تهدف وكالة الفضاء الأوربية تحديد عام 2024 موعدًا لبدء إطلاق الجيل الثاني من أقمار غاليليو الصناعية للملاحة. (حقوق الصورة: ESA).
بحسب الأخبار الصادرة عن واشنطن فإن وكالة الفضاء الأوروبية ESA تستعد لاختيار شركتين لبناء الجيل الثاني من أقمار الملاحة غاليليو Galileo بموجب عقودٍ ستُوقَّع في بداية عام 2021.
إنَّ المنافسة التي تقودها وكالة الفضاء الأوروبية، والتي نظمت نيابةً عن المفوضية الأوروبية، تضع الشركة الألمانية الصاعدة OHB في موضع منافسةٍ مع الشركات الأوروبية الرائدة في هذا المجال كشركتي تاليس إلينيا سبيس Thales Alenia Space وإيرباص ديفينس آند سبيس Airbus Defense and Space.
صرّح بول فيرهوف Paul Verhoef، مدير الملاحة في وكالة الفضاء الأوروبية، لمجلة SpaceNews عبر البريد الإلكتروني: “نيّتنا هي الاحتفاظ بموردين اثنين في وضعٍ مزدوج المصدر لتوفير هذه الأقمار الصناعية”.
ستطلب وكالة الفضاء الأوروبية في البداية قمرين صناعيين من كلٍّ من مقدمي الخدمة المختارين. ستغطي العقود القادمة الأقمار الصناعية التالية التي تبلغ 12 قمرًا في كوكبة ستتألف في النهاية من 24 قمرًا صناعيًا نشطًا، وما يصل إلى ستةٍ أقمارٍ احتياطية.
لقد وجدت شركة OHB التي كانت ذات يوم مبتدئةً في تصنيع الأقمار الصناعية نفسها الآن تشغل دورًا أساسيًا بعد أن بنت 22 قمرًا صناعيًا من أصل 26 قمرًا في المدار من أقمار غاليليو الصناعية. بنت شركتا إيرباص وتاليس إلينيا سبيس إيتالي أول أربعة أقمارٍ صناعية، وقد استخدمت للتحقق من صحة مفهوم الكوكبة الأكبر.
تبني شركة OHB القمر الأخير من أقمار غاليلو الصناعية من الجيل الأول التي بلغ عددها 12 قمرًا، يندرج هذا تحت ما سمته وكالة الفضاء الأوربية “الحزمة 3″، والتي ستدعم المركبة إلى أن تصل أقمار الجيل الثاني إلى المدار.
من المتوقع أن يطلق أول قمرين من الاثني عشَر قمرًا على متن صاروخ سويوز Soyuz التابع لشركة إريان سبيس في العام المقبل.
أعرب مسؤولون تنفيذيون من شركة OHB في 11 آب/أغسطس عن تفاؤلهم بأن وكالة الفضاء الأوروبية ستختار الشركة لبناء الجيل الثاني من أقمار غاليليو.
قال لوتز بيرتلينغ Lutz Bertling، كبير مسؤولي الإستراتيجيات والتطوير خلال حديثه عن الأرباح في 11 آب/أغسطس: “إننا نتوقع احتمالية الربح بما يفوق 50% بعد أن اختُرنا لأن نكون أحد المتعهدين المشاركين في التوريد المزدوج، من المستبعد جدًا ألا يُختار أحدٌ بهذا الإرث لينافس شركتين أخريين لا تملكان إرثًا في هذا المجال”.
تفوقت شركة OHB على اتحاد شركتي إيرباص وتاليس إلينيا سبيس في عام 2011 لبناء كوكبة من الجيل الأول من أقمار غاليليو الصناعية، واحتفظت بمكانتها كمقاولٍ رئيسيٍّ للأقمار الصناعية منذ ذلك الحين.
قال بيرتلينج إن وزن أقمار جاليليو من الجيل الثاني سيبلغ نحو 2400 كيلوجرامًا، أي ما يقارب ثلاثة أضعافٍ ونصف من حجم الأقمار الصناعية الحالية، وسيكون الجيل الثاني من جاليليو أكثر تعقيدًا وتفوقًا تقنيًا، وهذا يعني أنَّ شركة OHB ما زالت تتوقع زيادةً في الإيرادات حتى لو اضطرها الأمر إلى اقتسام عملية التصنيع مع منافسٍ آخر.
ساعد كل من تاليس إلينيا سبيس وإيرباص ديفينس آند سبيس في بناء الجزء الأرضي من أقمار جاليليو، ما جعلهم ملمين بتفاصيل الكوكبة.
صرح فيليب فام Philippe Pham، رئيس مراقبة الأرض والملاحة والعلوم في شركة إيرباص، لمجلة SpaceNews أنَّ الجيل الثاني من أقمار غاليليو سيتضمن “نظامًا مختلفًا إلى حدٍّ كبير” مقارنةً بالجيل الأول، إضافةً إلى تقنياتٍ متطورة تُعتبر شركة إيرباص خبيرةٌ في توفيرها.
صرّح فام عبر البريد الإلكتروني: “إنها توفر إمكاناتٍ جديدةً تمامًا إضافةً إلى أحدث التقنيات في معالجة الحمولة، وشبكات تشكيل الحزمة، والهوائيات النشطة، والدفع الكهربائي على متن منصة أكبر وأكثر قدرةً بشكلٍ ملحوظ. تتمتع شركة إيرباص بخبرةٍ في شتى هذه المجالات، مع منتجاتٍ مؤهلةٍ وتراثٍ أُثبِت في إدارة أنظمة الفضاء الكبيرة والمعقدة، وكل هذه العوامل ضرورية لينظر إليها على أنها منافسٌ قوي وتثبت امتثالها لجدول الإطلاق الطموح قبل نهاية عام 2024”.
وقال أن شركة إيرباص تحضر لصفقةٍ تنافسيّة وقليلٌ من يستطع منافستها.
تؤكد شركة تاليس إلينيا سبيس أنَّ هذه الصفقة ستكون تنافسيةً أيضًا، حيث قال مارتن فان شايك Martin Van Schaik، نائب الرئيس الأول للمبيعات والتسويق في شركة تاليس إلينيا سبيس، أنَّ الشركة ستصقل تجربتها عبر أقمار غاليليو، إضافةً إلى تحسين خدمة تلقي إشارات أقمار غاليليو الصناعية من قبل خدﻣﺔ الملاحة اﻟﺘكميلية اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸرض EGNOS، مع الأبراج التشغيلية الأخرى أثناء التنافس على بناء الجيل الثاني من الأقمار الصناعية.
وفقًا لما جاء في البريد الإلكتروني: “تمتلك شركة تاليس إلينيا سبيس جميع المؤهلات التي تتناسب مع متطلبات الجيل الثاني من أقمار غاليليو”.
قال فيرهوف من وكالة الفضاء الأوروبية إن الوكالة كانت تعتزم في السابق شراء مجموعةٍ “انتقاليةٍ” من أقمار غاليليو التي حُسِّنت والتي كان من شأنها أن تقوم بسدِّ الفراغ الزمنيّ الحاصل بين الأجيال المتتالية، ولكنها اختارت في النهاية الانتقال مباشرةً من جيلٍ إلى الجيل التالي، وتمديد عمليات الإطلاق لأقمار الجيل الأول المتبقية التي يبلغ عددها 12 قمرًا حيث لا تزال عمليات بنائها قائمةً من قبل شركة OHB.