- كريستينا كريدل
- محررة الشؤون التكنولوجية
قبل 18 دقيقة
يخشى نشطاء من أن تطبيقات تعديل الجسم المُعلن عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تيك توك وإنستغرام قد تؤدي الى وقوع الشباب ضحية اضطرابات تناول الطعام.
وتُظهر الإعلانات كيف يمكن استخدام التطبيقات لتغيير أجزاء من الجسم، بما في ذلك جعل الخصر أنحف وإضافة العضلات.
وقالت جمعيات خيرية لمكافحة اضطرابات تناول الطعام إن شركات التكنولوجيا يجب أن تفكر في تأثير ذلك على الأشخاص الضعفاء.
وقالت تلك المنصات إن التطبيقات لم تخالف إرشادات الإعلانات، لكن تيك توك أضافت أنها تراجع سياساتها.
وقالت الشركة: “إنها تتطلع باستمرار إلى تعزيز دعم بيئة إيجابية للجسم”.
وحظرت تيك توك، منصة التواصل الاجتماعي المشهورة بين المراهقين، الإعلانات عن تطبيقات الصيام ومكملات إنقاص الوزن العام الماضي.
“وقود هذا الوباء”
وقالت هوب فيرغو، الناشطة في حملات التوعية باضطرابات تناول الطعام، إن شركات التواصل الاجتماعي يجب أن تخضع للمساءلة و”توقف هذه الرسائل غير الصحية وغير المفيدة”.
وأضافت قائلة: “خلال العام الماضي، شهدنا زيادة هائلة في عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تناول الطعام، وبينما لا تكون اضطرابات تناول الطعام بالضرورة بسبب صورة الجسم السيئة، فنحن نعلم أن هناك بعض العلاقة الجوهرية بينهما”.
وأضافت قائلة: “حقيقة أن تيك توك وإنستغرام تعلنان حاليا عن تطبيقات لتغيير الجسم ستكون بمثابة الوقود في زيادة انتشار وباء اضطرابات تناول الطعام”.
وقالت جمعية SEED المعنية بمكافحة اضطرابات تناول الطعام إنها شهدت زيادة بنسبة 68 في المئة لدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 19 عاما، والذين يسعون للحصول على الدعم منذ الوباء.
ولديان ميرسير، وهي صحفية شؤون صحية، تاريخ في اضطرابات تناول الطعام.
وهي تنشر بانتظام عن إيجابية النظرة إلى الجسم على تيك توك وإنستغرام، وتصور مقاطع فيديو “خلف الستار” لكيفية عمل المونتاج للأجساد.
وقالت لبي بي سي: “أعرف من تجربتي الخاصة أن هذه التطبيقات يمكن أن تكون محفزة”.
وأضافت قائلة: “التطبيقات تجعلني أبدو أنحف وذات ملامح جسدية بارزة، حتى لو كنت أتدرب طوال الوقت لا يمكن أن اصبح كذلك فعلاً، وهي تزيل المسامات عن بشرة وجهي وهذا بكل بساطة غير ممكن، لكن يمكن عمل كل ذلك بنقرة زر واحدة”.
وتابعت قائلة: “تأثير مثل هذه التكنولوجيا هائل، وبصراحة لا أعتقد أننا سنرى النتيجة الكاملة لها لسنوات”.
وقالت إنه كان من دواعي القلق أن هذه التطبيقات “تستهدف المراهقين الأكثر ضعفا بشكل خاص”.
ومضت تقول: “المراهقون والفتيات الصغيرات لا يفهمون هذه الأشياء بشكل كامل، كما لا نسمح بتسويق منتجات إنقاص الوزن للأطفال ونحتاج حقا إلى الضغط من أجل تنظيم جديد حول التطبيقات المسموح لها باستهداف الجماهير الضعيفة، خاصة عندما تقوم هذه التطبيقات بعمل مونتاج للأجسام”.
وهناك العديد من التطبيقات المجانية المتوفرة في كل من متجري التطبيقات آبل وأندرويد والتي تتيح إضفاء تحسينات مقنعة على الجسم.
ويمكن للمستخدمين تحرير الصور أو مقاطع الفيديو، وتغيير حجم وشكل الجسم والوجوه، وتنعيم البشرة وتقوية العضلات.
“واجب العناية”
وقالت جيما أوتن، مديرة SEED : “إننا نقضي وقتا أطول على هذه المنصات أكثر من أي وقت مضى”.
وأضافت قائلة:”مع عودتنا إلى الحياة الطبيعية، لن نتمكن من الاختباء خلف الشاشات أو التطبيقات، ولقد عرض على الناس طرق لتشويه صورهم عبر الإنترنت، لكن ذلك يضغط عليهم في العالم الحقيقي”.
وتابعت قائلة إن شركات التواصل الاجتماعي يجب أن تتحمل “واجب العناية” وأن توقف أي إعلانات قد تضر بصورة الجسم.
وقالت بيت، وهي مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة لمكافحة اضطرابات تناول الطعام: “إن تطبيقات تغيير الجسم التي تشجع على وصم الوزن، أو تجعل النحافة مثالية، يمكن أن تسبب الضيق للأشخاص الذين يعانون من اضطراب تناول الطعام أو المعرضين للإصابة بهذا المرض”.
وقال توم كوين مدير الشؤون الخارجية في بيت: “نحث صانعي هذه التطبيقات على النظر في تأثيرها على الأشخاص الضعفاء، كما نشجع أيضا أي شخص يعاني على الإبلاغ عن أي محتوى محفز على اضطرابات تناول الطعام كلما أمكن ذلك، ولكن فكر أيضا في اتخاذ خطوة أبعد والبحث عن مصادر الدعم الإيجابية الأخرى مثل بيت”.