هو حالة مرضيّة يحصل فيها تضيّق وتوذّم للممرّات الهوائيّة نتيجة لتضيّق العضلات المحيطة بتلك الممرّات، ولتراكم المواد المخاطيّة ضمنها، وهذا ما يُعيق مرور الهواء من وإلى الرئتين.

وكنتيجة لهذا التضيّق يستجيب الجسم بإحداث السّعال في محاولةٍ منه لطرد المخاط الزائد ولفتح الممرّات الهوائيّة، وبسبب التضيّق الحاصل نسمع أزيزًا مرافقًا للسّعال وهو يُعتبر علامة مميزة للربو.

يُعتبر الرّبو من الأمراض المزمنة المصاحبة لنوبات حادّة، وعلاجه يقتصر فقط على السيطرة على هذه النوبات دون وجود علاج جذري له.

قد يكون الرّبو مصدرًا بسيطًا للإزعاج للبعض، و قد يكون معيقًا بشدة لآخرين، وقد يُحدث نوبات تكون مهدِّدة للحياة.

لكن نظرًا لأن الرّبو غالبًا ما تتغيّر درجتُه بمرور الوقت، فمن المُهم أن تُتابِع حالتك مع طبيبك بشكل دائم لتتبُّع العلامات والأعراض، وتعديل العلاج حسب الحاجة.

بماذا يتميّز الرّبو؟
هناك ثلاث سمات سريريّة مُمَيِّزة للربو وهي:
أولًا: انسداد المجرى الهوائي
فعندما نتنفّس في الوضع الطبيعي، تسترخي العضلات المحيطة بالممرّات الهوائية فتتوسّع، وهذا بدوره يسمح للهواء بالمرور بحُريّة. لكن عندما تُصاب بالرّبو فهذه العضلات تتقلّص مما يسبب صعوبة في مرور الهواء.

ثانيًا: الالتهاب
يسبب الرّبو توذمًا واحمرارًا في الممرّات الهوائيّة نتيجة العمليّة الالتهابيّة الحاصلة بشكل مستمر، وإنّ استمرار هذا الالتهاب لفترة طويلة قد يسبب أذيّة رئويّة. لذلك نسعى أثناء العلاج بالسيطرة على الالتهاب والذي بدوره سينجح في السيطرة على الرّبو.

ثالثًا: تهيُّج مجرى الهواء
تكون المجاري الهوائيّة لدى مرضى الرّبو حسّاسة جدًا بحيث تُظهر ردّات فعل شديدة عند تعرُّضها لمحسّسات، ولو كان التعرّض طفيفًا.

ما هي أنواع الرّبو:
يمكن أن يَحدث الرّبو بعدّة طرق مختلفة ولأسباب عديدة مختلفة، ولكن المحفّزات غالبًا ما تكون متشابهة. وهي تشمل المُلوّثات الجويّة والفيروسات، ووَبر الحيوانات الأليفة والعفن ودخان السجائر.

أشيع أنواع الرّبو:
ربو الطفولة:
الرّبو هو أكثر الحالات المزمنة شيوعًا عند الأطفال. يمكن أن يتطوّر في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا عند الأطفال منه عند البالغين.

من الضروري المراقبة الطبيّة للطفل عند إصابته بالرّبو، إذ يُمكِن أن يُهدّد حياته، فالطبيب يمكن أن ينصحك بأفضل الطرق لرعاية طفلك.

في بعض الحالات، قد يتحسن الرّبو مع بلوغ الطفل سن الرشد ولكن بالنسبة لكثير من الناس قد تستمر الحالة مدى الحياة.

الربو عند البالغين:
يمكن أن يتطور الرّبو في أي عمر، بما في ذلك خلال مرحلة البلوغ. وفقًا لدراسة أُجريت عام 2013، فإنّ البالغين أكثر عرضةً من الأطفال للإصابة بأعراض مستمرة.

الربو المِهني:
ينتج الرّبو المهني عن التعرض للمحسّسات أو المُهيّجات الموجودة في مكان العمل.

في أماكن العمل التالية، قد تسبب المواد المسببة للحساسية ربوًا لمن لديهم حساسية وهي:
– المخابز ومطاحن الدقيق والمطابخ.
– المستشفيات وأماكن الرعاية الصحيّة الأخرى.
– متاجر الحيوانات الأليفة وحدائق الحيوان والمختبرات؛ حيث توجد الحيوانات.
– المزارع والأماكن الزراعيّة الأخرى.

في المهن التالية، يمكن أن تؤدي المحسّسات إلى ظهور أعراض الرّبو:
– إصلاح وتصنيع السيارات.
– الهندسة والأشغال المعدنيّة.
– الأعمال الخشبيّة والنجارة.
– صناعات الإلكترونيّات والتجميع.
– صالونات تصفيف الشعر.
– حمّامات سباحة داخلية.
كما يُمكن أن تؤدي بيئة عمل الشخص إلى عودة ربو الطفولة، أو بدء الإصابة به عند البالغين.

الرّبو الموسمي:
يحدث هذا النوع من الرّبو استجابة لمحسّسات موجودة في البيئة المحيطة في أوقات معينة من العام فقط. على سبيل المثال، قد يؤدي الهواء البارد في الشتاء أو حبوب الطلع في الربيع أو الصيف إلى ظهور أعراض الرّبو الموسمي.

• عوامل خطر الإصابة بالربو:
– الوراثة.
– الجنس، فالذكور أكثر إصابة من الإناث عند الأطفال، بينما عند البالغين فالسيدات أكثر عرضة للإصابة.
– نوع العمل الذي تقوم به.
– البدانة.
– الالتهابات الرئوية.

• مضاعفات الرّبو:
عندما لا يكون الرّبو تحت السيطرة، يمكن أن يسبب مشكلات عديدة في حياتك اليومية ومنها:
– الإعياء.
– قلة ممارسة الرياضة وزيادة الوزن.
– زيارات المستشفى أو غرفة الطوارئ.
– فقدان العمل.
– مشكلات في الصحة النفسية، قضايا مثل الإجهاد، والقلق، والاكتئاب.

كما يُمكن أن يؤدي الرّبو أيضًا إلى حالات طبية خطيرة بما في ذلك:
-الالتهاب الرئوي ومضاعفات أخرى من الالتهابات الشائعة مثل الأنفلونزا.
– الولادة المبكرة أو فقدان الحمل.
– تضيّق القصبات الدائم.
– انخماص الرئة.
– توقّف التنفّس.

السّيطرة على نوبات الرّبو:
ستتضمن خطة العمل الخاصة بك طرقًا مختلفة للسيطرة على الرّبو والوقاية من النوبات:
– اعرف ما الذي تتحسّس منه وابتعد عنه.
– اتبع تعليمات طبيبك بشأن تناول أدوية الرّبو الخاصة بك.
– تابع حالتك وتعرف على العلامات التي تدل على أنّ حالتك تزداد سوءًا.
– تعلّم ما عليك فعله في حال شعرت بسوء حالتك.
– تحدّث إلى طبيبك عن اللقاحات التي ستحميك من التعرض للحالات الشديدة.

nasainarabic.net