يسلط اليوم الوطني للتوعية بداء الشيزوفرينيا في 24 مايو/أيار عام 2021 الضوء على التحديات التي يواجهها ملايين الأشخاص حول العالم، ومنها الوصم بالعار والتمييز العنصري المجتمعي القائم عليهم.
يموت المصابون بالشيزوفرينيا بوقت مبكر بمعدل أكبر من عامة الناس يصل إلى 15-20 عامًا بحسب الدراسات، إذ يكونون أكثر عرضةً للوفاة في وقتٍ مبكرٍ بمقدار 2-3 مرات، وغالبًا ما يكون هذا بسبب اعتلالات جسدية يمكن الوقاية منها مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وسوء التغذية والأمراض المعدية.
-ما هو داء الشيزوفرينيا؟
الشيزوفرينيا هو اضطراب عقلي مزمن وخطير يصيب 20 مليون شخص حول العالم، يتميز باضطراب في التفكير والإدراك والعواطف واللغة والشعور بالذات والسلوك، وتتضمن الأعراض الشائعة الهلوسة (سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة في الحقيقة)، والأوهام (اعتقادات ثابتة خاطئة)، سلوك اجتماعي غير طبيعي ومنتظم مثل التجول بلا هدف أو التمتمة أو الضحك على النفس أو المظهر الغريب أو الأشعث أو إهمال الذات.
اضطراب المشاعر أيضًا عرض شائع؛ أي اللا مبالاة الملحوظة والانفصال بين المشاعر، وما يُلاحظ عليه مثل تعبيرات الوجه ولغة الجسد.
إن الأسطورة الشائعة حول الشيزوفرينيا أن الأشخاص المصابين بها لديهم انفصام في الشخصية، ولكن هذا غير صحيح على الإطلاق، فمرضى الشيزوفرينيا لديهم شخصية واحدة فقط تمامًا مثل الأشخاص الآخرين، لكن تشمل الأعراض الشائعة لمرض الشيزوفرينيا التفكير المشوش والأوهام والهلوسة كما ذكرنا سابقًا.
إذًا فالشيزوفرينيا حالة نفسية تنتج عن عدم توازن بعض المواد الكيميائية في مناطق معينة من الدماغ، فيسبب هذا نقصًا في التنسيق بين الأفكار والأفعال والعواطف.
يبدأ مرض الشيزوفرينيا في بداية مرحلة البلوغ أو في أواخر مرحلة المراهقة، عادةً بين سن 15 إلى 28 عامًا.
ويُعدّ الرجال أيضًا أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض، وفي سن أصغر من النساء، كما أنهم يعانون من شكل أكثر حدةً من المرض مع أعراضٍ سلبيةٍ أكثر ونتائج أسوأ، ولديهم فرصة أقل للشفاء التام.
بسبب ذلك كله يؤثر داء الشيزوفرينيا على المهارات الاجتماعية والسلوكية للفرد المصاب، وقد يؤثر على الأداء التعليمي والمهني أيضًا.
-سبب المرض:
لم تحدد الأبحاث عاملًا لاختلال توازن المواد الكيميائية في الدماغ، لكن يُعتقد أن التفاعل بين الجينات ومجموعة من العوامل البيئية قد يسبب ذلك، وقد تساهم العوامل النفسية الاجتماعية أيضًا في الإصابة بالشيزوفرينيا.
-العلاج:
للأسف، لا يتلقى 69% من الأشخاص المصابون بالشيزوفرينيا الرعاية المناسبة، إذ يعيش 90% من مرضى الشيزوفرينيا غير المعالجين في البلاد منخفضة ومتوسطة الدخل، ويُعدّ عدم الوصول إلى خدمات الصحة العقلية مسألةً مهمةً بالنسبة لهم، بالإضافة إلى ذلك فإن الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا هم أقل سعيًا للحصول على خدمات الرعاية بالمقارنة بعامة الناس.
يكون التدبير العلاجي بالأدوية والدعم النفسي الاجتماعي، ومع ذلك فإن معظم المصابين بالشيزوفرينيا المزمنة يفتقرون إلى العلاج.
هناك دليل واضح على أن المستشفيات النفسية القديمة ليست فعالةً في توفير العلاج الذي يحتاجه المصابون باضطرابات نفسية، وأنها تنتهك حقوق الإنسان الأساسية لهؤلاء المرضى، فيجب توسيع وتعجيل الجهود المبذولة لنقل الرعاية من مؤسسات الصحة النفسية إلى المجتمع، وتُعدّ مشاركة أفراد الأسرة والمجتمع في تقديم الدعم أمرًا مهمًا للغاية.
أثبتت البرامج في العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل (مثل إثيوبيا وغينيا بيساو والهند وإيران وباكستان وجمهورية تنزانيا المتحدة) جدوى توفير الرعاية للأشخاص المصابين بأمراض عقلية خطيرة من خلال نظم الرعاية الصحية الأولية، وذلك عن طريق ما يلي:
-تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية.
-تسهيل الوصول إلى الأدوية الأساسية.
-دعم الأسر لتقديم الرعاية المنزلية.
-تثقيف الجمهور لتقليل الوصم والتمييز العنصري.
-تعزيز مهارات العيش المستقل من خلال التدخلات النفسية الاجتماعية الموجهة نحو التعافي (مثل التدريب على المهارات الحياتية والاجتماعية) للأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا ولأسرهم ومقدمي الرعاية.
-تسهيل العيش المستقل للأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا، إن أمكن، أو مساعدتهم على العيش ودعمهم في مجال الإسكان والتوظيف، ويمكن أن يكون هذا بمثابة قاعدة للأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا للتعافي، فغالبًا ما يواجه هؤلاء الأشخاص صعوبة في الحصول على فرص عمل أو إسكان بشكل اعتيادي أو الاحتفاظ بها.