أكد التونسي فوزي البنزرتي، مدرب نادي الوداد الرياضي لكرة القدم، أن فريقه ليس حقل تجارب حتى ينهج سياسة “تدوير” اللاعبين من أجل إراحة ركائز الفريق ومنح الفرصة لأسماء أخرى، مشيرا إلى أنه يعتمد دائما على اللاعب الجاهز بغض النظر عن عامل السن أو شيء آخر من هذا القبيل.
وتطرق “شيخ المدربين”، في برنامج “حوار مع متبار” الذي تم بثه على الصفحة الرسمية لموقعي “هسبريس” و”هسبورت” عبر “فيسبوك” أمس، للعديد من النقاط الخاصة بالفريق “الأحمر”، وعن علاقته بلاعبي الفريق، في الحوار التالي:
بداية، هل أنت راض على النتائج المحققة حتى الآن؟
بالنسبة إلى الالتحاق بفريق الوداد الرياضي خلال الفترة الأخيرة، فقد كان متأخرا في فترة التحضيرات. وقد حققنا نتائج إيجابية، وأنا راض على المردود المقدم حتى الآن. وبالعودة إلى موضوع المرة الأولى التي أشرفت فيها على تدريب الفريق “الأحمر” من قبل، فقد وصلت ووجدت الفريق يُعاني وعملنا على احتلال مراكز متقدمة، بعد ذلك بدأنا التحضير للموسم الموالي، قبل أن يطلب المنتخب التونسي خدماتي.
كيف جاء انفصالك عن “الأحمر” في ذلك الوقت؟
توصلت بعرض من الاتحاد التونسي لكرة القدم.. لهذا، كنت مضطرا آنذاك إلى تلبية نداء الوطن. وأشكر رئيس الوداد، سعيد الناصيري، الذي تفهم الأمر في ذلك الوقت. وقد حققت نتائج إيجابية رفقة “نسور قرطاج” بالفوز في جميع المباريات، قبل أن يُقرر وديع الجريء الاستغناء عني لأسباب غير رياضية، وأعود إلى الوداد وأحقق التأهل إلى نهائي دوري الأبطال في المباراة الشهيرة أمام الترجي في “رادس”.. وهذه هي المرة الثالثة التي أشرف فيها على هذا الفريق الكبير.
لماذا لا تعتمد سياسة التدوير؟
لا يمكن أن أنهج سياسية التدوير بدون أسباب ضرورية، لأنني أؤمن بأن الوداد ليس حقل تجارب، كما أنني المدرب الذي لا ينظر إلى سن اللاعب أو أشياء أخرى؛ ما يهمني هو الجاهزية.. لهذا، فإني أعتمد على اللاعب الجاهز دائما، ونحن نتابع أفضل لاعبي العالم على غرار ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، يلعبون طوال الموسم ما داموا جاهزين.. إذن لماذا لا يخضعون للتدوير؟ لأن اللاعب عندما يكون جاهزا من المهم أن تعتمد عليه.
لماذا لم تعتمد على بعض الأسماء؟ وهل يحرم الشباب من الفرصة لأنك تلعب على الألقاب؟
فريق من حجم الوداد الرياضي لا يحتاج اللاعب المهاري فقط، بل يُشترط في اللاعب أن يكون متكاملا مهاريا وجاهزا في الجانب البدني وكذلك ذهنيا ليتحمل الضغط، وهناك لاعبون أمامهم الوقت لضمان مكانتهم.. وبالنسبة للاعبين الشباب، فإني أُقحمهم متى سنحت الفرصة، فأنا من اعتمد على يوسف المساكني من قبل في سن 16 سنة وأسامة الدراجي، كما أنني اعتمدت على اللاعب الواعد عبد الله حيمود، الذي لم أشاهده سوى لأسبوع وقررت الزج به مع الفريق الأول، وقد أبلى البلاء الحسن، فيما سأحاول متابعة محمد الوردي كذلك في الأيام القادمة وأنا أؤمن بالمجموعة.
ما سبب الغياب “المثير” لسكومة عن الوداد؟
أحترم اللاعب الذي قدم مستوى جيدا في السنوات الماضية؛ لكنه غير موجود في الموسم الحالي، وجميع التقارير الطبية تؤكد أنه لا يُعاني من أية إصابة، فيما يُصر اللاعب على أنه مصاب، كما أنه لم يتدرب لأربعة أشهر. لذا لا يمكن الاعتماد عليه، والمؤكد أن ليس لدي معه أي مشكل شخصي، بالعكس أنا أعامل اللاعبين كأبنائي؛ لكني لا أعمل بالعاطفة وإنما أقول إن الفرصة للأكثر جاهزية ولمن يستحق.
