أخفق الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو لاعب برشلونة الإسباني حينها في التعامل مع كرة هوائية تلقفها مباي نيانغ لاعب ميلان الإيطالي من نصف ملعب مباراة إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا 2012-2013، وعندما كان مشجعو الفريق الكاتالوني يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً من هدف يجعل مهمة العبور إلى الدور التالي شبه مستحيلة، اختار نيانغ الذي بالكاد دخل عامه الثامن عشر في تلك المباراة، أن يسدد الكرة تجاه القائم، في لقطة تعبر عن مسيرة موهبة عظيمة ضلت طريقها في الملاعب الأوروبية.

يفتخر ابن منطقة مولين إن إيفيلن الواقعة غرب باريس بأنه أصغر لاعب يمثل فريق كان في تاريخه الممتد إلى أكثر من قرن، وثاني أصغر لاعب يرتدي قميص ميلان الإيطالي العريق، لكنه يؤمن في الوقت ذاته بما قاله عندما كان في منتصف عقده الثاني إبان مقابلة متلفزة مع شاب فرنسي واعد خلال فترته مع الأول بأن “السقوط إلى الهاوية في عالم كرة القدم احتمال أكبر من الصعود إلى القمة” وكذلك كانت مسيرة ابن حمادي نيانغ في ملاعب القارة العجوز، بين صعود وتأرجح، إذ يدفع به ماكيسيمليانو أليغري مدرب ميلان في 2013 أساسياً وهو بعمر 18 عاماً، وفي منتصف العشرينات سيمضي مع أهلي جدة عقد الإعارة السادس في مسيرته الرياضية التي أكملت للتو عامها العاشر.

بداية مباي نيانغ كانت في مدينة مولين، إذ تناقل المهتمون باللعبة الشعبية الكثير من القصص عن فتى من أبوين سنغاليين يداعب كرة القدم بطريقة لا تشبه أقرانه، وكان فريق بويسي للهواة أول من حالفه الحظ بالحصول على المهاجم الفرنسي، قبل أن يلتقطه كشافو كان لينضم إلى فريقهم الرديف.

يقول لوران بلايز واحد من اثنين أقنعا ناينغ بالإنضمام إلى كان وتجاهل إغراء ليل وباريس سان جيرمان في حديث لصحيفة “ليكيب” الشهيرة: كانت هناك أقاويل تتردد حول حقيقة عمر مباي نيانغ الفعلي، إذ يشك البعض بأن الفتى الذي كان طوله 175 سم يبلغ من العمر 13 عاماً، ومع ذلك لم نهتم وواصلنا سعينا الحثيث لإنهاء الصفقة لمصلحة كان قبل الآخرين.

ربما انتابت الشكوك مسؤولي كان في تلك الفترة إثر ما قيل عن اللاعب الصغير، إلا أن تسجيله “هاتريك” في 20 دقيقة لعبها في أول حصة تدريبية مع الفريق صيف 2007 جعلتهم يحسمون الأمر للحفاظ على الشاب الموهوب.

وعقب عامين من انتقاله إلى كان، كان ناديا إيفرتون وأرسنال الإنجليزيين يراقبان تطور اللاعب السنغالي الأصل، قبل أن يقطع أدريانو غالياني نائب رئيس ميلان الإيطالي الطريق ويعود إلى إقليم لومبارديا رفقة مباي وعائلته في تجربة قد تعيد أمجاد فرنسيين مروا في ملعب “سان سييرو” مثل بابان، فييرا، دوسايي، إبراهيما با وغيرهم، لكن الأمور لم تسر كما كان يتخيل المهاجم الذي مثل فئات فرنسا السنية.

بعد 67 مباراة و8 أهداف في مسابقة الدوري خلال عدة مواسم، يرى نيانغ أنه لم “يفشل” تماماً مع ميلان، ولم تكن الضغوطات عليه عالية كونه يتمتع بشخصية قوية بحسب وصفه، ويضيف: لعبت مباريات كبيرة وهامة مع ميلان وسجلت بعض الأهداف، لكن عندما يقل الاهتمام تشعر هنا أن لحظة التغيير قد حانت، يجب تغيير النادي بحثاً عن بداية جديدة، كما أن تغيير المدربين في تلك الفترة لم تكن لتساعدني ولا أي لاعب شاب، وحتى أكون صادقاً مع نفسي، ربما لم يكن مستواي ثابتاً طوال الموسم، وهذا ما سبب خروجي من الفريق، لكني مؤمن بأن ذلك ليس فشلاً بل أنه فرصة أخرى للتعلم أكثر، فأنا ما زلت شاباً وأمامي الكثير من الفرص.

وبعيداً عن ملاعب كرة القدم، تعرض مباي إلى أكثر من حادث سير، ففي عام 2014 حكمت عليه محكمة فرنسية بالحبس عاماً ونصف إثر اصطدامه بشجرة ومن ثم التسبب بإصابة 11 شخصاً، وبعد عامين تعرض إلى حادث سيارة آخر وحينها كان إلى جانب سائقه، تسبب بإصابته في الكاحل والكتف، فيما تضاربت الروايات حول ادعائه للشرطة الإيطالية بأنه زميله باكاي تراوري كونه لا يملك رخصة قيادة حينها، بينما نفى اللاعب تلك المزاعم.

alarabiya.net