أظهر المدرب الإيطالي لريال مدريد الإسباني كارلو أنشيلوتي أنه لا يزال بإمكانه صقل المواهب الشابة مع النادي الملكي بعد إقصائه باريس سان جيرمان الفرنسي ومدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو من ثمن النهائي، وفوزه الساحق على تشيلسي الإنجليزي في ذهاب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.

ويدخل الميرنغي مباراة الإياب يوم الثلاثاء بأفضلية فوز مريح 3-1 ذهابا بفضل “هاتريك” قائدهم المهاجم الدولي الفرنسي كريم بنزيمة صاحب “هاتريك الريمونتادا” ضد النادي الباريسي في إياب ثمن النهائي.

وإذا كانت الأخطاء الفردية للاعبي تشيلسي ساعدت أيضًا في الفوز الكبير للريال على “البلوز”، فقد أكد الصحافيون الإسبان في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة على الخيار الحكيم لأنشيلوتي بإشراكه لاعب الوسط الدولي الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي أساسيا على الرواق الأيمن على حساب البرازيلي رودريغو.

ربما يكون بروزه أقل من الجناح الأيسر البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي أصاب العارضة وصنع تمريرة حاسمة، لكن النشاط الكبير للاعب الأوروغوياني في مركزي الجناح الايمن ووسط الملعب، أزعج بشكل كبير الدوائر الهجومية للبلوز.

وأعرب “كارليتو” عن سعادته عقب المباراة، وقال “لعبنا بنفس النظام، لكنني دفعت بفالفيردي أساسيا لوقف الجناح الأيسر لتشيلسي قليلاً”.

وأضاف “فالفيردي كان جيدًا جدًا. الكل كان يتوقف على موقف (المدافع الأيسر القوي الإسباني سيزار) أزبيليكويتا. إذا بقي في الخلف، كان يتعين على فالفيردي الصعود”.

ارتياح شرعي لأنشيوتي الذي يعرف جيدا القيام بالنقد الذاتي أيضا. كان اعترف عقب الخسارة المذلة في الكلاسيكو امام الغريم التقليدي برشلونة صفر-4 في سانتياغو برنابيو بأن “خطتي لم تكن جيدة. لم تنجح (…) ليس لدي مشكلة في تحمل مسؤولية هذه الهزيمة الساحقة. لعبنا بشكل سيئ جدا، وكان استعدادي للمباراة بشكل سيئ جدا”.

وأوضح أنشيلوتي في مؤتمره الصحافي في لندن “أتحدث عن كرة القدم مع اللاعبين، لأفهم ما يفكرون به وما يحلو لهم. ولكن بعد ذلك أنا من يتخذ القرارات. أحيانًا أكون على صواب، وأحيانًا أكون مخطئًا”.

إذا نجح ريال مدريد في الصعود إلى دور الأربعة مرة أخرى، فستكون القصة جيدة للإيطالي المحنك وصاحب الخبرة الكبيرة جدا، كونه بات على وشك أن يصبح أول مدرب يفوز بالبطولات الأوروبية الخمس الكبرى.

ويتصدر ريال مدريد الليغا بفارق 12 نقطة امام مطارديه المباشرين برشلونة وإشبيلية بعد 31 مرحلة، مع مباراة مؤجلة للفريق الكاتالوني.

أمضى فترة قصيرة مع بايرن ميونيخ الألماني (2016-2017)، ثم مع نابولي الإيطالي (2018-2019)، وحاول إنعاش مسيرته التدريبية مع فريق بعيد عن الطموحات العالية إيفرتون الإنكليزي (2019-2021) دون جدوى، حتى رحل الفرنسي زين الدين زيدان الصيف الماضي عن دكة بدلاء النادي الملكي، الأمر الذي فتح باب عودة الإيطالي إلى مدريد.

قبل مباراة الذهاب ضد تشيلسي، بدا أن مستقبله في الميزان، في وقت لم يخف النادي نيته في تجديد صفوفه هذا الصيف بتعاقدات مرموقة.

ففضلا عن السقوط الذريع في الكلاسيكو، كان السيناريو مخيباً في مباراة ذهاب الدور ثمن النهائي أمام باريس سان جيرمان، حيث عانى ريال مدريد لمدة 95 دقيقة قبل أن يستسلم في الوقت بدل الضائع بهدف قاتل لكيليان مبابي

وقتها لخص الرئيس الفخري لصحيفة “آس” المدريدية ألفريدو ريلانيو في افتتاحيته معاناة ريال مدريد قائلا “لقد رأينا فريق ريال مدريد عاجزا، خاضعًا، كان يأمل أن يعاني أقل قدر ممكن بينما ينتظر مرور الوقت”.

وأضاف “إنه لأمر محزن أن نقول ذلك، لكن الريال كان أقل مستوى لدرجة أننا يمكننا أن نشعر بالرضا بالخسارة صفر-1.

الثأر من تشيلسي حامل اللقب الذي أطاح ريال من نصف نهائي المسابقة القارية العام الماضي سيجعل موسمه ناجحًا بالتأكيد، لكنه بحكم معرفته الجيدة بكرة القدم لا يرغب في الإفراط في الثقة.

قال بحذر عقب مباراة الذهاب “لقد منحنا أنفسنا ميزة جيدة من خلال نهج خطة جيدة للمباراة، هذا كل ما يمكن قوله”.

وأضاف “من الواضح أن لدينا أفضلية لكن المواجهة ما زالت مفتوحة”، مشيرا إلى أن إلغاء قاعدة الهدف خارج الأرض تمنح أفضلية أيضا لتشيلسي.

alarabiya.net