- جوناثان اموس
- مراسل شؤون العلوم – بي بي سي
قبل 42 دقيقة
يسجل التاريخ يوم الثلاثاء سعي الإمارات إلى وضع مسبارها الاستكشافي، مسبار “الأمل”، حول المريخ.
ويوشك مسبار الأمل الإماراتي، الذي انطلق من الأرض قبل سبعة أشهر، على الوصول إلى اللحظة الحاسمة في رحلته الطويلة، والدخول في مدار المريخ.
ويتحرك المسبار حاليا بسرعة تزيد على 120 ألف كيلومتر في الساعة، كما يتعين أن يطلق محركات الكبح لمدة تصل إلى 27 دقيقة للتأكد من التقاطه بواسطة جاذبية الكوكب.
وبنجاح مسبار الأمل يستطيع أن يبدأ مهمة علمية تهدف إلى دراسة مناخ المريخ.
وقال عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ: “نحن ندخل مرحلة حرجة للغاية، إنها مرحلة تحدد بشكل أساسي إن كنا سنصل إلى المريخ أم لا، وإن كان بمقدورنا إجراء علومنا أم لا”.
وأضاف لبي بي سي نيوز: “إن ذهبنا ببطء شديد، فسوف نتحطم على المريخ، وإن ذهبنا بسرعة كبيرة، فسوف نتجاوز المريخ”.
وتعد بعثة مسبار الأمل الاستكشافية الأولى من بين ثلاث بعثات تصل إلى الكوكب الأحمر خلال الشهر الجاري، إذ يسعى مسبار “تيانوين-1” الصيني إلى الوصول إلى المدار أيضا يوم الأربعاء، بينما يستعد الأمريكيون في اليوم الثامن عشر بمركبة طوافة أخرى كبيرة.
وبالنسبة لمسبار الأمل فإن كل شيء معد لمناورة دخول المدار يوم الثلاثاء، فخلال الشهرين الماضيين، استطاع المهندسون تقليل مسار المركبة الفضائية بحيث تصل إلى الكوكب في اللحظة المناسبة بالضبط، في المكان والزمان، لبدء الكبح.
ويتعين تقليل سرعة اقتراب المسبار إلى نحو 18 ألف كيلومتر في الساعة.
ويجري التحكم في المهمة في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، فضلا عن إدارة بعض البيانات الواردة بشأن أداء محركات مسبار الأمل، بيد أنه لا يستطيع أي شخص أن يتدخل إذا حدث خطأ ما.
وتفصل المسافة بين المريخ والأرض حاليا 190 مليون كيلومتر، مما يعني أن توجيه أمر يستغرق وقتا قدره 11 دقيقة بالكامل كي يصل إلى المسبار، وهو وقت طويل جدا لإحداث فرق، لذا يجب أن يتمتع مسبار الأمل باستقلالية لإكمال مناورته.
وقالت عائشة شرفي، مهندسة نظام الدفع: “سيكون الأمر مرهقا للأعصاب بكل تأكيد، إن مجرد التفكير في الأمر يصيبني بقشعريرة، لكن لدينا نظام حماية من الأعطال يمكن أن يعوض عن أي مشاكل قد تحدث أثناء عملية الكبح، لذلك أعتقد أننا في وضع جيد لدخول مدار المريخ بنجاح”.
وينبغي استقبال إشارة تأكيد بدء عملية الاحتراق لنظام المكابح على الأرض بعد الساعة 19:40 بتوقيت الخليج (15:40 بتوقيت غرينتش)، وذلك من خلال شبكة الفضاء العميق التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).
ويحمل مسبار الأمل 800 كيلوغرام من الوقود، وسوف تستهلك محركات الدفع الستة المشاركة في المناورة التي تستغرق 27 دقيقة نحو نصف هذا الوقود.
وبعد فترة وجيزة من إيقاف تشغيل المحركات، سيختفي المسبار خلف المريخ حيث ينحرف مساره إلى المدار الأول المخطط له، ومرة أخرى سيكون الانتظار باعثا للقلق في مركز محمد بن راشد للفضاء أثناء متابعة الفريق شبكة أطباق ناسا لالتقاط إشارة مسبار الأمل من جديد.
وإذا كللت الجهود المبذولة يوم الثلاثاء بالنجاح، فسوف يثمر ذلك عن بعض العلوم الرائعة خلال الأشهر المقبلة.
ويمكن وصف مسبار الأمل بأنه نوع من الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس أو المناخ للمريخ.
وبشكل أكثر تحديدا، سوف يدرس المسبار كيفية انتقال الطاقة عبر الغلاف الجوي، من أسفل إلى أعلى، في جميع أوقات اليوم، وخلال جميع فصول السنة.
كما سيتتبع بالدراسة مزايا مثل الغبار المتصاعد الذي يؤثر بشكل كبير على درجة حرارة الغلاف الجوي على المريخ، فضلا عن دراسة سلوك الذرات المحايدة من الهيدروجين والأكسجين في الجزء العلوي من الغلاف الجوي، لاسيما وأن هناك شك في أن تلك الذرات تنهض بدور مهم في التآكل المستمر لطقس المريخ بسبب الجسيمات النشطة التي تتدفق بعيدا عن الشمس.
ويلعب ذلك دورا في سبب فقدان الكوكب حاليا لمعظم المياه التي كان من الواضح أنها موجودة في وقت مبكر من تاريخه.
وسوف يدخل مسبار الأمل، من أجل جمع ملاحظاته، مدارا يقف بعيدا عن الكوكب على مسافة 220 ألف كيلومتر إلى 44 ألف كيلومتر، مما يعني أننا سنحصل على صور رائعة للكوكب الأحمر بالكامل بصفة منتظمة.
وقالت سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيس وكالة الإمارات للفضاء: “أي صورة نحصل عليها للمريخ ستكون رائعة، لكنني لا أستطيع وصف شعور الحصول على أول صورة كاملة للمريخ، بمجرد دخولنا المدار”.
ويمكن مشاهدة مظاهر البهجة في شتى أرجاء البلاد على نحو ملموس، إذ تُضاء الأبنية باللون الأحمر.
وتعتمد الإمارات على هذه البعثة لكونها مصدر إلهام لشبابها والشباب العربي عموما لدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المدارس وعلى مستويات التعليم العالي.
وكانت البعثة قد بدأت قبل ست سنوات لتؤتي ثمارها في وقت تحتفل فيه الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها والذي يوافق الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971.
وعلى الرغم من أن البلاد بدأت مؤخرا في عام 2009 مشروعات أقمار صناعية، لم يكن لدى الإمارات مجموعة المهارات الكاملة لإطلاق بعثة بين الكواكب.
لذا تواصل إماراتيون بعدد من المؤسسات البحثية الأمريكية لإشراكهم في دور التوجيه، وشملت المؤسسات الأمريكية جامعة كولورادو في بولدر، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي.
وقال بيت ويذنيل، مدير برنامج الأمل في مختبر كولورادو لفيزياء الغلاف الجوي والفضاء: “كان ممتعا على المستوى الشخصي، وممتعا على المستوى التقني، رؤية القدرات الشخصية للجميع تنمو بشكل كبير.”
وأضاف: “توجد الآن صداقات شخصية سوف تستمر لفترة طويلة بعد هذه المهمة”.