يعيش نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم، خلال الفترة الحالية، على وقع الأزمة المالية الخانقة التي لحقت بخزينة “النسور”، والتي أرخت بظلالها سلبا على تحركات المكتب المسير للفريق خلال “المركاتو” الأخير؛ فقد بدا جواد الزيات، رئيس النادي “المستقيل”، عاجزا عن تلبية مطالب الجمهور وتطعيم النادي بأسماء جديدة قادرة على ضخ دماء أخرى في شرايين أبناء المدرب جمال سلامي، للظهور بأفضل صورة خلال المسابقات المحلية والقارية التي يُشارك فيها الفريق.
المواهب تنقذ شح “المركاتو”
يُعتبر “المركاتو” الصيفي الأخير شبه استثنائي بالنسبة للفريق “الأخضر”، الذي اكتفى فقط بتعويض رحيل “صخرة” الدفاع بدر بانون بمروان الهدهودي في صفقة انتقال حر قادما من الدفاع الحسني الجديدي، والظفر بخدمات المهاجم نوح وائل السعداوي بعد انتهاء عقده مع مولودية وجدة؛ لتعويض رحيل المهاجم حميد أحداد بعد أن انتهت فترة إعارته بنهاية الموسم المنصرم، قبل أن ترتفع أصوات الجماهير “الخضراء” مطالبة رئيس النادي بضرورة التعاقد مع أسماء جديدة؛ وهو الأمر الذي فشل فيه الرئيس “المستقيل” مبررا ذلك بالأزمة التي يُعاني منها النادي، ليغلق “المركاتو” أبوابه والرجاء بدون الزاد اللازم الذي طالب به الأنصار، وتُلقى المسؤولية على أبناء الفريق.
الرجاء يجني ثمار التكوين
عاشت العديد من الأندية الوطنية نهاية الموسم الكروي المنصرم على وقع c التي تسبب فيها توقف النشاط الكروي لمدة طويلة جراء تفشي وباء “كورونا”، حيث وجدت جلها صعوبة في “المركاتو” الأخير على رأسها الرجاء الرياضي الذي أنهكته التراكمات قبل “كورونا”. كما أن جمال سلامي، مدرب الفريق الأخضر، كان قد أكد أن استمراره على رأس القائمة التقنية “للنسور” رهين بإبرام صفقات جيدة، قبل أن يتراجع عن قراره ويُقرر مواصلة المغامرة، بالاستثمار في الأسماء المتوفرة على الرغم من أن الفريق يلعب على أكثر من واجهة.
الفريق “الأخضر” دبّر الأزمة المالية وشراسة “المركاتو” بجني ثمار التكوين، بعد أن حلقت “النسور الرجاوية” التي تلقت أبجديات اللعبة في “العش الأخضر” عاليا في سماء “البطولة برو”، مؤكدة أنها قادرة على الدفاع عن القميص “الرجاوي” وبرهنت العديد من الأسماء على علو كعبها داخل “المستطيل الأخضر”، ليؤكد أبناء “الوازيس” أهمية التكوين في عالم الكرة.
رحيمي والرفاق..
سطع نجم “النسر” الرجاوي سفيان رحيمي عاليا في سماء الكرة الوطنية والإفريقية من خلال العروض القوية التي يُقدمها رفقة الفريق “الأخضر”، إذ تُوج مع “الخضر” بألقاب وطنية وقارية، محققا أرقاما شخصية مهمة متقمصا دور المنقذ كلما ضاعت بوصلة المجموعة، قبل أن يسير على خطاه عدد من أبناء مدرسة الفريق على غرار عمر بوطيب وازريدة ومذكور والهبطي والهدهودي والعرجون وسوكحال وغيرهم من الأسماء التي فرضت نفسها في الوقت الذي بات الفريق عاجزا عن التعاقد مع أسماء جديدة، لتكون بذلك النموذج المثالي لأبناء المدرسة القادرين على حمل المشعل رفقة الفريق الأول.
لوحة “رجاوية” أمام الشباب
حسم الرجاء الرياضي، السبت الماضي، مباراته أمام ضيفه العائد إلى قسم الكبار شباب المحمدية بهدف نظيف، سجله “الزئبقي” سفيان رحيمي، بعد “تيكي تاكا رجاوية” صرفة، دشنها بوطيب بتمريرة للعائد محمود بنحليب الذي قام بتمويه الجميع بلمسة رائعة بالكعب، وضع من خلالها الكرة على طبق من ذهب للمهاجم رحيمي الذي أسكنها الشباك بكل ثقة، مؤكدا تفوق منتوج الرجاء على ممثل مدينة “الزهور” الذي فرض نفسه بقوة في “المركاتو” الأخير.
يُشار إلى أن الرجاء يتربع على عرش صدارة “البطولة برو” بدون هزيمة برصيد 13 نقطة، من أربعة انتصارات وتعادل. كما أن حظوظ “النسور” قوية للتأهل إلى نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال، إذ سيستقبل الفريق “الأخضر” ضيفه الإسماعيلي المصري في إياب “المربع الذهبي”، علما أن لقاء الذهاب انتهى لـ”الدراويش” بهدف نظيف.
يُذكر أن “كتيبة” سلامي بلغت نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا في نسخته الماضية بعد سنوات من الغياب، وكلها إنجازات صنعها الرجاء بلمسة كبيرة من منتوج الفريق.