- جين ويكفيلد
- بي بي سي
قبل 24 دقيقة
اعتذر موقع فيسبوك، بعد أن توقف عن العمل للمستخدمين حول العالم لعدة ساعات يوم الإثنين.
كما تعطل تطبيقا واتساب وانستغرام المملوكان للشركة.
فما هي المشكلة؟
باختصار، توقفت أنظمة فيسبوك عن التحدث إلى الإنترنت الأوسع.
أوضحت شركة Cloudflare (كلاود فلير) للبنية التحتية للويب أن الأمر كان كما لو أن “شخصًا ما سحب الكابلات من مراكز البيانات الخاصة به (فيسبوك) مرة واحدة وفصلها عن الإنترنت”.
كان تفسير فيسبوك أكثر تقنية قليلاً.
وقالت الشركة إن “تغييرات الإعدادات على أجهزة التوجيه الأساسية، التي تنسق حركة مرور الشبكة بين مراكز البيانات خاصتنا، تسببت في حدوث مشكلات أدت إلى قطع هذا الاتصال. كان لهذا تأثيره … توقفت خدماتنا”.
فلماذا لا يستطيع الناس الوصول إلى فيسبوك؟
ينقسم الإنترنت إلى مئات الآلاف من الشبكات. تمتلك الشركات الكبيرة مثل فيسبوك شبكاتها الخاصة الأكبر – المعروفة باسم الأنظمة المستقلة.
عندما تريد زيارة فيسبوك (أو واتساب أو انستغرام) يجب أن يتصل جهاز الكمبيوتر الخاص بك بشبكتهم، باستخدام ما يعرف بـ بروتوكول البوابة الحدودية (BGP) – وهو نوع من الخدمات البريدية عبر الإنترنت.
من أجل توجيه الأشخاص إلى مواقع الويب التي يرغبون في زيارتها، تبحث “بي جي بي” في جميع المسارات المتاحة التي يمكن أن تنتقل عبرها البيانات وتختار أفضل طريق.
توقف فيسبوك فجأة يوم الاثنين عن توفير المعلومات التي يحتاجها النظام ليعمل.
هذا يعني أنه لا يوجد لدى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بأي شخص أي طريقة للاتصال بفيسبوك أو مواقعه الأخرى.
ما تأثير الانقطاع؟
كان لفشل هؤلاء اللاعبين الرئيسيين على الإنترنت تأثير كبير، على الأفراد والشركات في جميع أنحاء العالم.
وقال موقع داونديتكتر Downdetector، الذي يتتبع حالات الانقطاع في الخدمات الإلكترونية، إنه أبلغ عن حوالي 10.6 مليون مشكلة في جميع أنحاء العالم، وهو أكبر رقم يسجل على الإطلاق.
بالنسبة للكثيرين، مثَّل فقدان الوصول إلى خدمات فيسبوك مجرد إزعاج. ولكن بالنسبة لبعض الشركات الصغيرة في العالم النامي التي ليس لديها طرق أخرى موثوقة للتواصل مع العملاء، فقد تكون مشكلة خطيرة.
وبالمثل، فإن بعض المنظمات التي لا يزال موظفوها يعملون عن بُعد بعد وباء فيروس كورونا، تعتمد الآن على واتساب لإبقاء الزملاء على اتصال.
كيف سُمح لهذا أن يحدث؟
بدأت موجة من التقارير في حوالي الساعة 16:45 بالتوقيت الصيفي لبريطانيا، يوم الاثنين، تفيد بأن فيسبوك وواتساب وانستغرام لا يعملون.
في البداية، تسبب هذا في النكات المعتادة حول كيفية تعامل الناس، والسخرية من المنافسين مثل تويتر.
لكن سرعان ما أصبح واضحًا أن هذه مشكلة أكثر خطورة – مع وجود تقارير عن حدوث فوضى في مقر فيسبوك في كاليفورنيا.
وقالت شيرا فرنكل، مراسلة صحيفة نيويورك تايمز لشؤون التكنولوجيا، لبي بي سي إن السبب في أن الأمر استغرق وقتًا طويلاً لإصلاحه هو أن “الأشخاص الذين يحاولون معرفة ماهية هذه المشكلة لم يتمكنوا حتى من الدخول فعليًا إلى المبنى”، للعمل على استكشاف الخطأ الذي حدث.
لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت المشكلة ناتجة عن خطأ برمجي أو خطأ بشري بسيط.
ومع ذلك، فإن نظريات المؤامرة يتم تداولها بالفعل، ومنها احتمال كون الحادث مدبرا من أحد العاملين داخل فيسبوك.
كيف كان رد فعل فيسبوك؟
كان على مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ، بشكل محرج إلى حد ما، اللجوء إلى شبكة تويتر المنافسة للاعتذار.
يقول مايك برولكس – المحلل بشركة فوريستر للأبحاث – إن الحادث يثير تساؤلات حول الطريقة التي جمع بها فيسبوك الكثير من عملياته الفنية معًا في السنوات الأخيرة.
يقول إنه جعلها أكثر كفاءة، ولكنه يعني أنه إذا حدث خطأ ما، فيمكن أن يكون هناك “تأثير متتابع”.
وواجه فيسبوك انقطاعات في الخدمة من قبل، ولكن تم إصلاحها بشكل عام في غضون ساعة أو نحو ذلك.
إن انقطاع الخدمة الأطول والأكثر إزعاجا، مثل هذا، يوضح مشكلة تركيز الكثير من اتصالات العالم في وادي السيليكون.
وهذا بدوره يثير تساؤلات، حول ما إذا كان عمل الإنترنت يجب أن يكون في أيدي عدد قليل من الشركات الكبرى.
كم خسر فيسبوك من المال؟
ربما تكون أكبر مشكلة لفيسبوك نفسه هي التأثير الذي أحدثه العطل على إيراداته وسعر أسهمه. أدى الإغلاق إلى عدم عرض الإعلانات لأكثر من ست ساعات عبر أنظمته الأساسية.
وفقًا للبعض، من الممكن أن يكون انقطاع الخدمة قد تسبب في خسارة تصل إلى 6 مليارات دولار لثروة زوكربيرغ الشخصية، مع انخفاض أسهمه بنسبة 5 في المئة تقريبًا.
ويقدر آخرون أن خسارة الإيرادات للشركة قد تصل إلى أكثر من 60 مليون دولار.
وتأتي هذه الضربة لسمعة فيسبوك في وقت صعب، إذ مثلت موظفة سابقة في فيسبوك – أبلغت عن مخالفات وسربت العديد من الوثائق الداخلية – أمام جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء.
كما يخضع عملاق التواصل الاجتماعي للتدقيق من قبل الهيئات المنظمة للاتصالات في جميع أنحاء العالم، التي تتساءل عما إذا كان يستجيب بشكل مناسب لقضايا مثل المعلومات المضللة، خطاب الكراهية، التعامل مع بيانات المستخدم، أو ما إذا كان – كما تقول المبلغة عن المخالفات – يعطي أولوية لـ”الربح قبل السلامة”.
الآن قدرات فيسبوك التقنية موضع تساؤل أيضًا.