قبل 11 دقيقة
كشف علماء الحفريات في الصين عن جمجمة لإنسان قديم قد تكشف عن سلالة جديدة من البشر القدماء.
ويقول هؤلاء العلماء إنها “تنتمي لأقرب السلالات إلى الإنسان العصري في سلسلة التطور بين الكائنات المعروفة، مثل نياندارتال وهومو إريكتوس”.
والعينة التي أطلق عليها “الرجل التنين” تنتمي لمجموعة بشرية عاشت قبل نحو 146 ألف عام في شرقي أسيا.
وعثر عليها في منطقة هاربين، شمال شرقي الصين عام 1933، لكنها لم تستحوذ على اهتمام العلماء إلا في الآونة الأخيرة.
ونشر تحليل للجمجمة في مجلة “إينوفايشان”.
وكان أحد أبرز علماء التطور البريطانيين، لدى متحف التاريخ الطبيعي في لندن، البروفيسير كريس سترينغر، واحدا من أعضاء فريق البحث.
وقال سترينغر لبي بي سي “من بين الحفريات المعروفة ضمن مليون سنة مضت، هذه الحفرية واحدة من أكثرها أهمية”.
وأضاف “أمامنا فرع مستقل من البشرية كان في طريقه ليصبح إنسانا، لكنه يمثل سلالة مستقلة تطورت في غضون بضع مئات الآلاف من السنين، ثم انقرضت لاحقا”.
ويقول الباحثون إن الاكتشاف يمكنه إعادة كتابة الشكل المتصور لطبيعة التطور البشري، ويعتبرون أنها لسلالة أكثر قربا للإنسان من “نياندارتال”.
وصنفوا العينة ضمن سلالة جديدة سميت “هومو لونغي” المشتقة من الكلمة الصينية “لونغ” بمعني التنين.
وقال شيجون ني الأستاذ في أكاديمية العلوم الصينية هيبي جيو “لقد وجدنا الخط التطوري الموازي لنا الذي كان مفقودا لمدة طويلة”.
وأضاف لبي بي سي “قلت يا إلهي، ولم أصدق أن العينة كانت محفوظة بهذه الجودة، بحيث يمكنك رؤية كل التفاصيل، إنه اكتشاف رائع بكل المقاييس”.
وتعد الجمجمة كبيرة الحجم مقارنة بأمثالها في السلالات البشرية المختلفة، ونحن منها، ويقترب حجم تجويف المخ من نظيره لدينا.
وكان للرجل التنين حجيرتان دائريتان كبيرتان للعينين وحاجبان كثيفان علاوة على فم واسع وأسنان ضخمة حسب ما قال البروفيسير قيانغ جي من جامعة هيبي جيو الصينية.
ويعتقد العلماء أن الرجل التنين كان قوي البنية ومتين الجسد، لكنهم لايعلمون الكثير حول كيف كان يعيش، لأن الجمجمة كانت قد انتزعت من الوسط الذي كانت مدفونة فيه قبل فترة طويلة.
وهذا يعني أن العينة خارج السياق الحفري لأنه لا يمكن ربطها بوجود آلات حجرية او أدوات تدل على نمط الحياة.
وعثر فريق من عمال البناء على الجمجمة عام 1933 في موقع إنشاء جسر على نهر سونجهوا في مدينة هاربين التي كانت تحت الاحتلال الياباني في ذلك الوقت، ما جعل العمال الذين ظنوا بأن للجمجمة أهمية أثرية يهربونها من الموقع بعيدا عن أعين اليابانيين.
وأخفاها أحد العمال في قاع بئر ماء في منزل عائلته حيث استمرت قابعة هناك مدة 80 عاما، وأخبر العامل أبنائه عن موقع الجمجمة قبل وفاته، وهكذا وجدت الجمجمة طريقها إلى أيدي العلماء الصينيين في النهاية.
ويعد الرجل التنين واحدا من الآثار المتبقية من السلالات البشرية الأولى التي كشف عنها في الصين، والتي يواجه العلماء صعوبة في تصنيفها، مثل بقايا “دالي” و”جينوشان” و”هوالونغدونغ”، والتي اكتشف بعضها في حفريات في مرتفعات التبت.
ودار جدل علمي حول صحة انتماء هذه العينة إلى ما يعرف بأسلاف البشر أو أنواع بدائية من السلالات البشرية مثل “نيادارتال” و”دينيسوفانز”.
وتم اكتشاف “دينيسوفانز” من خلال التحليلات العلمية للقواعد الهيدروجيني “دي إن إيه” التي تم جمعها من حفريات لأصابع عمرها يتراوح ما بين 30 ألف و 50 ألف سنة عثر عليها في كهف دينيسوفا في روسيا.