- جيمس كلايتون
- محرر التكنولوجيا – أمريكا الشمالية
قبل 26 دقيقة
جلس دونالد ترامب الذي كان قد فاز لتوه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016 لإجراء مقابلة مع برنامج 60 دقيقة الإخباري المرموق في الولايات المتحدة.
وسُئل في تلك المقابلة عن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي.
فقال: “سأكون مقيداً جداً، هذا إذا استخدمتها على الإطلاق”.
لم ينجح معه ذلك. فقد استخدمها باستمرار، لينشر أكثر من 20 ألف تغريدة على تويتر خلال فترة رئاسته.
وكانت استراتيجية ترامب تتمثل في الهيمنة على دورة الأخبار. وساعده تويتر بشكل خاص في ذلك.
وقد انتظر الصحافيون حول العالم نشر التغريدة اليومية له. “لقد استيقظ”، كانت هذه العبارة الشائعة على لسانهم. فقد كان عبارة عن آلة لصنع الأخبار.
وقال ترامب إن استخدامه لتويتر وغيره من منصات التواصل، كان وسيلة لتجاوز وسائل الإعلام التقليدية، والحديث مباشرة إلى الناخبين.
وسُئل قبيل انتخابات 2020، مرة أخرى على برنامج 60 دقيقة على شبكة “سي بي أس”، ما إذا كانت تغريداته على تويتر تصدّ الناخبين، فقال: “لا، أعتقد أنني ما كنت سأكون هنا لو لم يكن لدي حضور على وسائل التواصل الاجتماعي… وبصراحة لو لم يكن لدي حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لما كانت لدي وسيلة لإيصال صوتي.”
ومع ذلك وفي غضون ثلاثة أشهر، أُخرج ترامب بصورة لافتة من جميع شبكات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية وهي تويتر وفيسبوك وانستغرام ويوتيوب.
كان من الممكن أن يسبب هذا الأمر كارثة بالنسبة لشخص ينسب الفضل في حضوره السياسي إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
ولكن ذلك لم يحدث.
في الواقع هناك مدرسة فكرية تقول إن بقاء ترامب بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي، على الأقل إلى الآن، قد ساعده بالفعل.
والنظرية بمفهومها الواسع هنا هي أن ترامب، ببقائه هادئاً نسبياً، يتبع نصيحة نابليون بونابرت التي تقول: لا تقاطع عدوك أبداً عندما يتركب خطأ.
وقال مستشار لترامب الأحد لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “لا أعرف شخصاً واحداً في عالم ترامب يأسف لحدوث هذا- ولا شخصاً واحداً.”
ذلك يبدو كمبادرة مضادة، لكنه ليس موقفاً هامشياً. فداريل ويست، نائب رئيس مجموعة “بروكنغز غافيرنانس” لبحوث السياسة، يتفق مع هذا الموقف.
ويقول ويست: “في الوقت الذي عاد فيه وباء (كورونا)، وفي ظل تباطؤ الاقتصاد ووقوع كوارث للسياسة الخارجية، أنت تريد أن ينصب اهتمام الرأي العام على الرئيس الحالي”.
ويضيف “لقد انخضت شعبية بايدن بشكل كبير. ولذا فإنني أعتقد أن ترامب استفاد من غيابه عن الأضواء”.
كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن تغريدات ترامب غريبة الأطوار أحياناً كانت تُبعدُ بعض المحافظين. وربما كانت هناك حاجة لاستراحة.
بالتأكيد تراجع ذكره على وسائل التواصل الاجتماعي كثيراً- ومع ذلك فإن قبضته على الحزب الجمهوري لا تزال قوية كما كانت.
لكن ما من شك أن ترامب يريد استعادة حقوقه في النشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
قد يجادل قلة فقط بأن حظراً على وسائل التواصل الاجتماعي يمتد إلى 2024 سيساعد أي مسعى للوصول إلى البيت الأبيض (إذا ما قرر الترشح).
قد يقول فريقه إنه استفاد من بعض الغياب، لكنهم في نهاية المطاف يريدون أن يُطلق العنان لرجلهم. وهم يقاضون حالياً فيسبوك وتويتر وغوغل في محاولة لحملها على التراجع عن قراراتها.
سيُسمح لترامب من الناحية النظرية بالعودة إلى فيسبوك بعد عام من الآن، وتحديداً في السابع من يناير/ كانون الثاني 2023.
أما شركة تويتر فقالت إن قرارها بإيقاف ترامب دائم. ولكن هناك أمل ما لترامب هنا. فقد يكسب بالطبع قضيته في المحاكم، مع أن الخبراء القانونيين يعتقدون أن ذلك مستبعداً.
لكن هناك منافذ محتملة أخرى للعودة إلى تويتر بالنسبة لترامب. ففي الوقت الراهن، هناك رئيس تنفيذي جديد لتويتر. فقد استبدل جاك دورسي بباراغ أغراوال. والخبر السيء لترامب هي أنه لم تصدر أي إشارة عن أغراوال حتى الآن على أي تغيير في التوجه- في ظل حظر تويتر لعضوة الكونغرس عن الحزب الجمهوري ميرجوري تيلور غرين الأسبوع الماضي.
غير أن حظر رئيس في طريقه للخروج من منصبه هو أمر مختلف. ويذهب ويست إلى القول إنه إذا قُدر لترامب أن يصبح المرشح الرئاسي للجمهوريين، فسيكون هناك ضغط هائل لإعادته إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
يقول ويست: “إذا أصبح المرشح المعلن، فأعتقد أن هناك فرصة جيدة لأن يعود”.
ويمضي قائلاً: “يتيح القانون الأمريكي تقليدياً مجالاً واسعاً أمام المرشحين لقول ما يريدون، حتى لو كان ما سيقولونه غير دقيق بالمرة ومليء بالأكاذيب”.
يقول معاونو ترامب إنه سيدشن منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي- تحت اسم “تروث سوشيال”- الشهر المقبل. لا شكّ بأنها ستستقطب جمهوريين بارزين وأنصاره. ولكن من الصعب معرفة كيف ستتحدى تويتر أو فيسبوك.
قد لا تروق المنصة الجديدة لترامب، لكنه إذا كان يريد الانتقام في 2024، فإنه قد يحتاج إلى بعض المساعدة من الناس الذين يحتقرهم، وهم رؤساء شركات التكنولوجيا الكبيرة في وادي السيليكون، ليعيدوا له وسيلته الخاصة لإسماع صوته.