آخر تحديث: الأحد 26 ذو الحجة 1441 هـ – 16 أغسطس 2020 KSA 17:05 – GMT 14:05
تارخ النشر: الأحد 26 ذو الحجة 1441 هـ – 16 أغسطس 2020 KSA 16:58 – GMT 13:58

المصدر: لشبونة – د ب أ

قبل موسم واحد، فشلت جميع الفرق الألمانية في الوصول إلى دور الثمانية لدوري الأبطال الأوروبي لكرة القدم فيما حفظ المدرب الألماني يورغن كلوب ماء وجه الكرة الألمانية ببلوغ المباراة النهائية والفوز بلقب البطولة مع فريقه ليفربول الإنجليزي.

ولكن الكرة الألمانية حققت طفرة رائعة في الموسم الحالي ببلوغ فريقين منها المربع الذهبي للبطولة إضافة لوجود ثلاثة مدربين ألمان في المربع الذهبي للمرة الأولى. كما أنها المرة الأولى على الإطلاق التي يتواجد فيها ثلاثة مدربين من جنسية واحدة في المربع الذهبي للبطولة.

ويقود هانزي فليك فريق بايرن ميونخ الألماني كما يقود المدرب الشاب يوليان ناغلسمان، 33 عاما، فريق لايبزيغ الألماني فيما يأتي المدرب الألماني الثالث وهو توماس توخيل مع فريق باريس سان جيرمان الفرنسي. ويلتقي بارس سان جيرمان مع لايبزيغ بعد غد الثلاثاء ثم يصطدم بايرن ميونخ بفريق ليون الفرنسي يوم الأربعاء المقبل.

ويتولى المدرب الفرنسي رودي غارسيا قيادة ليون الذي فجر مفاجأة كبيرة بالتغلب على مانشستر سيتي الإنجليزي 3 – 1 مساء أمس السبت في دور الثمانية للبطولة.

وقبل موسم واحد، لم يستطع أي فريق ألماني الوصول لأبعد من دور الستة عشر في البطولة ، ولكن الموسم الحالي يشهد وجود فريقين في المربع الذهبي مثلما حدث في موسم 2013 عندما بلغ بايرن وبوروسيا دورتموند المربع الذهبي قبل أن يصطدما سويا في المباراة النهائية التي فاز بها بايرن ليتوج بأحدث ألقابه الخمسة في البطولة.

والآن ، أصبح من الممكن أن يجمع النهائي بين فريقين ألمانيين و/أو مدربين ألمانيين مثلما حدث في 2013 عندما التقى بايرن بقيادة المدرب الألماني يوب هاينكس ودورتموند بقيادة يورغن كلوب على استاد “ويمبلي” بالعاصمة البريطانية لندن.

وقال ناغلسمان : “أتذكر دائما الكلمات من العام الماضي التي تقول إن كرة القدم الألمانية تعرضت للسحق دوليا والتي كانت تتعلق في الغالب بالمدربين الألمان. ولكن الحال الآن ليس أن كل شيء على ما يرام مرة أخرى. لا ينبغي أن نعيش في أقصى الحدود، إنه أمر جيد لكرة القدم الألمانية. إنه مهم أيضا لكرة القدم الألمانية من منظور الفريق. يجب أن نسعد بوجود ممثلين للكرة الألمانية في المراكز الأربعة الأولى بأوروبا. لنرى من سيبلغ النهائي”.

وصرح كارل هاينز رومينيغه الرئيس التنفيذي لنادي بايرن ميونخ إلى شبكة “سكاي إيطاليا” أمس السبت إن النجاح الألماني في لشبونة ، حيث تقام الأدوار النهائية لدوري الأبطال ، أمر “فريد، هذا يظهر أننا نقدم مدربين جيدين في ألمانيا”.

ووصل كلوب إلى النهائي في عام 2018 لكنه خسر النهائي ثم فاز باللقب في عام 2019 مع ليفربول ، كما قدم مسيرة مذهلة مع الفريق في الموسم المحلي المنقضي وفاز بلقب الدوري الإنجليزي ليكون الأول لليفربول في البطولة منذ 30 عاما هذه المرة ليعزز هذا اللقب من مكينة كلوب بشكل أكبر.

وكان توخيل مدربا لدورتموند خلال الفترة التي تواجد فيها كلوب مع دورتموند ، ولكنه يتولى حاليا تدريب باريس سان جيرمان الفرنسي حيث انتقل لتدريب الفريق الفرنسي منذ 2018 . ويتحمل توخيل مهمة ثقيلة في تدريب هذا الفريق الذي يضم عددا كبيرا من النجوم الكبار مثل المهاجمين البرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسي الشاب كيليان مبابي.

