يستهل منتخب فرنسا بطل العالم 2018 حملته في كأس أوروبا “يورو 2020” لكرة القدم الثلاثاء بلقاء من “العيار الثقيل” أمام مضيفه الألماني الساعي لإعادة اكتشاف نفسه واستعادة مكانته العالمية في ظل العديد من الأسئلة والشكوك على خلفية نتائجه السيئة في الأعوام الثلاثة الماضية.

ويتوجه مدرب “الديوك” ديدييه ديشان إلى مدينة ميونخ الألمانية لخوض منافسات المجموعة السادسة أو “مجموعة الموت” التي تجمعه أيضاً مع البرتغال حاملة اللقب والمجر، على وقع احتدام الخلاف بين المهاجمين المخضرم أوليفييه جيرو والشاب كيليان مبابي، لكن في لباس المنتخب المرشح للفوز باللقب القاري، فيما يجر “مانشافت” خلفه خيبات الأمل والضغوطات على كاهليه.

وبعد 15 عاماً على دكة المدربين، دقت ساعة الرحيل بالنسبة للمدرب الألماني يواخيم لوف المتخلي عن مهامه رسمياً مع نهاية البطولة القارية، وهو يحاول أن يعيد لاعبيه إلى “عقلية 2014” عندما تضافرت الجهود للفوز بمونديال البرازيل.

وبخلاف منافس الثلاثاء، تريد فرنسا أن تنسى ذكريات المونديال البرازيلي حيث خرجت من الدور ربع النهائي أمام “مانشافت” برأسية من المدافع ماتس هوملز على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو.

وثأرت فرنسا من هذه الخسارة حين سجل مهاجم برشلونة الإسباني أنطوان غريزمان هدفي الفوز للمرة الاولى على ألمانيا في مسابقة عالمية منذ عام 1958، وذلك في نصف نهائي “يورو 2016” التي استضافتها على أرضها في طريقها إلى النهائي قبل أن تخسر أمام البرتغال صفر-1 بعد تمديد الوقت.

وبدا أن غريزمان يعشق الشباك الألمانية، إذ كرر سيناريو 2016 بتسجيله هدفي الفوز على نظيره الألماني 2-1 في آخر لقاء بينهما في باريس في مسابقة دوري الأمم الاوروبية.

ويأمل لوف (61 عاما) في أن ينهي مسيرته مع “مانشافت” على وقع التتويج بلقب قاري رابع وأن يُنسي عشاق الكرة الألمانية خيبات الأعوام الثلاثة الماضية ويعيد تلميع سمعته التي خسرها بعد الفشل الذريع الذي رافق المنتخب في مونديال روسيا 2018 وخروجه من الدور الأوّل.

وبعد ثلاثة أعوام من مأساة روسيا، يأمل المدرب الألماني في أن يكون دفاعه المتزعزع على قدر الآمال للحدّ من النجاعة الهجومية الفرنسية والوفرة في صفوفها حيث بإمكانها الإعتماد، من بين كُثر، على الثلاثي مبابي وغريزمان وكريم بنزيمة العائد إلى “الديوك” بعد غياب دام خمسة أعوام ونصف العام بعدما قرر ديشان إبعاده لأسباب تتعلق بأحداث خارج الملعب.

وأقرّ مدافع تشليسي وزميل جيرو، أنطونيو روديغر أن منتخب بلاده ربما يحتاج إلى أن يكون “قذراً قليلاً” من أجل إيقاف المد الهجومي الفرنسي.

ومن المتوقع أن يخوض لوف المباراة بأسلوب 2-5-3 بهدف الإحاطة بالخطورة الهجومية لفرنسا، في مهمة تبدو صعبة لدفاع هش تلقى 20 هدفاً في مبارياته الـ 13 الاخيرة، ولم يتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه سوى في ثلاث منها.

وتتسلح ألمانيا بسجلها المثقل بالإنجازات، إذ تشير الأرقام إلى أنها تأهلت إلى الدور نصف النهائي في جميع البطولات المهمة منذ مونديال 2006 حتى أوروبا 2016، قبل أن تلامس الحضيض في الأعوام الثلاثة الماضية.

وبعد مأساة مونديال روسيا 2018، تذيل المنتخب الألماني مجموعته في دوري الأمم الأوروبي موسم 2018-2019، وتلقى خسارة تاريخية أمام اسبانيا 6-صفر في نوفمبر الماضي، وصفعة جديدة على أرضه أمام مقدونيا الشمالية المتواضعة بنتيجة 1-2 في مارس 2021 ضمن تصفيات قارة أوروبا المؤهلة إلى مونديال 2022.

واعترف مات هوملز مدافع بوروسيا دورتموند العائد إلى المنتخب مع زميله السابق في بايرن ميونيخ توماس مولر إثر قرار لوف بابعادهما منذ عام 2019، أن الهزائم المتتالية أرهقت “مانشافت”، وقال: تركت ضربات الأعوام الثلاثة الماضية بصماتها علينا.

alarabiya.net