مصدر الصورة Getty Images
Image caption يتهيب الغرب من تقدم هواوي

قال إريك شميدت، المدير العام السابق لشركة غوغل، إن “شركة هواوي الصينية تشكل تحديا للأمن القومي وإنها ضالعة في نشاطات غير مقبولة”.

وأضاف في مقابلة مع بي بي سي أن “على الغرب أن ينافس التكنولوجيا الصينية عوضا عن قطع العلاقة معها”.

ويترأس شميت الآن هيئة التجديد في وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون”.

وتقوم المملكة المتحدة حاليا بإعادة النظر في (الإستمرار) في التعاون مع شركة هواوي في عملية بناء شبكة 5G للهواتف النقالة وسط ضغوط تتعرض لها لوقف التعاون مع الشركة.

وقال شميدت لمحطة راديو 4 في بي بي سي “ليس هناك شك في أن هواوي ضالعة في ممارسات غير مقبولة تمس الأمن القومي”.

وأضاف “يمكن وصف نشاطات الشركة بأنها وسائل للتجسس عبر إشارات شبكات الاتصال، فالمعلومات التي تمر عبر روترات هواوي تنتهي في حوزة جهات تبدو مرتبطة بالدولة، بشكل من الأشكال”.

ونفت شركة هواوي بشكل متكرر أن تكون ذراع تجسس للدولة الصينية أو أنها تقدم بيانات عملائها للسلطات.

وقال فيكتور جانغ مدير هواوي في المملكة المتحدة لبي بي سي “هذا ببساطة ليس صحيحا. هواوي شركة خاصة، يملكها موظفوها بشكل كامل، وهي مستقلة عن الحكومات، بما فيها الحكومة الصينية”.

مصدر الصورة Reuters
Image caption تقول شركة هواوي أن لا علاقة لها بنشاطات الدولة

إجحاف بحق الصين

ويقول إريك شميدت إن المشكلة الحقيقية مع هواوي والتحدي الذي تشكله للحكومة الأمريكية أنها شركة صينية تعمل في الساحة الدولية ومنتجاتها أفضل من منتجات منافسيها.

وقال لبي بي سي “من الضروري جدا أن نملك خيارات، والرد على هواوي يكون عن طريق التنافس لتقديم منتجات تضاهي منتجاتها في الجودة”.

وقضى إريك شميدت عقدا ونصف( ) في منصب المدير التنفيذي لشركة غوغل والشركة الأم ألفابيت.

ويعترف أنه خلال عمله في وادي السليكون على مدى فترة طويلة ( ) (أخطأ في تقدير إمكانيات الصين على التجديد،) وأنه استهان بها خلال عمله.

وأضاف أنه كان يعتقد أنهم يقلدون المنتجات بشكل جيد، ولديهم قدرات تنطيمية ممتازة يسخرون لها عددا كبيرا من العاملين،(و لكن) لم يعتقد أنهم قادرون على تقديم شيء جديد.

ويقول إن الشائع أنهم ماهرون إلى درجة كبيرة في السرقة ، “سرقة إنجازاتنا، لكن يجب إعادة النظر بهذه النظرة المجحفة”.

“الصينيون ليسوا أقل( قدرة )من الغرب، وقد يكونون أفضل في بعض مجالات الأبحاث والتجديد، وهم يستثمرون أموالا أكثر في ذلك بطريقة مختلفة، توجهها الدولة بطريقة مختلفة عما يحدث في الغرب، وعلينا أن نكون يدا واحدة لننافس الصين”، كما يقول شميدت.

وينفي شميدت أن يكون نموذج( الإستثمار) في التكنولوجيا الموجه من الدولة أكثر نجاحا من نموذج السوق الحر، لكنه يعتقد أن الغرب بحاجة( لاستغلال )نموذجه بالحد الأقصى بالخطوات التالية:

  • استثمار المزيد في تمويل الأبحاث
  • التأكد من وجود تعاون أكبر بين القطاع الخاص والدولة والقطاع الأكاديمي
  • فتح الأبواب أمام أفضل المواهب حول العالم

ويقول إن الغالبية يفضلون العمل في الغرب على العمل في الصين.

مصدر الصورة Getty Images
Image caption كان شميدت مديرا لغوغل

اللحاق بالركب

يعتقد شميدت أن إحدى المشاكل في الولايات المتحدة، وبالتحديد في وادي السيليكون، ما وصفه بـ”العمى التاريخي” فيما يتعلق بدور الدولة في دعم الأبحاث.

ويضيف أن “كل ما يمكن رؤيته في وادي السيليكون حتى الطلبية الأولى جاء من منح (إتحادية) لدعم العلوم”.

وكان شميدت قد ترأس لجنة الأمن القومي الأمريكي للذكاء الاصطناعي، ويقول إن التقدم الصيني يشكل مصدر قلق من أنهم متخلفون عن الولايات المتحدة بسنوات قليلة لا تبلغ العشرة ولا حتى الخمسة، وأن هناك دليلا على أن الصين ستلحق بالركب في السنوات القليلة القادمة ، فماذا سيحدث عندها؟.

ويضيف أن النشاط الصيني في مجال الحساب الكمي في نفس مستوى الغرب، وقد يكون متقدما عليه.

ويرى شميدت أن الفصل بين القطاعات التكنولوجية في الولايات المتحدة والصين غير مرغوب وسيؤدي إلى نشوء نظامين مختلفين، وإذا انفصلا لن يلتقيا مرة أخرى.

ويعتقد أن الولايات المتحدة تستفيد من وجود منصة مشتركة، وعبر عن قلقه من أن فصل المنصات سيؤدي إلى تفاهم أقل.

ويرى أن الصين ستهيمن سواء تم الفصل أو لم يتم، والسؤال هو هل سيعملون ضمن منصات دولية أو في منصتهم الخاصة. ويعتقد أن الفصل يحمل في طياته الكثير من المخاطر، وأن من مصلحة الغرب أن تكون قيمه حاضرة في كل منصة تكنولوجية.

تنافس حاد

ويبدي شميدت حذرا فيما يتعلق باختيار “أبطال قوميين” ودعمهم، لكنه يقول إن هناك نقاط ضعف في طاقات الغرب، وبالتحديد في عدم وجود مسابك لصناعة رقائق الكترونية. ويرى أن من الافضل أن تستخدم الصين رقائق من صناعة الغرب على أن تصنعها بنفسها.

ويعتقد شميدت أن تصاعد الروح القومية وسياسة الحماية( الإقتصادية ) في العالم يبعث على القلق الشديد، ويشير إلى أن أكثر من نصف الشركات الناشئة في وادي السيليكون مولها أشخاص ولدوا خارج الولايات المتحدة.

ويعرض شميدت تصوره لاستراتيجية لمواجهة الصين قائمة على النظر للموضوع على أنه منافسة حادة ، حادة جدا، ويجب عدم التدخل في المنافسة من خلال سن القوانين.

بي بي سي العربية