وربما كان الغموض سيغلف مستقبل توخيل لو أن باريس سان جيرمان لم يقلب تأخره بهدف نظيف أمام أتالانتا الإيطالي إلى فوز مثير ودرامي 2 -1 في اللحظات الأخيرة من المباراة بينهما بدور الثمانية لدوري الأبطال. ويرى توخيل أن “كل شيء ممكن” الآن.

وترك ناغلسمان بصمة رائعة مع لايبزيغ ببلوغ المربع الذهبي في ثاني مشاركة فقط للفريق في دوري الأبطال نظرا لأن نادي آر.بي لايبزيغ تأسس في عام 2009 . كما أن ناغلسمان، 33 عاما، هو الأصغر من بين المدربين الثلاثة الألمان الذين بلغوا المربع الذهبي في البطولة الحالية إضافة لكونه المدرب الأصغر في تاريخ البطولة.

ويتميز توخيل وناغلسمان بهوسهما الشديد بكرة القدم فيما حقق فليك تحولا ملحوظا في مسيرته التدريبية حتى الآن حيث كان مساعدا للمدرب يواخيم لوف في تدريب المنتخب الألماني (مانشافت) عندما فاز الفريق بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل. وتولى فليك تدريب بايرن في نوفمبر الماضي خلفا للمدرب الكروتين يكو كوفاتش وحقق مع الفريق ما فاق كل التوقعات.

وقال رومينيغه : “هناك تناغم بين المدرب والفريق لم أره إلا نادرا. كرة القدم الألمانية عادة ليست بهذه الجاذبية، كل شيء في الفريق تغير منذ تولى هانزي فليك المسؤولية. وقدم الفريق مع فليك مستويات رائعة”.

ودخل فليك في المقارنة مع يوب هاينكس بسبب تعاطفه مع اللاعبين وخطة اللعب الواضحة التي حافظ بايرن من خلالها على سجله خاليا من الهزائم في آخر 28 مباراة خاضها والتي كان أحدثها الفوز الكاسح 8 – 2 على برشلونة الإسباني أمس الأول الجمعة ليصبح على بعد انتصارين من استكمال الثلاثية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) التي حققها هاينكس مع الفريق عام 2013 .

وقال فليك عن مواطنيه المتنافسين معه في المربع الذهبي الأوروبي : “أشعر بالسعادة طبعا لكل من توماس ويوليان. أعرف ما هو شعور التواجد في الدور قبل النهائي. هذه هي أفضل الأندية في أوروبا. تشعر بالسعادة البالغة”.

وفي 2016 ، كان ناغلسمان هو أصغر مدرب في تاريخ الدوري الألماني (بوندسليغا) حيث كان مدربا لفريق هوفنهايم ثم انتقل لتدريب لايبزج قبل عام واحد وقاد الفريق لاحتلال المركز الثالث في البوندسليجا ثم قاده هذا الموسم للمربع الذهبي بدوري الأبطال من خلال الفوز 2 – 1 في دور الثمانية على فريق أتلتيكو مدريد بقيادة المدرب الأرجنتيني العنيد دييغو سيميوني.

واعترف ناغلسمان في مقابلة ، أجرتها معه صحيفة “ماركا” الإسبانية الرياضية مؤخرا ، بأن نادي ريال مدريد الإسباني تواصل معه في 2018 لكنه رفض تدريب الفريق الملكي الذي فاز من قبل مع يوب هاينكس بلقب دوري الأبطال في موسم 1997 – 1998 والذي يستحوذ على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب البطولة برصيد 13 لقبا.

وقال ناغلسمان: تلقينا اتصالات ، ولكنني من اتخذ القرار في النهاية. رأيت أنها ليست الخطوة المناسبة أن أنتقل لتدريب ريال مدريد. اتفقنا على أنه ليس التوجه السليم في هذا الوقت”.

وبدلا من الرحيل إلى الريال، اختار ناغلسمان تدريب لايبزيغ وأوضح وجهة نظره قائلا : “لأنني كان يجب ألا أذهب مباشرة إلى القمة”.

ولكن هذا لم يمنعه من التحلي بالطموحات الكبيرة مع لايبزج المدعوم من شركة “ريد بول” لمشروبات الطاقة. وقال ناغلسمان : “نريد بلوغ النهائي بالطبع. هذا واضح تماما”.

ومن أجل هذا ، يحتاج ناغلسمان للتغلب على توخيل الذي كان مدربا له في أوغسبورغ قبل عقد كامل عندما كان ناغلسمان لاعبا ثم استخدمه ككشاف في بداية تحوله إلى مسيرة التدريب.

وقال ناغلسمان : “لم تكن بيننا أبدا علاقة وثيقة للغاية. بالطبع كنت لاعبه ، لكن ذلك كان منذ وقت طويل”.

alarabiya.net