ماذا عن صلاح الدين السعيدي وزهير المترجي؟
السعيدي لاعب مميز وكبير، وقد قدم الكثير لفريق الوداد الرياضي، وحضر للموسم الحالي بشكل جيد، وتحدى جميع المشاكل النفسية، ليُصبح في أتم الجاهزية، وقد اعتمدت عليه في الوقت الذي كنت في حاجة إلى خدماته؛ لكن اليوم أحيانا يدخل رسميا وأخرى يبقى احتياطيا، لكنني أعتز بوجوده في المجموعة.
بالنسبة لزهير المترجي فإنه لا يلعب بشكل رسمي، وقد راهنت عليه ليكون الأفضل؛ لكن للأسف لم يصل بعد إلى المستوى الذي أريده منه.
ما هي أهدافك؟ وكيف ترى مستوى التكناوتي؟ وماذا عن بنشريفة والمياغري؟
أهداف الفرق الكبرى دائما هي الألقاب، وأنا لا أقدم أي وعود للجمهور بأننا سنُتوج؛ لكن أعدهم بالعمل بشكل جيد وبجد على تطوير اللاعبين والمجموعة.
أما بالنسبة لرضا التكناوي فإنه من أفضل حراس المرمى، كما أنه إنسان يعمل بجد. وعن حمودة بنشريفة فإنه يُساعدني كثيرا بحكم أنه إنسان خلوق وعارف بأسرار كرة القدم وناضج. والأمر نفسه ينطبق على المياغري.
كيف هي انتظاراتك لقرعة ربع نهائي دوري الأبطال؟
شخصيا، لا أهتم بالقرعة والخصم الذي سنواجهه، نحن نستعد لجميع “السيناريوهات”، فقط في حال واجهنا الأهلي المصري فسيكون نهائي قبل الأوان، كما أن جميع المتأهلين هي فرق كبيرة وحظوظها قائمة في التتويج.
كيف حضرت للـ”ديربي” الماضي؟ ومن تتوقع أن يُنافس على البطولة؟
بكل صراحة، حضرت له بشكل عادي، بحكم أنه يبقى مجرد مباراة في الدوري ويمنحك فقط ثلاث نقاط. كما أنني أحضر الفريق دائما للموسم ككل وليس لقاء بعينه، والأندية التي ستنافس على لقب الدوري؛ فهناك الوداد والرجاء ونهضة بركان، وقد يظهر فريق آخر في الأسابيع القادمة.
هل تمت استشارتك قبل تعاقد الرجاء مع مواطنك الشابي؟
يقولون إن أهل مكة أدرى بشعابها، لهذا فريق الرجاء يُعتبر “كيانا” كبيرا ولديه رجالاته وإدارة لديها خبرة بسنوات كثيرة، وتعرف المدرب الذي يستحق قيادة الفريق، وخبر استشارتي قبل التعاقد مع لسعد الشابي لا أساس له من الصحة.
من اللاعب الذي افتقدته في الوداد؟ وماذا عن شراشم والمودن؟
بصراحة، لن أجيب عن هذا السؤال لأنني مطالب بحماية المجموعة. وبخصوص ذكرك للاعب إسماعيل الحداد، فعلا لو كان حاضرا سيُساعدنا كثيرا؛ لكنه بدوره مطالب بالتفكير في الاحتراف لتأمين مستقبله، وأتمنى له التوفيق مع فريقه الجديد، وعن شراشم والمودن فإنهما ينتظران الفرصة الكاملة كما ينتظر آخرون.
ما رأيك في اللاعب المغربي؟ وسعيد الناصيري والحسوني؟
اللاعبون المغاربة لا بأس بهم تقنيا، لكنهم يفتقدون للـ”خبث” الكروي والتحايل أحيانا، عكس “التوانسة”. بالنسبة لرئيس الوداد الرياضي فقد قام بعمل جبار في الفريق، والحسوني أتوقع أن يكون من اللاعبين الكبار.
أخيرا هل الوداد ظلم في “رادس” أمام الترجي؟
صحيح، الفريق تعرض للظلم؛ لكن يجب أن نعرف أن الفوز بالألقاب يفرض عليك أن تحمي نفسك.