بدأ أتلتيكو مدريد سعيه للفوز بلقب دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم بانطلاقة قوية مبكرة قبل التراجع والاقتراب من التعثر وفقدان التوازن، لكنه الآن يدخل الجولة الأخيرة والحاسمة من الموسم وكله أمل في الحفاظ على تقدمه على الملاحق المباشر ريال مدريد الذي يبذل كل جهد مستطاع للفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي رغم الإرهاق.
وبعد الفوز بشق الأنفس 2-1 على أوساسونا الأحد الماضي وبعد أن ظل ريال مدريد في صدارة الترتيب لمدة 19 دقيقة يدخل أتلتيكو مدريد الجولة الأخيرة من الموسم وهو يعرف أن الفوز السبت القادم على ملعب ريال بلد الوليد سيمنحه الفوز باللقب للمرة الأولى في سبعة أعوام. لكن أي تعثر سيصب في صالح الجار الملكي الذي يتخلف بنقطتين عن صاحب الصدارة لكنه يتفوق في سجل المواجهات المباشرة بين الطرفين ما يعني أنه سيفوز باللقب إذا هزم ضيفه فياريال وفشل أتلتيكو في الفوز على بلد الوليد.
ولن تكون مواجهة أتلتيكو مع ريال بلد الوليد سهلة لأن صاحب الأرض يحتاج لتحقيق الفوز أملا في انعاش آماله الضعيفة في البقاء في دوري الأضواء.
وربما يبدو فياريال نظريا منافسا أكثر قوة لكنه يتوقع أن يريح عددا من عبيه الأساسيين استعدادا لخوض المباراة النهائية للدوري الأوروبي في مواجهة مانشستر يونايتد الإنجليزي في 26 من مايو الجاري.
ويعرف أتلتيكو جيدا الإحساس بضياع اللقب من بين يديه وانتقاله إلى خزائن ريال مدريد بعد خسارته أمام النادي الملكي في نهائي دوري أبطال أوروبا في 2014 بفضل هدف التعادل الذي أحرزه سيرجيو راموس في الدقيقة 93 وبعد هزيمته أمام نفس الخصم في نهائي 2016 بركلات الترجيح. ويبدو أن التاريخ يكرر نفسه في أكثر من مناسبة خلال الموسم الحالي.
وبسبب وجود الهداف لويس سواريز في صفوفه فاز أتلتيكو مدريد في 16 من أول 19 مباراة خاضها في الدوري ليتفوق بفارق 10 نقاط على ريال مدريد في نهاية يناير الماضي إلى جانب مباراة مؤجلة. لكن الأداء بدأ يتراجع في فبراير عندما فرض عليه الضيف سيلتا فيجو التعادل 2-2 في الدقائق الأخيرة قبل التعادل ثم الخسارة أمام ليفانتي.
واقترب أتلتيكو من تحقيق الفوز على ريال مدريد في لقاء القمة، بينهما قبل أن يحرز كريم بنزيمة هدف التعادل 1-1 في الدقيقة 88 من عمر اللقاء. وبسبب هزيمة أتلتيكو أمام إشبيلية وأتلتيك بلباو في أبريل الماضي نجح برشلونة وريال مدريد في تقليص الفارق إلى نقطتين بينما دخل إشبيلية صراع المنافسة على اللقب لمدة قصيرة أيضا.
وبعد ذلك أهدر ريال وبرشلونة فرصا لانتزاع الصدارة بينما نجا أتلتيكو من العاصفة بفضل إهدار منافسيه ركلتي جزاء وهدف الفوز المتأخر في شباك أوساسونا الذي حمل توقيع سواريز.
ولا يجب الإقلال من حجم الإنجاز الذي قدمه ريال مدريد بالحفاظ على فرصته حتى الرمق الأخير بعد أن تعرض لأكثر من 60 إصابة في صفوف تشكيلته خلال الموسم.
وقال إنريكي سيريزو رئيس أتلتيكو مدريد في تصريحات إذاعية لمحطة كادينا سير “كان موسما طويلا للغاية. وكان صعبا للغاية لكن الحظ حالفنا كثيرا في تحقيق بداية ممتازة.”
وأضاف “بعد ذلك تعثرت مسيرتنا لكننا استعدنا سابق تألقنا من جديد ونأمل في أن يحالفنا الحظ مرة أخرى ونفوز في بلد الوليد”.