لم تشفع ثروة فايق البلقية التي جعلته أغنى لاعب في العالم صاحبها ليلعب تحت أضواء الدوري الإنجليزي، لكنه أعاد مسيرته إلى الطريق الصحيح بعد تألقه رفقة فريقه التايلاندي عقب إخفاقات متكررة في إنجلترا والبرتغال.
ويمتلك بلقية في حساباته البنكية أكثر من 16 مليار جنيه إسترليني، ويعود السبب وراء ثرائه إلى قرابته بعمّه سلطان دولة بروناي حسن البلقية.
ولد فايق في لوس أنجلوس الأميركية وترعرع في إنجلترا، أحب خلال طفولته كرة القدم، وصرّح سابقًا في حوار نشرته صحيفة “ميرور” الإنجليزية قائلًا: والداي كانا دائمًا داعمين لفكرة أن أصبح لاعبًا لكرة القدم، كنت أستمتع في طفولتي بمجرد ركل الكرة، قاما بتنشئتي ذهنيًا وبدنيًا بطريقة رائعة لأكون مستعدًا لتحقيق أحلامي الكروية.
أما والده، فهو جيفري البلقية الملقب بـ “الولد اللعوب” في العائلة الملكية، والذي قيل إنه يصرف قرابة 35 مليون جنيه إسترليني في الشهر الواحد، يمتلك أكثر من 2300 سيارة، وأحضر مايكل جاكسون ليحيي حفلة عيد ميلاده الـ50 بشكل خاص.
وبالعودة لمسيرة نجله الذي يمتلك 17 شقيقًا يشكلون مجموعة من الورثة الشرعيين لثروة سلطان بروناي، لعب فايق مع نادي نيوبري في إنجلترا ضمن صفوف الناشئين، وانتقل إلى أكاديمية ساوثهامبتون عام 2009، لكن مستواه لم يؤمن له عقدًا احترافيًا، وهنا قرر قضاء فترة اختبار مع أرسنال عام 2013.
شارك فايق خلال بطولة ودية للشباب مع أرسنال في سنغافورة وأحرز خلالها هدفًا، وقرر بعدها المنافس تشيلسي أن يمنحه عقدًا لمدة عامين في 2014، تزامل خلالهما مع روبن لوفتس تشيك وتامي آبراهام.
لم يقضِ سوى عام واحد مع شباب “البلوز”، وارتدى بعدها قميص ثعالب ليستر بعدما انضم للفريق بعقد يمتد لـ3 أعوام.
ووفقًا لموقع “ترانسفير ماركت” لعب فايق، الذي يميل لكونه جناحا داخل المستطيل الأخضر، 5 مباريات مع فريق ليستر للشباب، بمجموع دقائق بلغ 345 دقيقة قدم خلالها تمريرة حاسمة وحيدة.
انتهت رحلته في الملاعب الإنجليزية في سبتمبر 2020، ليدافع بعدها عن ألوان نادي مارتيميو البرتغالي الذي قرر فسخ عقده بعدها بعام بعدما فشل في المشاركة خلال أي دقيقة مع الفريق الأول.
ولم يذكر البيان الذي أصدره النادي البرتغالي أي أسباب لرحيله: توصلنا لاتفاق مع اللاعب لفسخ عقده، نشكره على تفانيه في خدمة النادي، ونتمنى له الأفضل على الجانبين المهني والشخصي.
قرر فايق حينها ترك أوروبا وذهب لجنوب شرق آسيا وتحديدًا نادي تشونبوري التايلاندي، وسرعان ما صنع الفارق معه، مشاركًا في 10 لقاءات، 5 منهم كأساسي، وصنع 3 أهداف خلال 404 دقائق لعب.
وحصد اللاعب الذي يحمل رقم 11 جائزة رجل المباراة مرتين، مع فريقه الذي يحتل المركز السادس في الدوري المحلي، ويتأخر بفارق 4 نقاط فقط عن صاحب المركز الثالث شيانغاري يونايتد.
وبعد أدائه الجيد مع فريقه، تحدّث رئيس النادي التايلاندي عنه وقال: إنه شيء جيد أن يمتلك نادينا لاعبًا يتحدث عنه العالم أجمع، إن كان أغنى لاعب كرة قدم في العالم فهذا شيء يخصه خارج الملعب.
وتابع: تعاقدنا معه جاء بسبب مستواه واحترافيته وليس ثروته، إنه لاعب احترافي ولا يطلب مميزات خاصة أكثر من زملائه، يمتلك مهارات رائعة وسيشكل إضافة لنا بالطبع.
ويشعر فايق بالسعادة حيث يلعب الآن مؤكدًا في تصريحات صحفية أنه “لم يحظَ بفرصة لإظهار قدراته خلال الفترة الأخيرة” وأنه مُصرّ على إثبات جودته كلاعب كرة قدم.
وعلى الجانب الدولي، يرتدي فايق شارة قيادة منتخب بلاده، الذي شارك معه خلال 6 مباريات مسجلًا هدفًا وحيدًا، بعد أن لعب بقميص بروناي للمرة الأولى في أكتوبر 2016.
ولم تؤثر ثروة فايق المهولة على “تواضعه” إذ أشاد أحد زملائه السابقين في تشيلسي به خلال حوار مع موقع “ذا أثليتك”: لم نكن ندرك في البداية من هو وما أصوله، من المستحيل أن تدرك من تصرفاته أنه أحد أفراد عائلة ملكية.
وتابع: كان فتىً عاديًا يتدرب بجدية مثل كل لاعبي الأكاديمية، اعتدنا المزاح معه وأن نخبره بأنه ليس بحاجة للعب الكرة، لكنه كان يرد علينا بأنه فقط يحبها.