الخنوثة Intersex: 
تُعرَّف الخنوثة من الناحية العلميّة على إنّها حالةٌ طبية تحدث عند ولادة جنينٍ بأعضاءٍ تناسليّةٍ لا نمطية، فهو يحوي كلا الجهازين التناسليين الذكري والأنثوي بأماكن مختلفة وبوظائف محددة، ويُعرِّف المصاب بها عن نفسه بشعوره بأنه الجنسين معاً في الوقت ذاته؛ فلا هو ذكرٌ فقط ولا أنثى فقط، وتشير الأبحاث إلى وجود شخصٍ واحد يولد ثنائي الجنس “خنثى” من أصل 100 شخص. 


عُرفت هذه الحالة قديماً باسم “الاضطراب الجنسي التطوري” وبسبب المشاكل التي سببها هذا المصطلح، عُدّل في عام 2015 ليصبح “الاختلاف في التطور الجنسي difference in sex development” واختصاراً DSD.



الأسباب:


يمكن تقسيم الخنوثة إلى أربع فئات:
• الخنوثة 46 , XX.

• الخنوثة 46 , XY.

• الخنوثة التناسلية الحقيقية.

• الخنوثة المعقدة أو غير المحددة.



ملحوظة: قد يبقى سبب الخنوثة غير محددٍ وغير معروفٍ لدى الكثير من الأطفال، برغم وجود التقنيات التشخيصية الحديثة. 



– الخنوثة 46 ، XX:
وفيها يمتلك الشخص كروموسومات المرأة، ومبيض المرأة؛ في حين تكون الأعضاء التناسلية الخارجية ذكورية.

يحدث هذا غالباً نتيجة تعرض الجنين الأنثوي لكمّية كبيرة من الهرمونات الذكورية قبل الولادة؛ فيندمج الشفران (الشفتان أو ثنايا الجلد في الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى) ويتضخم البظر ليبدو مثل القضيب.
في معظم الحالات، يكون رحم هذا الشخص وقناتي فالوب طبيعيين.

تُسمى هذه الحالة أيضًا 46 ، XX مع رجولة، أما قديماً فأُطلِقَ عليها اسم الخنوثة الأنثوية الكاذبة.


هناك عدة أسباب محتملة لهذه الخنوثة، منها:

– تضخم الغدة الكظرية الخلقي وهو السبب الأكثر شيوعاً.

– الهرمونات الذكرية (مثل التستوستيرون) التي تتناولها الأم أو تواجهها أثناء الحمل.


– الأورام المنتجة للهرمون الذكري لدى الأم: غالباً ما تكون على حساب المبيض. لذلك يجب فحص أمهات الأطفال ذوِي خنوثة 46 ، XX للبحث عن هذه الأورام ما لم يكن هناك عاملٌ واضحٌ آخر سبّبَّ هذه الخنوثة.


– نقص أنزيم الأروماتاز: قد لا تكون الخنوثة في هذه الحالة ملحوظة حتى سن البلوغ. يقوم هذا الأنزيم عادةً بتحويل هرمونات الذكورة إلى هرمونات أنثوية، وبالتالي فإن الكميات الكبيرة من الأروماتاز الفعَّال ستؤدي إلى زيادة هرمون الاستروجين (الهرمون الأنثوي)؛ أما الكميات القليلة جداً منه ستؤدي إلى خنوثة 46 ، XX عند البلوغ، قد يبدأ هؤلاء الأطفال -الذين نشؤوا على إنهم إناث- في اكتساب صفاتٍ ذكورية.



الخنوثة 46 ، XY:


وهنا يمتلك الشخص صبغيات الرجل، لكن الأعضاء التناسلية الخارجية غير مكتملة التكوين، أو غامضة، أو أنثوية بشكل واضح.

داخلياً، قد تكون الخصيتان طبيعيتان أو مشوهتان أو غائبتان. تسمى هذه الحالة 46 ، XY أيضاً مع نقص رجولة؛ في حين كان يطلق عليها قديماً اسم الخنوثة الذكرية الكاذبة. يعتمد تكوين الأعضاء التناسلية الخارجية الطبيعية للذكور على التوازن الدقيق بين الهرمونات الذكرية والأنثوية؛ الأمر الذي يتطلب إنتاج كمياتٍ كافية من هرمونات الذكورة الفعّالة.


الخنوثة 46 ، XY:

لها العديد من الأسباب منها:


– مشاكل الخصيتين: تنتج الخصيتان عادة هرمونات الذكورة. إذا لم تتشكل الخصيتان بشكل صحيح، سيؤدي ذلك إلى خنوثة 46 ، XY. هناك عدد من الأسباب المحتملة لذلك، بما في ذلك خلل تكوين الغدد التناسلية النقي XY.


– مشاكل تكوين التستوستيرون: يتكون التستوستيرون عبر سلسلة من الخطوات. تتطلب كل خطوة منها إنزيماً مختلفاً. قد يؤدي النقص في أي من هذه الإنزيمات إلى عدم كفاية هرمون التستوستيرون وحدوث نمط آخر من خنوثة 46 ، XY.

