- كريستين كريدل
- مراسلة بي بي سي لشؤون التكنولوجيا
قبل 42 دقيقة
اعتذر تطبيق انستغرام لمستخدميه بعد أن أدى “خطأ” في الخوارزميات الخاصة به إلى ترويج محتوى خاص بحمية غذائية تضر بعض المستخدمين الذين يعانون من نوع من الاضطرابات يعرف باسم “اضطراب الأكل”.
ويتضمن هذا النوع من الاضطرابات اتباع عادات غذائية تؤثر على الصحة النفسية والبدنية للإنسان.
وقد اقترحت خاصية البحث في التطبيق بشكل تلقائي عبارات من بينها “مثبطات الشهية” و “الصوم” لبعض الأشخاص.
وقال المدافعون عن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الطعام لبي بي سي إن الأشخاص المعرضين للخطر قد يتأثرون بهذه الإعلانات بل إنهم قد يصابون بانتكاسة.
وقالت منصة التواصل الاجتماعي إن العبارات المؤذية أزيلت من المنصة.
وقال متحدث باسم فيسبوك، التي تمتلك منصة انستغرام، لبي بي سي إن الأمر كان “خطأ” وتم حل المسألة يوم الاثنين الماضي.
وأضاف المتحدث قائلاً: “أدخلنا مؤخراً خاصية بحث جديدة على انستغرام تتجاوز الهاشتاغات وأسماء المستخدمين، لمساعدتكم على إيجاد المحتوى الذي تهتمون به واستطلاعه بسهولة أكبر.”
“وفي إطار هذه الميزة الجديدة، فإنك عندما تنقر على شريط البحث، نقوم باقتراح مواضيع قد ترغب في البحث عنها”.
وتابع: “وتلك الاقتراحات، بالإضافة إلى نتائج البحث نفسها، تكون محدودة بالاهتمامات العامة، وفقدان الوزن ما كان ينبغي أن يكون واحداً من تلك الاهتمامات.”
وتقول لورين بلاك، وهي شخصية مؤثرة على انستغرام في مجال التعافي من فقدان الشهية: “من الممكن أن أتأثر بهذه الصور واللغة وأصاب بانتكاسة”.
وتضيف: “عندما استخدم التطبيق، غالباً ما يتم الترويج عندي لأشياء مثل صور لحساب السعرات الحرارية وأساليب الحمية الغذائية”.
“يأتي الناس إلى تطبيق انستغرام بحثاً عن الدعم في حالتهم المرضية. لكنك إذا بحثت عن التعافي من اضطرابات الأكل، فإن انستغرام يقوم بإبراز محتوى مؤذ لك، إن هذا الأمر من الممكن أن يكون مدمراً”.
“أعلم أن هناك منشورات مفيدة للغاية ومن بينها ما أعده للآخرين. لكن الصور المثيرة للاضطراب يجب وقفها لأنني لا أريد أن يتم إغراقي بمواد إعلانية حول كيفية إنقاص الوزن”.
“أحاول أن أنقر على أي أيقونة للابتعاد عنها وأضع هاتفي جانباً حالما أراها لأنها تزعجني.”
اضطرابات الأكل
يحظر تطبيق انستغرام أي محتوى “يروج أو يشجع أو يمجد اضطرابات الأكل” ويحصر المنشورات التي تعلن عن منتجات لتخسيس الوزن بالأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً.
وقالت هوب فيرغو، وهي ناشطة مدافعة عمن يعانون من اضطرابات الأكل، ولديها أكثر من 10 آلاف متابع على منصة انستغرام، إن المشكلة تزداد سوءاً على التطبيق.
وقالت فيرغو إن “الأشخاص المعرضين للخطر يُغمرون بهذا المحتوى، حتى عندما لا يبحثون عنه”.
وأضافت قائلة: “انستغرام لديه الخبرة والموارد اللازمة لإزالة المحتوى الذي يثير انزعاج الأشخاص والترويج عوضاً عن ذلك لرسائل صحية”.
لكن المستخدمين الذين لديهم تاريخ من اضطرابات الأكل اخبروا بي بي سي بأنهم يستقبلون بشكل متكرر اقتراحات بالإطلاع على محتوى “مضر” على التطبيق.
ويشمل هذا المحتوى أشياء من قبيل منشورات لحساب السعرات الحرارية وبرامج للحمية الغذائية أو التمارين الرياضية لتخسيس الوزن.
من جانبه، قال تطبيق انستغرام إنه يقترح فقط النقاشات حول اللياقة البدنية والأكل الصحي في الجزء الخاص بالاستكشاف على التطبيق.
“مؤذ حقاً”
تنبه الدكتور جوشوا وولريتش، وهو طبيب يعمل مع خدمة الصحة الوطنية وهو مؤلف كتاب “الطعام ليس دواء”، إلى المسألة من أحد المتابعين على انستغرام الذي قال إنه تأثر سلباً بها.
وقال الدكتور وولريتش إن “اضطرابات الطعام تتسبب في معدلات وفاة أعلى من أي مرض يتعلق بالصحة النفسية، وبالتالي فإن من الأهمية بمكان أن يتم التعامل مع المرضى بالطريقة الصحيحة”.
وأضاف قائلاً: “إذا كان الناس يتبعون حسابات لاضطرابات الطعام تساعدهم في عملية التعافي لديهم، فإنه يصبح في هذه الحالة من المؤذي جداً أن يُعرض عليهم فجأة شيئاً يحمل رسالة مناقضة تماماً.”
واقترح دكتور وولريتش أن وجود خاصية اختيارية تمكن المستخدمين من تعطيل أي محتوى يتعلق بإنقاص الوزن قد يساعد في حل المشكلة.