قبل 50 دقيقة
تأتي المحادثات بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحرية بوساطة أمريكية وبرعاية من الأمم المتحدة. ومن شأن التوصل لاتفاق في هذا الشأن السماح للجانبين باستغلال منطقة يُعتقد أن بها حقول غاز ضخمة في البحر المتوسط، في وقت يواجه فيه لبنان تحديات اقتصادية ضخمة.
ما الذي حدث؟
بعد وساطة أمريكية استمرت ثلاثة سنوات، أعلن لبنان وإسرائيل في وقت سابق من الشهر الجاري التوصل الى تفاهم حول بدء محادثات من أجل حل نزاعهما القائم حول الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها “تاريخية” بين دولتين في حالة حرب.
عقدت الجلسة الأولى من المحادثات في مقر تابع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في بلدة الناقورة الحدودية، بحضور مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، والسفير الأمريكي لدى الجزائر جون ديروشر.
أوفدت إسرائيل للمحادثات فريقاً من ستة أعضاء من بينهم المدير العام لوزارة الطاقة ومستشار رئيس الوزراء للشئون الخارجية.
فيما ضم وفد التفاوض الللبناني المؤلف من أربعة أعضاء عسكريين اثنيين ومدنيين، هم العميد الركن الطيار بسام ياسين، والعقيد الركن البحري مازن بصبوص، ووسام شباط، عضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان، إلى جانب الخبير في الشؤون البحرية، نجيب مسيحي، بحسب ما أعلنته الرئاسة اللبنانية أمس، وهو ما أثار إدانات من جانب حزب الله (الذي انخرط في حرب مع إسرائيل عام 2006 )وحركة أمل.
وقالا إن وجود مدنيين في وفد التفاوض ” يضر بموقف لبنان ومصالحه، ويرقى إلى حد الاستسلام للمنطق الإسرائيلي الذي يسعى إلى الوصول إلى شكل من أشكال التطبيع.”
كما أكد حزب الله أن المفاوضات ليست مؤشراً على انفتاحه على التوصل لاتفاق سلام مع عدو بلاده.
وقالت مصادر مطلعة لبي بي سي إن الاجتماع المقبل سيعقد في 28 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
جذور الخلاف الحدودي
يعد لبنان وإسرائيل في حالة حرب رسمية منذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948. ورغم عدم وجود اتفاق على ترسيم الحدود بين البلدين، إلا أنهما ملتزمان بوقف لإطلاق النار على طول ما يسمى الخط الأزرق، الذي كانت الأمم المتحدة قد حددته بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، لتنهي بذلك 22 عاماً من احتلالها للمنطقة.
وتعد هذه المنطقة من واحدة من أكثر المناطق الحدودية توتراً في الشرق الأوسط، إذ تقف فيها القوات الإسرائيلية في مواجهة الجيش اللبناني وحزب الله، بينما تحاول قوات حفظ السلام الدولية الحفاظ على الهدوء.
وفي عام 2006 دخل حزب الله اللبناني وإسرائيل حرباً استمرت شهراً وأسفرت عن مقتل نحو 1190 لبنانياً و163 إسرائيليا، وانتهت بهدنة بوساطة الأمم المتحدة.
أما الخلاف البحري فيتركز على منطقة في شرق البحر المتوسط تبلغ مساحتها نحو 860 كيلومترا مربعا في منطقة يعتقد أنها غنية بالغاز.
وكان لبنان قد أعلن في يناير/كانون الثاني 2016، إطلاق أول جولة تراخيص للتنقيب في المنطقة.
وقد جاء انطلاق المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية بعد أقل من شهر من اتفاق الإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات مع إسرائيل بوساطة أمريكية. غير أن الجانبين اللبناني والإسرائيلي يؤكدان على أن المفاوضات ليست مؤشراً على أي تطبيع للعلاقات بينهما.