الإستروجين هرمونٌ يُعرف طبياً على أنه هرمون الأنوثة، فلِمَ يوجد لدى الرجال؟
وماذا يعني وجوده في جسد الرجل؟
كيف تعرف أنك تعاني من ارتفاعٍ في هرمون الأنوثة؟
نأخذكم اليوم في رحلة لتجدوا أجوبة كل هذه الأسئلة.

الإستروجين هو أحد الهرمونات الجنسية، وبخلاف ما هو شائعٌ فإنه يوجد بشكلٍ طبيعيٍ لدى كلٍ من الرجل والمرأة، ولكن تمتلك النساء بطبيعة الحال مستوياتٍ أعلى من الإستروجين مقارنةً مع الرجال.

يُنتَج الإستروجين بشكل طبيعي من المبيضين والخصيتين والخلايا الشحمية والغدد الكظرية، وهو مهمٌ أثناء مرحلة البلوغ عند الإناث وللتحكم بالدورة الطمثية.

للإستروجين ثلاثة أنواع:
1-الإستراديول وهو النوع الرئيسي، وهذا النوع بالأخص هامٌ وضروري جداً لدى الرجل.
2-الإستيرول، ويفرز بشكل خاص أثناء الحمل.
3-الإستيرون، ويُنتَج بكمياتٍ كبيرة لدى النساء بعد بلوغهن سن اليأس.

لماذا يوجد هرمون الأنوثة لدى الرجل؟ وما فائدته؟
يمتلك الإستراديول (والذي ذكرناه في الفقرة السابقة) دورًا هامًا جدًا لدى الرجال فهو يستخدم لكلٍ من:
• تنظيم الرغبة الجنسية.
• الحصول على انتصاب.
• إنتاج النطاف.
• الوظائف الخصوية.
كما أن له أدوارًا أخرى لدى الجنسين تشمل:
-ضبط مستويات الكولسترول.
-الحفاظ على صحة العظام.
-الحفاظ على صحة القلب.
-التأثير على الصحة النفسية، وعلى الجلد، وعلى أنسجة الجسد الأخرى.

ما هي النسب الطبيعية للإستروجين لدى الرجل؟
في الواقع، يعتمد ذلك على سن الرجل وعلى قصته المرضية، وبحسب جمعية الغدد الصماء الطبية Endocrine Society، يجب أن تكون نسبة الإستراديول لدى الذكر البالغ 10-40 بيكوغرام/مل، ونسبة الإسترون 10-50 بيكوغرام/مل.

عندما ترتفع تلك النسب أو تنخفض فإن ذلك لا يُعدّ طبيعيًا، وسنتحدث عن كلٍ من الحالتين بشكلٍ منفصل.

الحالة الأولى وهي ارتفاع هرمون الأنوثة لدى الرجال وأعراضها:
• انخفاض الخصوبة أو الإصابة بالعقم، لأن ارتفاعه يقلل من إنتاج النطاف، وكذلك تدني الشعور الجنسي.
• مشاكل في الحصول على انتصاب.
• الاكتئاب، وصعوبة في التركيز.
• الإصابة بالتثدي، ويعني ذلك نمو الأثداء بشكل غير طبيعي لدى الرجال.
• بطء النمو وقصر القامة، وذلك بسبب تأخر حدوث البلوغ لدى الذكور، وانغلاق مشاشات العظم.
• الشعور بالتعب.
• تساقط شعر الجسد بالإضافة لتراجع الكتلة العضلية ونقص نمو الخصيتين والقضيب.
• هشاشة العظام.
• الهبات الساخنة.
ويُشخَّص بناءً على تحليل الهرمونات الدموي، وبالاعتماد على الأعراض السريرية.

لِمَ يرتفع هرمون الأنوثة أصلًا لدى الرجل؟
وذلك لعدة أسباب منها:
• بعض المضادات الحيوية.
• يمكن لبعض الأعشاب والنباتات كالجينسينغ والجينكو أن ترفع مستوياته.
• الفينوتيازيانات، وهي أدويةٌ تستخدم لعلاج بعض الأمراض النفسية.
• الأسباب الجينية.
• القلق.
• البدانة.
• بعض الأورام.
• الأمراض التي تؤثر على الكبد.
• الحالات التي تخل بتوازن الهرمونات مثل قصور الغدد الجنسية (قصور الأقناد Hypogonadism).

كيف يمكن معالجة ارتفاع هرمون الأنوثة لدى الرجال وإعادته لمستوياته الطبيعية؟
توجد عدة إجراءات طبية يمكن اجراءها لإعادة هرمون الأنوثة في الدم لمستواه الطبيعي، ومنها:
• إنقاص تناول الكحول.
• بعض الأدوية كمُعدِّلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية، ومثبطات الأروماتاز.
• بعض الحميات كالحمية منخفضة الدسم الغنية بالألياف، والتي عادةً ما تشمل تناول الخضروات الصليبية والعنب الأحمر وبذور الكتان والسمسم والحبوب الكاملة والرمان والشاي الأخضر.
• المحافظة على اللياقة البدنية.

إن الهدف من العلاج هو خفض مستوى هرمون الأنوثة للطبيعي، لأن ارتفاعه لدى الرجال يمكن أن يرفع خطر الإصابة بالسكري، وخثرات الدم، والاحتشاءات، وبعض أنواع السرطانات كسرطان الثدي والبروستات.

الحاة الثانية، وهي انخفاض هرمون الأنوثة لدى الرجال:
يمكن أن يسبب انخفاض الإستروجين لدى الرجل الأعراض التالية:
• تدني الرغبة الجنسية.
• شحم زائد حول البطن.
• خسارة عظمية.
• هشاشة العظام.

يمكن أن يحدث ذلك بسبب قصور الغدد الجنسية، والذي قد ينجم عن عدة أسبابٍ كالأمراض المناعية أو الجينية، وإنتانات الأعضاء الجنسية كالنكاف، وأمراض الكلية والكبد، والخصى الهاجرة، والتعرض للجراحة أو الإصابة الشعاعية في المنطقة التناسلية لدى التعرض للعلاج الشعاعي بسبب الإصابة بالسرطان مثلًا، بالإضافة إلى الأمراض التي تؤثر على الغدة النخامية وغيرها من الأمراض.

العلاج:
إذا كان السبب هو قصور الغدد التناسلية، يمكن أن يصف الطبيب لمريضه المعالجة المعوضة بالهرمونات، إذ يعطيه هرمون التيستوستيرون، ويحوّل الأروماتاز في الجسم بعض الهرمونات الذكرية (التيستوستيرون) إلى إستروجين.

ختامًا، في حال شعرت أن لديك أعراض انخفاض أو ارتفاع هرمون الإستروجين، ننصحك بمراجعة الطبيب المختص.

nasainarabic.net