قبل 39 دقيقة
أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية أن موسكو تعمل على إنشاء محطة فضائية خاصة بها، بعيدا عن محطة الفضاء الدولية.
وتزامن هذا الإعلان مع احتدام التوتر بين روسيا وعدد من الدول الغربية.
وأُطلقت محطة الفضاء الدولية في عام 1998 بالتعاون بين وكالات الفضاء الروسية والأمريكية، وكانت تحظى بالإشادة كنموذج للتعاون المثالي بين العديد من البلدان.
لكن المسؤولين الروس أشاروا إلى أنهم قد ينسحبون نهائيا من محطة الفضاء الدولية في عام 2025.
وتقول وكالة الفضاء الروسية إن اتفاقها مع الشركاء الدوليين سينتهي بحلول عام 2024.
وبعد ذلك، سيتخذ قرار بشأن مستقبل محطة الفضاء الدولية وحالة وحداتها التقنية، التي “وصلت إلى نهاية عمرها التشغيلي”، وكذلك بشأن خطط روسيا لإنشاء محطة خاصة بها.
مخاوف من “كارثة”
قال نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف، في تصريحات تليفزيونية: “لا يمكننا المخاطرة بحياة (رواد الفضاء لدينا). الموقف اليوم مرتبط بالهيكل والمعدن الذي يتقدم في العمر، يمكن أن يؤدي إلى نتائج لا يمكن تجاوزها – إلى كارثة. يجب ألا ندع ذلك يحدث”.
وأضاف أن موسكو ستوجه لشركائها الدوليين “إنذارا عادلا بمغادرتنا محطة الفضاء الدولية في عام 2025”.
وفي ما يبدو أنه تمهيد لهذا القرار، نشر ديمتري روغوزين، رئيس الوكالة الروسية، مقطع فيديو على تطبيق تيليغرام، وعلق عليه بأن هذا هو “الجزء الأساسي الأولي للمحطة المدارية الروسية الجديدة وهي قيد التنفيذ”، والهدف تجهيزها في عام 2025.
واحتفلت روسيا مؤخرا بمصدر فخرها التاريخي في مجال الفضاء، ومرور 60 عاما على قيام رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين، بأول رحلة في مدار الأرض يقوم بها إنسان.
ولسنوات احتكرت روسيا رحلات الفضاء المأهولة بالبشر، لكن حدث تحول العام الماضي وانتقل رواد فضاء وكالة ناسا الأمريكية إلى محطة الفضاء الدولية عبر كبسولة تابعة لشركة سبيس إكس التابعة لشركة إيلون ماسك.
وتوترت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية مؤخرا. ومن المقرر أن يعود السفير الأمريكي جون سوليفان، إلى واشنطن للتشاور هذا الأسبوع، بعد أن “أوصت” موسكو بمغادرته مؤقتا.
وتصاعد التوتر بسبب الحشود العسكرية الروسية بالقرب من الحدود الشرقية لأوكرانيا، وتعامل موسكو مع المعارض أليكس نافالني، أبرز منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين.
ومن المقرر أن تبلغ تكلفة وحدة الفضاء الروسية، التي تقوم على تجميعها شركة إنيرجيا “Energia”، ما لا يقل عن 5 مليارات دولار، حسب وكالة أنباء إنترفاكس.
وقال بوريسوف للتلفزيون الحكومي إن محطة الفضاء الروسية المخطط لها ستدور في مدار أعلى من المحطة الدولية، وبالتالي ستكون أكثر قدرة على مشاهدة المناطق القطبية، وهو ما سيكون مفيدا لفتح طريق بحر الشمال.
وتأمل روسيا في تطوير المسار مع ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي.
وقال إن روسيا ستبني محطة الفضاء الجديدة بنفسها، لكن لا يستبعد مشاركة دول أخرى. وقال لتلفزيون روسيا 1 “سنأخذ شركاء بالتأكيد، لكننا سنتدبر الأمر بأنفسنا”.
وقال الشهر الماضي إن وكالة الفضاء الروسية وقعت اتفاقية مع إدارة الفضاء الوطنية الصينية، لتطوير محطة أبحاث قمرية على سطح القمر أو في مداره أو في كليهما.