- مايك ماكبرايد
- بي بي سي – أيرلندا الشمالية
قبل 6 دقيقة
قد تكون الرياضيات غير مألوفة لدى بعض الناس لكنها كانت وسيلة شابة في أيرلندا الشمالية للوصول إلى النجوم.
تعمل الدكتورة كويفا روني في مركز أبحاث أميس التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وتأمل الشابة البالغة من العمر 29 عاماً أن يساعدها تفوقها في لغة الأرقام في تحقيق حلمها بالتحليق في الفضاء وأن تصبح رائدة فضاء.
وإذا نجحت يمكن أن تصبح الدكتورة روني أول شخص من بلفاست في أيرلندا الشمالية تتجرأ وتركب هذه المغامرة الغريبة.
ولكن كواحدة من بين أكثر من 22 ألف متقدم لشغل أربعة وظائف في وكالة الفضاء الأوروبية ليس عليك أن تكون حاصلاً على دكتوراه في الرياضيات لتدرك أن تحقيق حلمك في أن تصبح رائد فضاء أمر ليس سهل المنال.
وتشارك الدكتورة روني الحاصلة على درجة الدكتوراه في الرياضيات التطبيقية من جامعة أكسفورد البريطانية في دراسة كيفية تشكل الكواكب البعيدة ومكوناتها وما إذا كان هناك أي شكل من أشكال الحياة على هذه الكواكب.
وتعمل روني في فرع نظام الكواكب في وكالة ناسا الذي يدرس الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وهي تريد تبديد الأسطورة القائلة بأن الرياضيات مملة وتثبت أنها في الواقع “لغة عالمنا”.
“سأكرس حياتي”
وتحدثت روني عن بداية علاقتها بالرياضيات، وقالت إنها كانت تكرهها في مرحلة الدراسة الإعدادية لكن إحدى المدرسات هي التي خلقت لديها الشغف بالرياضيات.
وقالت: “لم يكن الأمر كذلك حتى بلوغي الصف التاسع. في ذلك العام حظينا بمدرسة رياضيات رائعة نجحت في غرس حب الرياضيات فينا وأظهرت لي أنه يمكنني التفوق فيها والأهم من ذلك أنها ممتعة ومسلية للغاية”.
ثم انتقلت روني لدراسة الرياضيات البحتة في كلية ترينيتي في دبلن ثم حصلت على درجة الدكتوراه في جامعة أكسفورد.
ثم شرعت في البحث عن وظيفة تجمع بين أكبر ما تهواهما في الحياة وهما الرياضيات والفضاء.
وتقول: “نشأت أحب الفضاء، لكن لم تكن هناك الكثير من فرص العمل في هذا المجال هنا في أيرلندا الشمالية”
وتضيف قائلة:”بدأت أبحث عن الفرص المتاحة في وكالة ناسا وأنا أقول لنفسي سأكرس كل طاقاتي لناسا إذا تم قبولي فيها”. واكتشفت أن ناسا كانت تبحث عن مطّوري النماذج الرياضية.
وتابعت:”كانت الوظيفة المعروضة تناسبني تماماً وكان كل ما علي القيام به هو إقناع ناسا بأن لدي القدرات الرياضية للقيام بما يريدون”.
ويتضمن دور الدكتور روني في وكالة ناسا البحث عن كواكب خارج نظامنا الشمسي والمعروفة أيضاً باسم الكواكب الخارجية.
وتقول الدكتورة روني: “هذه الكواكب على بعد سنوات ضوئية من كوكب الأرض، لذا لا تستطيع ناسا إرسال مسابر فضائية لالتقاط صور لها ومن ثم عليها استخدام تلسكوبات قوية بحثا عن الضوء الذي ينعكس منها”.
وأضافت قائلة:”ثم نقوم بعد ذلك بتحليل هذا الضوء وتقسيمه حسب طول موجاته ومن خلال دراسة تركيبة هذا الضوء يمكننا معرفة شكل الغلاف الجوي للكوكب ومناخه وما إذا كانت هناك علامات على الحياة.”
وعندما سُئلت الدكتورة روني عما إذا كانوا قد اكتشفوا أي كائنات خارج الأرض حتى الآن، قالت إن هذا السؤال هو أكثر ما يطرح عليها.
وقالت: “هذا هو السؤال الجوهري والأساسي، هل يمكن أن تكون هناك أشكال أخرى من الحياة في الكون؟ أشكال الحياة التي نبحث عنها ليست تلك التي يتخيلها فيها الناس، رجال صغار خضر بأربعة عيون على سبيل المثال بل هي ميكروبات أو بكتيريا على الأرجح”.
في الفضاء لا أحد يستطيع سماع الآلة الحاسبة
تقدمت الدكتورة روني مؤخراً بطلب للانضمام إلى برنامج رواد الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية وهو برنامج لاختيار وتدريب رواد الفضاء الأوروبيين للقيام بمهام فضائية.
وأوضحت: “على عكس معظم الناس، لم أتخل أبداً عن حلم طفولتيبالرغبة في العمل كرائدة فضاء”
وقالت:”لم أكن أتخيل أبداً أن تتوفر لي هذه الفرصة ولكن عندما أتيحت الفرصة في وقت سابق من هذا العام تحمست جداً وعملت كل ما بوسعي للفوز لهذه الفرصة”.
ومضت تقول:”ومع وجود 22 ألف متقدم لأربع وظائف فقط، فإنني أرّكز جهودي على كيفية تحسين مؤهلاتي للفوز بها مستقبلاً إذا فشلت في تحقيق حلمي هذه المرة”.
ولا تعلق الدكتورة روني كل آمالها الفضائية على برنامج واحد فقط، ففي فبراير/ شباط المقبل ستشترك في برنامج بحث علمي فضائي يدرب العلماء على القيام بأبحاث الملاحة الفضائية خلال رحلات جوية لا تخرج عن مدار الأرض.
وتقول الدكتورة روني: “سأحظى بفرصة ارتداء بدلة الفضاء في الأشهر المقبلة بغض النظر عما إذا كانت وكالة الفضاء الأوروبية قررت أن تجعلني رائد فضاء أم لا”.
وتريد الدكتورة روني رؤية المزيد من الشابات يعملن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتحفيز الجيل المقبل.
وتدير هي وزميلتها عالمة الرياضيات الدكتورة جيسيكا ويليامز التي التقت بها في جامعة أكسفورد موقعا على شبكة الإنترنت يسمى Mathematigals ويهدف إلى نشر مقاطع فيديو مجانية ومسابقات ودروس إعلامية بهدف رؤية المزيد من الشابات يلتحقن بهما في مجالات تخصصهما.
وتقول الدكتور روني: “إذا كنت تحب الرياضيات يمكنك أيضا ممارسة الباليه، وإذا كنت تريد أن تصبح عالما في وكالة ناسا فيمكنك أيضاً أن تكون من انصار الأنثوية”.
وتضيف قائلة:”إذا كنت مهتماً بشيء ما لا تتأثر بالمواقف النمطية، إن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والعلوم بحاجة إلى المزيد من الفتيات، فهناك متسع للجميع”.