يُوضّح بالتحديد ما أدى إلى استقالته، وهذا ما دفع Space.com إلى الحديث معه كمحاولةٍ لفهم طبيعة الخطأ الذي ورد ذكره.
لم يكن في نية لوفيرو أن يُفصِح عن الظروف التي أدّت إلى الاستقالة، إنما أراد فقط أن ينتهز تلك الفرصة لينفي بعض الشائعات التي ترددت بشأنها على شبكة الإنترنت.
في حين أننا ما زلنا نجهل ما حدث بالفعل في قسم الرحلات الفضائية المأهولة بالوكالة، إلا أنّ هذا على الأقل سيمكننا من معرفة ما لم يحدث وفقًا للوفيرو.
ابتدأ لوفيرو حديثه نافيًا علاقة استقالته ببرنامج الطاقم التجاري التابعِ لناسا الذي قد تعاقد مع شركتي سبيس إكس وبوينغ لبدء إطلاق رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وقد أشار لوفيرو إلى ذلك نظرًا لأنّ توقيت استقالته كان قُبيل الرحلة التجريبية الأولى لمركبة سبيس إكس، وهو ما أدى إلى إثارة التكهنات عما إذا كان للخطأ الذي أشار إليه لوفيرو علاقةٌ بالإطلاق المقبِل.
وأضاف مُصرّحًا لموقع Space.com: “كانت الشائعة الأكثر خطأً، والتي كنت قلقًا من أمر تداولها، وأعتقد أن الوكالة كانت قلقةً بشأنها أيضًا هي أنّ استقالتي ستُعيق أمر إطلاق الطاقم التجاري، فقد جاءت قبل أسبوعٍ من الإطلاق، ولكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة”. وأضاف لوفيرو: “بعدم وجود أيِّ دليلٍ يُثبِت تأجيل الإطلاق مرتبطًا بهذا التغيير الذي تشهده ناسا.”
ماذا عن برنامج أرتميس؟
طرح Space.com سؤالًا آخر حول ما إذا كان لهذه الاستقالة علاقةٌ بالتحقيق الأخير الذي أجراه مكتب المفتش العام التابع لناسا OIG، فقد أعلن مكتب OIG على تويتر في 25 مارس/آذار بأنه سيُجري تحقيقًا بشأن استراتيجية ناسا للاستحواذ الخاصة ببرنامج أرتميس، الذي يهدف إلى إرسال البشر إلى القمر بحلول عام 2024.
وكان رد لوفيرو: “أن التقرير الذي باشره مكتب المفتش العام، هو تقريرٌ له علاقة بالمشتريات، وقد عمل عليه على نحوٍ مشابه لعمله على غيره، فالمكتب يختار النظر في أمور معينة لمعرفة كيف تديرها الوكالة.” وأضاف: “وهذا أمر بعيد تمامًا عن أي شيء قد تسبب بالفعل في الاستقالة، فقد تصادف هذا التزامن، لكن هذا أمرٌمختلفٌ كليًا”.
تكهّنت العديد من وسائل الإعلام بأن الخطأ الذي أشار إليه لوفيرو قد حدث أثناء إجراء عملية الشراء الخاصة بأنظمة الهبوط البشري، والتي ستحمل رواد فضاء أرتميس التابعين لناسا إلى سطح القمر. أعلنت ناسا بتاريخ 30 أبريل/نيسان قبل حوالي أسبوعين من الاستقالة عن الفرق الثلاث التي رشحتها لتطوير مركبات الهبوط القمرية الخاصة بمهمة أرتميس. كانت تلك الفرق بقيادة فريق بلو أوريجين Blue Origin، وتابعةً لشركات: سبيس إكس، داينتكس Dynetics، وبلو أوريجين.
أفاد موقع Ars Technica الأمريكي بأنه وفقًا لما ورد في عدة مصادر، فإن من المُرجّح أن يكون لوفيرو قد انتهك قانون نزاهة المشتريات أثناء عملية توقيع تلك العقود، وبموجب هذا القانون الذي أصدرته وزارة العدل الأمريكية (يحظر الإفصاح عن كل من: خطط اختيار المصدر، والعروض المقدَّمة من الجهة المتعاقدة، أو معلومات العروض المُقدَّمة قبل تمام توقيع العقد) أي وبمعنى أدق فربما قد سرب لوفيرو معلوماتٍ بشأن الشركات التي وقَع عليها الاختيار لتصميم أنظمة الهبوط البشري قبل الإعلان عنها علنًا.
امتنع لوفيرو عن الإدلاء بتصريحٍ حول الافتراض السابق، وأضاف أنّه لم يسعه إلا أن يتناول أمر الشائعتين الأُخريين (شائعة برنامج الطاقم التجاري، وتحقيق مكتب المفتش العام)، وحينما سُئِل عما إذا كان سيُعلن عن ظروف استقالته مستقبلًا ريثما يتم التحقيق بشأن الخطأ الذي ذكره قال: “لا أستطيع إخباركم بذلك، فأنا لا أعلم ما إذا كان سيكون هناك أية تفاصيل إضافية.”
وقال المتحدث الرسمي باسم وكالة ناسا -عندما تواصل معه Space.com للحصول على تصريح بشأن هذا: “أن الوكالة يتعذر عليها مناقشة الأمور الشخصيّة.”
يبدو أن أيًا كان ما فعله لوفيرو فإن له علاقةً ببرنامج أرتميس التابع لناسا بهدفه الرئيسي المتمثل في إرسال البشر إلى سطح القمر على متن مركبة فضائية حديثة بعد أربع سنوات فقط من الآن.
قال لوفيرو على خلفية هذا: “لقد أَجرَيت المكالمات التي حسبتها ضروريةً للمضي قُدمًا في المهمة وإتمامها، وبالطبع أقصد هنا مهمة الهبوط على سطح القمر بحلول عام 2024، ولذلك، فلا أعتقد أن بإمكاني إنكار وجود اختلاف بين الأمور التي اخترت القيام بها وبين السعي للوصول إلى القمر بحلول عام 2024.”
واختتم أخيرًا بأنه لا يتصوّر أن تؤثر استقالته على الجدول الزمني الطموح لمهمة أرتميس.