من الممكن أن تندرج الأنواع المختلفة من فرط تنسُّج الغدة الكظرية الخلقي في هذه الفئة.


– مشاكل في استخدام هرمون التستوستيرون: بعض الناس لديهم خصيتان طبيعيتان ويصنعون كميات كافية من هرمون التستوستيرون، لكن لا يزالُ لديهم خنوثة XY , 46 بسبب حالات مثل عوز إنزيم ٥-ألفا ريدوكتاز “5 alpha-reductase” أو متلازمة عدم الحساسية للأندروجين (AIS).
يفتقر الأشخاص المصابون بعوز إنزيم 5-ألفا ريدوكتاز إلى الإنزيم اللازم لتحويل هرمون التستوستيرون إلى ثنائي هيدروتستوستيرون (DHT)، ونلاحظ وجود ما لا يقل عن 5 أنواع مختلفة من عوز هذا الإنزيم.


بعض الأطفال لديهم أعضاء تناسلية ذكورية طبيعية، وبعضهم يملك أعضاء تناسلية أنثوية طبيعية، لكن الكثير منهم يملكون شيئاً ما بينهما؛ والذي بمعظمه يتغير إلى أعضاء تناسلية خارجية ذكورية في وقت قريب من سن البلوغ.
مع تعدد أسباب الخنوثة من نوع 46 ، XY إلا أن متلازمة عدم الحساسية للأندروجين (AIS) هي السبب الأشيع لذلك، وقد أطلق عليها أيضاً اسم “الاستئناث الخصوي testicular feminization“.

هنا الهرمونات كلها طبيعية، لكن مستقبلات الهرمونات الذكرية لا تعمل بشكل صحيح. يوجد أكثر من 150 عيباً مختلفاً تم تحديدها حتى الآن، وكلٌ منها يسبب نوعاً مختلفاً من AIS.



هل يستطيع الأشخاص ثنائيي الجنس إنجاب الأطفال أو الحمل؟


يعتمد ذلك على الفرد وتشريحه وهرموناته، حيث يمكن لبعض الأشخاص ثنائيي الجنس التكاثر، في حين لا يستطيع بعضهم الآخر ذلك.

قد يكون البعض قادراً على الإنجاب بمساعدة الإخصاب في المختبر 
وفقًا لـ InterACT “منطمة غير ربحية لتأييد الشباب ثنائيي الجنس”، فإن العديد من الاختلافات المرافقة للخنوثة تسبب العقم، ولكن ليس جميعها سبباً لذلك.


هل توجد مجموعات دعم للأشخاص ثنائيي الجنس؟
تتضمن InterACT قائمةً تحتوي مجموعات دعمٍ وتأييدٍ للأشخاص ثنائيي الجنس؛ حيث توجد مجموعات خاصة لدعم ثنائيي الجنس في ولايات ودول عديدة، كما توجد منتديات ومجموعات لهم على الإنترنت.

ماذا يحدث عند ولادة شخص ثنائي الجنس؟


في معظم الأوقات عندما يولد طفلٌ ثنائي الجنس، يقرر الأطباء والأسرة جنسَهُ؛ ذكرًا أم أنثى، وينشؤونه وفقاً للجنس المختار.

من الشائع جداً إجراء الجراحة على الأعضاء التناسلية لهذا الطفل ثنائي الجنس، كما يشيع إعطاؤه هرموناتٍ أثناء فترة البلوغ لجعله مناسباً لفئة الذكور/الإناث.



إن النشاطات المُخَصَّصة للأشخاص ثنائيي الجنس والمقامة لأجلهم تأخذ في الازدياد؛ الأمر الذي يُحدِثُ بعض التغييرات في ثقافتنا التي لا زالت تعامل الخنوثة على أنها مشكلة طبية بدلاً من كونها نمطاً طبيعيّاً وصحّياً يمكن للأجسام أن تكون عليه.


في هذه الأيام، يعتقد المزيد من الناس أنه لا ينبغي إجراء الجراحة غير الضرورية والتداخلات الطبيَّة الأخرى على الرضع والأطفال ثنائيي الجنس على الإطلاق.

بدلاً من ذلك، يجب أن يكون الأشخاص ثنائيو الجنس قادرين على اتخاذ القرار بأنفسهم عندما يكبرون؛ إذا كانوا يريدون العلاج أو الجراحة.
إذا كان طفلك لديه خنوثة، فإن أفضل ما يمكنك تقديمه هو دعمُك وحبُّك لَهُ ولما هو عليه.

من الجيد أيضاً الحصول على بعض الدعم من الآباء الآخرين الذين لديهم أطفالٌ ثنائيو الجنس، والتأكد من حصول طفلك على فرصٍ للتواصل مع أولئك الأطفال.

nasainarabic.net