تسبب البشر في حدوث تغيراتٍ مناخية كبيرة بالفعل، وبدأنا في إحداث المزيد من التغييرات؛ حتى لو توقفنا عن بعث الغازات الدفيئة اليوم، فإن الاحتباس الحراري سيستمر لعدة عقودٍ أخرى على الأقل، إن لم يكن قرون! ذلك لأن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت حتى يستجيب الكوكب (على سبيل المثال، المحيطات) ولأن ثاني أكسيد الكربون – الغاز الأكثر حبسًا للحرارة – يظل في الغلاف الجوي لمئات السنين. هناك فارق زمني بين ما نقوم به وعندما نشعر به.

في ظل غياب أي إجراء رئيسي لتخفيض الانبعاثات، تتجه درجة الحرارة العالمية للارتفاع بمعدل 6 درجات مئوية (10.8 درجة فهرنهايت)، وفقًا لآخر التقديرات. يذكر بعض العلماء أنّ هناك “كارثة عالمية” تتكشف بالفعل على أقطاب الكوكب؛ القطب الشمالي، على سبيل المثال، قد يُصبح خاليًا من الجليد في نهاية موسم الانصهار الصيفي في غضون بضع سنوات فقط. ومع ذلك، يشعر خبراء آخرون بالقلق حيال اجتياز الأرض لواحدة أو أكثر من “نقاط التحول”، وهي تغييرات مفاجئة وربما لا رجعة فيها لتحول مناخنا إلى حالة جديدة.

لكن قد لا يكون الأوان قد فات لتجنب أو الحد من بعض أسوأ تأثيرات التغير المناخي. ستشتمل الاستجابة للتغير المناخي على نهجٍ مكونٍ من قسمين: 1) “التخفيف البيئي”: تقليل تدفق الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي؛ 2) “التكيف”: تعلم طريقة التعايش والتكيف مع التغير المناخي الذي بدأ بالفعل. والسؤال الرئيسي هو: كم ستكون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى في السنوات القادمة؟ تُعد إعادة التدوير وقيادة السيارات الأكثر كفاءةً في استهلاك الوقود أمثلةً على التغيير السلوكي الهام الذي سيساعد على ذلك، لكنه لن يكون كافيًا؛ نظرًا لأن التغير المناخي يمثل مشكلةً عالميةً ومعقدةً حقًا ذات تداعياتٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ وسياسيةٍ وأخلاقيةٍ، فإن الحل سيتطلب استجابةً منسقةً عالمياً (مثل السياسات والاتفاقيات الدولية بين البلدان، والضغط لاستخدام أشكال أنظف من الطاقة) والجهود المحلية المبذولة على مستوى المدن والأقاليم (على سبيل المثال، تحسينات مستوى النقل العام، وتحسين كفاءة الطاقة، والتخطيط المستدام للمدن…). الأمر متروكٌ لنا لنقرر ما سيحدث مستقبلًا.


nasainarabic.net