قبل 56 دقيقة

جيانغ

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

جيانغ يانبونغ بلغ عن أزمة سارس في عام 2003

توفي الجراح العسكري الصيني السابق، جيانغ يانبونغ، الذي بلغ عن إخفاء بكين لمعلومات عن جائحة سارس في عام 2003، عن عمر 91 عاماً.

وأفادت وسائل الإعلام الصينية، في هونغ كونغ، بأن الطبيب توفي بالتهاب رئوي في بكين. وتأكد الخبر على لسان عدد من أفراد عائلته وأصدقائه.

وتلقى الدكتور جيانغ إشادة كبيرة لأنه أنقذ أرواح الناس، بعدما وجه رسالة، في المراحل الأولى من أزمة سارس، كشفت أن المسؤولين في البلاد كانوا يقللون من شأن الخطر.

ولكنه وضع في الإقامة الجبرية في بداية الأمر، بسبب جرأته.

وأصاب مرض سارس أكثر من 8 آلاف شخص في العالم، عام 2003، توفي 774 منهم، حسب منظمة الصحة العالمية.

وكان الدكتور جيانغ يعمل في مستشفى بكين في أبريل/ نيسان 2003، وصعق عندما سمع وزير الصحة الصيني يقول للناس إن الإصابات بالمرض التنفسي الجديد قليلة جداً.

وقال الطبيب الكبير وقتها إنه يعرف أن أكثر من 100 شخص مصابون بالمتلازمة التنفسية الحادة في المستشفى العسكري وحده.

وكتب رسالة يدحض فيها كذب وسائل الإعلام الحكومية الصينية، التي تغافلت عن المرض. ولكن الرسالة سربت إلى وسائل الإعلام الأجنبية فنشرتها كاملة.

ودفع تقريره بالحكومة الصينية إلى الاعتراف بأنها قدمت معلومات خاطئة، وحضّ منظمة الصحة العالمية على التحرك.

وتقرر فرض إجراءات فورية لاحتواء حالات الإصابة، وهو ما ساعد في التخفيف من انتشار الفيروس. وأدت رسالته أيضا إلى إقالة وزير الصحة وعمدة بكين، وقتها.

وقال عن تصرفه: “شعرت بأنه من واجبي أن أبلغ عما كان يجري، ليس لإنقاذ الصين فحسب، وإنما لإنقاذ العالم”.

وتحدى الدكتور جيانغ، في العام التالي، بكين، مطالباً الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، بالاعتراف بأن عمليات قمع المحتجين في ساحة تيانانمين في 1989 كانت خطأ، وأن المئات أو ربما الآلاف من المدنيين قتلوا فيها.

وكتب عن تجربته كجراح عمل في تلك اللية في بكين. وروى في رسالته كيف تصرفت السلطات “بجنون مستعملة الدبابات والأسلحة الرشاشة لقمع طلاب ومدنيين عزل”.

وأضاف أن الصينيين العاديين يشعرون بالمزيد من “الغضب والخيبة” من موقف الحزب الشيوعي من الاحتجاجات، واعتبارها أعمال شغب مضادة للثورة. وقال: “حزبنا مطالب بتصحيح الخطأ الذي ارتكبه”.

وتعرض هو وزوجته، هوا زهونغواي، بعدها، إلى الاعتقال. ولكن الدكتور جيانغ استمر لسنوات على موقفه. فكتب رسالة إلى الرئيس شي جينبينغ في 2019 مندداً بأعمال القمع في تيانانمين واصفا إياها بأنها “جريمة”.

وولد الدكتور جيانغ في 1931 في مدينة هونغزهو شرقي البلاد، لأسرة ثرية في قطاع المصارف. واختار دراسة الطب بعدما شاهد عمته تموت بمرض السل. وترك زوجة وولداً وبنتاً، حسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست.

وحصل خلال حياته على العديد من الجوائز والأوسمة، اعترافاً بمواقفه، من بينها جائزة، رامون ماغسايساي، للخدمة العامة في 2004.

وجاء في تعليق الجائزة أنه “كسر جدار الصمت في الصين، وأخرج حقيقة السارس إلى العلن”.

ويقارن الناس بين تجربة الدكتور جيانغ ومنهج الصين الأولي في التعامل مع فيروس كورونا.

فقد تعرض طبيب العيون، لي وينليانغ، إلى التحقيق عند الشرطة في ووهان بتهمة “نشر الشائعات”، بعدما حاول تحذير الناس من فيروس يشبه سارس، في ديسمبر كانون الأول 2019.

وبعدما أصيب الدكتور لي نفسه بالفيروس كتب على وسائل التواصل الاجتماعي متسائلا لماذا تدعي السلطات الصينية أن لا أحد من العاملين في الصحة أصيب بالفيروس.

وتوفي الدكتور لي بفيروس كورونا في فبراير/ شباط 2020.

بي بي سي العربية