صورة لشروق الأرض التقطها رواد الفضاء بالقرب من المدار القمري أثناء مهمة أبولو 14 في عام 1971.
(حقوق الصورة: © NASA)

يعتقد نيل ديغراس تايسون Neil deGrasse Tyson أنه يمكننا جميعًا استخدام جرعة قوية من تأثير النظرة الشاملة للأرض علينا الآن.
قال عالم الفيزياء الفلكيّة ومسؤول التواصل العلمي الذي يدير قبة هايدن السماوية Hayden Planetarium في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك، في تغريدةٍ له عبر تويتر يوم السبت 30 أيار/مايو: “وسط الاضطراب الوبائي والعنصري، أُقدّم هذا الانعكاس لما تبدو عليه الأرض من الفضاء، حيث لا يمكن لأحد سوى روّاد فضاء مهمة أبولو أن يخبروكم كيف تبدو”.

أرفق تايسون لقطة شاشة على حسابه على تويتر لهذا الاقتباس التالي لإيدغار ميتشيل Edgar Mitchell الذي سار على القمر، وهو رائد الوحدة القمرية في مهمة أبولو 14 التابعة لوكالة ناسا عام 1971 يقول فيه: “أنت تطوّر وعيًا عالميًا فوريًا، وتَوجهًا للناس، واستياءً شديدًا من حالة العالم ورغبةً ملحّةً للقيام بشيءٍ حيال ذلك. من هناك على سطح القمر، تبدو السياسة الدولية تافهةً للغاية، ما يجعلك ترغب بأن تمسك سياسيًّا من عنقه و تسحبه ربع مليون ميل، وتقول: “انظر إلى ذلك، أيها الوغد””.

لم يكن ميتشل وحيدًا في تجربة هذه الظاهرة التي أُطلق عليها اسم “تأثير النظرة الشاملة”، فقد أفاد معظم روّاد الفضاء الذين رأوا كوكبنا من الفضاء -حتى أولئك الذين لا يغامرون في مكانٍ أبعد من المدار الأرضي المنخفض حيث توجد محطة الفضاء الدولية ISS -أن هذه التجربة قد غيّرتهم بعمق.

في الواقع، لقد أعرب بعض الناس عن أملهم في أن تساعد صناعة السياحة الفضائية على تعزيز مفهوم الناس عن الأرض وزيادة أخلاقيات المحافظة عليها عن طريق زيادة مدى تأثير النظرة الشاملة للأرض. تهدف الشركة البريطانية سين Sen إلى منح أولئك المتمسكين بمفهومهم عن صلابة الأرض terra firma شعورًا جديًّا عبر محطتها الفضائية إيرث تي في “EarthTV” التي ستنقل مناظرَ عالية الوضوح لكوكبنا من المدار.

أفاد بيل ناي Bill Nye، مُقدم البرنامج التلفزيوني السابق “Science Guy” والمدير التنفيذي الحالي لجمعية الكواكب غير الربحية، أن تأثير النظرة الشاملة ليس علاجًا سحريًا، وقال ناي بأن علينا أن نتخذ إجراءً إذا كنا نأمل بتصحيح الأخطاء الأساسيّة التي أثارتها الاحتجاجات بسبب وفاة جورج فلويد George Floyd المأساوية في 25 أيار/مايو على يد شرطة مينيابوليس.
أضاف ناي في تغريدةٍ له في 1 حزيران/يونيو على تويتر: “بصفتي الرئيس التنفيذي لجمعية الكواكب، ومزامنةً مع وصول الطاقم إلى محطة الفضاء الدولية بعد الإطلاق التاريخي، سأستمر في التعقيب على هذا الإنجاز الرائع قائلًا: انظر إلى الأرض من الفضاء. لا توجد أيّ حدود، وإنَّ الجنس البشري من أصلٍ واحد”.
(المهمة التي أشار إليها هنا هي أول إقلاع مأهول لرحلة ديمو 2 Demo-2 التجريبية التابعة لشركة سبيس إكس SpaceX إلى محطة الفضاء الدولية، والتي انطلقت يوم السبت 30 أيار/مايو).

قال ناي: “على الرغم من جميع الإنجازات البشرية الرائعة، فإننا نخذل بعضنا البعض. يجب علينا معالجة المشكلة الحقيقية للعنف الممنهج تجاه السود. إن القتل المريع لجورج فلويد وغيره من الذين لا حصر لهم يجعل هذه القضية أكثر إلحاحًا من أي وقتٍ مضى، نحن بحاجة للاستماع إلى أولئك الذين كانوا يتحدثون ضد العنصرية -لفترةٍ أطول مما فعلنا سابقًا. نحن بحاجة إلى قيادةٍ متنوعة وإصلاحٍ لقوّات حفظ النظام، وفرصٍ تعليمية واقتصادية أفضل للمظلومين. نحن بحاجة إلى هذه الأشياء لأن حياة السود مهمة؛ أنا والجميع هنا في جمعية الكواكب نفكر مليًّا في هذه الأحداث، ونتعهد بالقيام بدورنا في مكافحة العنصرية بينما نساعد في تطوير علوم الفضاء والاستكشاف لجميع مواطني الأرض”.

nasainarabic.net