- بول رينكون
- محرر الشؤون العلمية
قبل 35 دقيقة
أكملت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تجميع صاروخين معززين سيساعدان في تشغيل وإطلاق نظام الإطلاق الفضائي العملاق من الجيل التالي المعروف باسم (نظام الإقلاع الفضائي) إس إل إس، الذي سيعود بالبشر مرة أخرى إلى سطح القمر.
ويعد نظام الإطلاق الفضائي بمثابة الصاروخ الذي سيعيد رواد الفضاء إلى القمر مرة أخرى في إطار مشروع أرتميس الأمريكي.
على مدار عدة أشهر، قام العاملون في مركز كينيدي للفضاء بولاية فلوريدا بتجميع الأجزاء العشرة للصواريخ المعززة وتركيبها فوق بعضها بشكل عمودي.
وعند تشغيله سيكون نظام الإقلاع الفضائي (إس إل إس) أقوى صاروخ في العالم.
سيكون قادرا على إنتاج قوة دفع تصل إلى 8.8 مليون رطل، مما يجعله أقوى بنسبة 15 بالمئة من صاروخ ساتورن 5 ال>ي كان مستخدما في دفع رحلات أبولو القمرية في ستينيات القرن الماضي.
يتكون نظام الإقلاع الفضائي من مرحلة إطلاق رئيسية مزودة بأربع محركات ضخمة في الأسفل، بالإضافة إلى الصاروخين المعززين يعملان بالوقود الصلب باللون الأبيض سيثبتان على كلا الجانبين.
وسيعمل الصاروخان المعززان للدفع المكتملان حاليا في مركز كينيدي للفضاء، على الإطلاق الأولي لنظام الإقلاع الفضائي المعروف باسم أرتميس1، وهي العملية المقررة في أواخر عام 2021.
ينقسم كل صاروخ معزز إلى خمسة أجزاء محاطة بقطع صاروخية كبيرة تُعرف باسم التجميعات الأمامية والخلفية.
تم تجميع الصاروخين المعززين على هيكل يسمى منصة الإطلاق المحمولة، والتي ستعمل على تدعيم اختبار وإخراج وخدمة نظام الإقلاع الفضائي بالكامل، بعد الانتهاء من تركيب الجزء الرئيسي، ثم نقله إلى منصة الإطلاق الرئيسية في مركز كينيدي للفضاء.
سيوفر الصاروخان المعززان، ويشبهان الصواريخ المعززة التي كانت تستخدم في مكوك الفضاء الذي تم إنهاء خدمته حاليا، حوالي 75 بالمئة من إجمالي قوة الدفع المطلوبة عند الإقلاع.
وقال تشارلز بريكورت، نائب رئيس أنظمة الدفع في شركة نورثروب غرومان التي تصنع الصواريخ المعززة ذات الوقود الصلب، على تويتر إنه “من المثير رؤية المعززات وتم اكتمال تجميعها”.
وضع المهندسون مع فريق أنظمة الاستكشاف الأرضي التابع لناسا الجزء الأول من الصاروخين في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، واستمروا في عملية التجميع حتى تمت إضافة مجموعة المقدمة النهائية (الأنف) في 2 مارس/آذار من هذا العام.
“تجميع الصواريخ المعززة ذات الوقود الصلب تمثل علامة فارقة”، بحسب كبير مديري عمليات المركبات كليف لانهام.
وأضاف لانهام: “هذا يعني أن الصاروخ يتم تجميعه على منصة الإطلاق المتنقلة ونحن في المراحل النهائية من رحلة طويلة، حتى نصل إلى إطلاق أرتميس 1.”
يتمتع نظام الإقلاع الفضائي بقوة الدفع اللازمة لدفع مركبة ناسا من الجيل التالي أوريون، إلى القمر دون الحاجة الأولية إلى الاقتران بمرحلة دفع منفصلة في مدار الأرض.
وتعود أمريكا إلى القمر مرة أخرى من خلال برنامج أرتميس (الذي سمي على اسم أخت أبولو في الأساطير اليونانية). بدأ المشروع إبان عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وفي فبراير/ شباط الماضي دعمت إدارة بايدن إطلاق الرحلة نحو القمر.
كان البيت الأبيض في عهد ترامب قد حدد عام 2024، كتاريخ مستهدف لوكالة ناسا لإتمام أول عملية هبوط للبشر مجددا على سطح القمر منذ 1972. ومع ذلك، لم تذكر إدارة بايدن هذا الجدول الزمني، مما أدى إلى تكهنات بتأجيل الهبوط إلى ما بعد هذا التاريخ.
وتنتظر أخر قطعة كبيرة من نظام الإقلاع الفضائي (أس إل أس) وضعها على منصة الإطلاق المتنقلة وستكون هي المرحلة الأساسية ذات اللون البرتقالي، والتي تخضع حاليا للتقييم في مركز ستينس سباس التابع لناسا بالقرب من خليج سانت لويس بولاية ميسيسيبي.
وتعتزم ناسا إجراء اختبار “النيران الساخنة” لنواة النظام في منتصف مارس/آذار، والذي سيتضمن إشعال المحركات الأربعة بقوة النيران الهائلة. ويهدف المهندسون إلى تشغيل المحركات بطاقتها القصوى لمدة ثماني دقائق كاملة، وهي المدة التي سيستغرقها النظام بالكامل للوصول إلى الفضاء.
خلال المحاولة الأولى لإشعال نيران المحركات في يناير/كانون الثاني الماضي، تسببت مشكلة في المكونات الهيدروليكية للمرحلة الأساسية في توقف الاختبار بعد دقيقة واحدة فقط.
من المقرر حاليا أن يتم إطلاق أول رحلة للنظام الجديد في أواخر عام 2021. وسيشهد هذا إطلاق الصاروخ لمركبة أوريون الفضائية وستكون غير مأهولة، وستبدأ رحلة حول القمر لإجراء تقييم كامل لكلتا المركبتين.
ويبلغ العمر الإفتراضي للوصلات (المفاصل) التي تربط كل جزء من الصواريخ المعززة حوالي 12 شهرا. ويعني تجميع هذه الأجزاء مع بعضها أن ساعة الصفر قد حانت بالفعل لإطلاق النظام الصاروخي الجديد، على الرغم من أن المهندسين قالوا إنه قد تكون هناك طرق لتمديد فترة الاعتماد.