قبل ساعة واحدة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفردان من الشرطة الفرنسية يلبسون أقنعة واقية

التعليق على الصورة،

قال الرئيس ماكرون إن فرنسا تحارب “الانفصالية الإسلامية وليس الإسلام أبداً”

عززت فرنسا الأمن على حدودها وهي تدعو إلى إعادة التفكير في حرية التنقل في دول الاتحاد الأوروبي بعد سلسلة مما توصف بالهجمات الإرهابية.

وقال الرئيس إيمانويل ماكرون إن منطقة “شنغن” التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي تسمح للناس بعبور الحدود بحرية، قد تحتاج إلى إصلاح.

وقد اتُهم مهاجر تونسي عبر إلى فرنسا من إيطاليا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بشن هجوم بسكين في نيس الأسبوع الماضي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.

وهذا ثاني هجوم متطرف في فرنسا خلال ما يزيد قليلا عن شهر.

ووصلت حالة التأهب الأمني في فرنسا إلى أعلى مستوياتها، إذ نُشر آلاف الجنود لحماية دور العبادة والمدارس، حيث قُطع رأس المدرس صموئيل باتي بسبب عرضه رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد على طلابه.

وأثار الرئيس ماكرون منذ ذلك الحين الغضب والاحتجاجات في بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة بدفاعه القوي عن قيم فرنسا وحرياتها التي سمحت بنشر الرسوم الكاريكاتورية التي أساءت إلى مشاعر عموم المسلمين.

لكنه رفض دعوات اليمين لمزيد من الضمانات لحماية مبدأ العلمانية في البلاد، قائلا: “الوضع لا يستدعي تغيير الدستور”.

وفي رسالة إلى صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أوضح أن فرنسا تحارب “الانفصالية الإسلامية، وليس الإسلام أبدا”. واتهم الصحيفة البريطانية بأنها أخطأت في الاقتباس منه في مقال – تمت إزالته منذ ذلك الحين من موقعها الإلكتروني – يشير إلى أنه كان “يوصم المسلمين الفرنسيين لأغراض انتخابية”.

وقال في رسالته إلى المحرر: “لن أسمح لأي شخص بأن يدعي أن فرنسا أو حكومتها تعزز العنصرية ضد المسلمين”.

ماذا قال ماكرون عن أمن الحدود؟

وفي حديثه خلال زيارة إلى الحدود الفرنسية الإسبانية، قال ماكرون إنه سيضاعف عدد دوريات الشرطة الحدودية من 2400 إلى 4800 “بسبب تفاقم خطر” الإرهاب.

كما قال إنه سيكشف النقاب عن مقترحات لتعزيز أمن الحدود داخل الاتحاد الأوروبي في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في ديسمبر/ كانون الأول، والتي ستشمل “تكثيف حماية حدودنا المشتركة بقوة أمنية حقيقية على الحدود الخارجية”.

وبموجب اتفاقية “شنغن”، يمكن للأشخاص داخل الاتحاد الأوروبي المرور بحرية عبر الحدود من دون إبراز جواز سفرهم. ومع ذلك، عادت عمليات التفتيش على الحدود في الأشهر الأخيرة بسبب وباء كورونا.

ماذا نعرف عن الهجمات الأخيرة؟

قُطع رأس امرأة مسنة وقتل شخصان آخران في كنيسة في نيس في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وقال شهود عيان إنهم سمعوا المهاجم يهتف “الله أكبر”.

وتم تحديد هوية المشتبه به الذي أطلقت الشرطة النار عليه واحتجزته، وهو إبراهيم العيساوي – رجل تونسي يبلغ من العمر 21 عاما سافر إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في سبتمبر/ أيلول وعبر إلى فرنسا قبل أيام قليلة من الهجوم.

وفي وقت سابق من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، تعرض صمويل باتي، وهو مدرس في كونفلانز سانت أونورين، شمال غربي باريس، للهجوم وقطع رأسه في الشارع من قبل شخص مسلم شيشاني يبلغ من العمر 18 عاما. لقد كان هدفا للتهديدات لأيام عدة بعدما عرض رسوم كاريكاتورية للنبي محمد على التلاميذ كجزء من درس التربية المدنية.

وتتسم قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد بحساسية بشكل خاص في فرنسا بسبب إعادة مجلة شارلي إيبدو الساخرة نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد.

وتجري حالياً محاكمة بشأن مقتل 12 شخصا على يد متطرفين إسلاميين في مكاتب المجلة في عام 2015 بعد نشرها الرسوم.

وتمثل الجالية المسلمة الفرنسية، وهي الأكبر في أوروبا، حوالي 10٪ من سكان فرنسا.

ويقول بعض المسلمين الفرنسيين إنهم يتعرضون بشكل متكرر للعنصرية والتمييز بسبب دينهم – وهي قضية تثير منذ فترة طويلة التوتر في البلاد.

بي بي سي العربية