مشهد لخليج سان فرانسيسكو في الليل كما تمكن رؤيته من القمر الصناعي ساومي Suomi NPP، وهو مشروعٌ مشتركٌ بين وكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي وأحد الأقمار الصناعية التي تغذي لوحة بيانات فيروس كورونا الدولية الجديدة. (حقوق الصورة: NASA)
“نحن متصلون على الأرض”.
جمعت ثلاث وكالات فضائية بياناتٍ رصدت التأثير العالمي لوباء كوفيد-19 COVID-19 في مصدر معلومات واحد مشترك على أمل المساعدة في فهم أزمة الصحة العامة.
كشفت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) النقاب عن لوحة بياناتٍ مشتركةٍ خاصةٍ بفيروس كورونا خلال مؤتمرٍ صحفيٍّ عُقِد يوم الخميس 25 حزيران/يونيو. لا تتبع لوحة البيانات مرض الجهاز التنفسي نفسه، بل تتبع عواقبَ تدابير الصحة العامة التي تُنفَّذ على أمل إبطاء انتشار الفيروس، مثل إغلاق الحدود وفرض أساليب التباعد الاجتماعي.
قال توماس زوربوشن Thomas Zurbuchen، المدير المعاون للعلوم في وكالة ناسا، خلال المؤتمر الصحفي: “نحن متصلون على الأرض، تُظهر لوحة البيانات القدرة الرئيسية المهمة لتلك القضايا العالمية”.
تغيّر العالم بشكلٍ كبيرٍ في الأشهر الستة منذ ظهور فيروس كورونا، بدايةً في الصين، ثم لحقتها دولةٌ تلو الأخرى، حيث سارعت الدول إلى تقليل عدد الأشخاص الذين يحتكون بالمواطنين في محاولةٍ لكسر سلسلة العدوى؛ وضعت الحكومات تدابير البقاء في المنزل وسعت الشركات لجعل الموظفين يعملون من المنزل حيثما أمكن.
لقد أتت كل هذه التدابير بعواقبَ وخيمةٍ تراكمت في كثير من الحالات على رأس الأزمة الصحية نفسها. قال جوزيف أشباخر Josef Aschbacher، مدير برامج رصد الأرض التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية خلال المؤتمر الصحفي: “كان الشهران الماضيان عصيبين للغاية، لقد أظهرت لنا جائحة كورونا إلى حدٍّ كبيرٍ مدى ضعف مجتمعاتنا اليوم”.
أدركت وكالات الفضاء أن أقمارها الصناعية التي ترصد للأرض قد تمكنت من رؤية هذه الأنشطة؛ على سبيل المثال، تتضمن لوحة البيانات الجديدة بياناتٍ توضح انخفاضًا في انبعاث الملوثات تزامنًا مع الانخفاض في حركة السيارات، وكذلك رصدت التغير في أنماط الإضاءة الاصطناعية خلال فترة الليل، والاختناقات المرورية على الحدود المغلقة، وحتى بعض التغييرات في جودة المياه بسبب الانخفاض في النشاط الصناعي.
يقول زوربوشن: “مع انتشار هذا الوباء في جميع أنحاء العالم، لاحظ العلماء التغير في أنماط الأنشطة البشرية وكيفية تأثير هذه التغييرات على البيئة”.
وفقًا لموظفي ناسا، تعرض لوحة البيانات الجديدة حاليًا هذا النوع من البيانات العالمية، اعتمادًا على 17 قمرًا صناعيًا نشطًا على الأقل تديرها الوكالاتُ الثلاث. قال زوربوشن: “بدأ العلماء المسؤولون عن المشروع بتقييم البيانات الإضافية التي قد تُدمَج في الأشهر المقبلة، مثل بيانات رطوبة التربة وأثرها على الزراعة”. قال المسؤولون خلال المؤتمر الصحفي أن لوحة البيانات قد تُطَوَّر لما بعد الوباء الحالي.
قال أشباخر: “إننا ندرس فيما إذا كان يجب أن تقتصر لوحة البيانات على فترة أزمة جائحة كورونا. لدينا التزام بتقديم بياناتنا الفضائية الممتازة لجميع الناس على هذا الكوكب. هناك العديد من المشاكل الأخرى في الأفق والتي تحتاج أيضًا إلى إجراءاتٍ عالميةٍ متضافرةٍ”.