بين فريق يخوض الدور نصف النهائي للمرة الثانية فقط في تاريخه، وآخر توّج باللقب ست مرات ووصل إلى النهائي في ثلاث مناسبات أيضاً، يُعتبر فياريال الإسباني الملقّب بـ”الغواصات الصفراء” نقطة في بحر ليفربول الإنجليزي الذي يستضيفه الأربعاء في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وبعدما أقصى يوفنتوس الإيطالي من ثمن النهائي باكتساحه إياباً في تورينو بثلاثية نظيفة، ثم بايرن ميونيخ الألماني من ربع النهائي بالفوز عليه ذهاباً 1-صفر ثم التعادل معه إياباً على أرضه 1-1، يمني فياريال النفس بمواصلة مشواره التاريخي في المسابقة القارية الأم من خلال إخراج عملاق آخر بحجم ليفربول.
صحيح أن فياريال ليس بالفريق المغمور على الساحة القارية لاسيما بعد تتويجه الموسم الماضي بلقب مسابقة “يوروبا ليغ” بركلات الترجيح على حساب عملاق إنجلترا الآخر مانشستر يونايتد، لكن لا يمكن مقارنته على الإطلاق بخصمه المقبل ليفربول الذي تتجاوز سعة ملعبه “أنفيلد” عدد سكان فيلا-ريال البالغ 50 ألف نسمة.
ففريق “الحمر” يعتبر من عظماء القارة العجوز بألقابه الستة في دوري الأبطال، آخرها عام 2019، إضافة إلى تتويجه بلقب كأس الاتحاد الأوروبي “يوروبا ليغ” ثلاث مرات والكأس السوبر القارية أربع مرات وكأس العالم للأندية مرة واحدة.
وفي وقت تعتبر وصافة موسم 2007-2008 أفضل نتيجة لفياريال في الدوري الإسباني، تربع ليفربول على عرش أكثر الفرق إحرازاً للقب الدوري الإنجليزي الممتاز من 1990 حتى 2011 قبل أن يزيحه عنه مانشستر يونايتد بإحرازه اللقب التاسع عشر في 2011 ثم العشرين في 2013.
فياريال تأهل على حساب بايرن ميونخ
ميزانية
واستناداً إلى تاريخ ومكانة وشعبية الناديين، من الطبيعي أن تكون الفوارق المادية هائلة بينهما.
في ديسمبر الماضي، صادق فياريال على ميزانية قدرها 138.7 مليون يورو للسنة المالية الحالية. الآن وبمجرد وصوله إلى نصف نهائي دوري الأبطال، ضمن فريق “الغواصات الصفراء” حصوله على 57.67 مليون يورو كمكافآت من الاتحاد القاري (يويفا) من دون احتساب عائدات النقل التلفزيوني، أي أكثر من ثلث ميزانيته.
ويضخ الراعي الرئيسي، شركة السيراميك “باميسا”، قرابة 3.7 مليون يورو سنوياً في ميزانية النادي، إلا أن كل ذلك لا يقارن بحسابات النادي الإنجليزي.
لقد بلغت أرباح ليفربول 550.4 مليون يورو هذا الموسم وفقاً لـ”ديلويت”، وهو سابع أعلى إجمالي بين أندية القارة العجوز.
والاختلاف كبير أيضاً في فواتير رواتب الناديين: يبلغ مجموع رواتب فياريال 143 مليون يورو للموسم الحالي، بينما يبلغ مجموع رواتب ليفربول قرابة 314 مليون يورو.
ملعب لا سيراميكا
منشآت
وحتى أن ملعبي الناديين ليسا من العيار ذاته. يبلغ حجم ملعب “أنفيلد” الأسطوري ضعف مساحة ملعب “سيراميكا” (54 ألف مقعد مقابل 23 ألفاً). ويخطط النادي الإنجليزي لتوسيع قدرة الاستيعاب لتصل الى 61 ألف مقعد.
خلال مشاركته الأولى في دوري أبطال أوروبا خلال موسم 2005-2006 حين وصل الى نصف النهائي للمرة الأولى والأخيرة قبل أن ينتهي مشواره على يد فريق إنجليزي آخر هو أرسنال، اضطر النادي الإسباني الى تحديث ملعبه كي يتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي.
ومركز تمارين فياريال بحجم النادي، فيما قرر ليفربول في نوفمبر 2020 مغادرة ميلوود حيث كان يتدرب طيلة 70 عاماً، للانتقال الى مرافق جديدة بالكامل في كيركبي، شمال شرق المدينة، في خطوة كلفته 56 مليون يورو.
من لقاء فياريال ويوفنتوس في دور الـ 16
مستثمرون
في أكتوبر 2010، انتقلت ملكية ليفربول الى مجموعة المستثمرين الأميركيين “فينواي” (كانت تسمى حينها نيو إنغلند سبورتس فنتشور)، مقابل 340 مليون يورو حين كان الفريق يمر بفترة صعبة جداً إن كان على صعيد النتائج (الثامن عشر في الدوري الممتاز في تلك الفترة) أو اقتصادياً.
ونجد بين المستثمرين الرئيسيين جون هنري، مالك فريق بوسطن ريد سوكس الأميركي للبيسبول، أو الرئيس الحالي توم فيرنر. وبعدها بأعوام، اشترى نجم دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين ليبرون جيمس أسهماً في النادي أيضاً.
من ناحية فياريال، لا نجوم ولا مالكين من المشاهير. النادي الإسباني مملوك منذ 24 عاماً من قبل عائلة رويغ الفاحشة الثراء والمالكة لسلسلة سوبر ماركت “ميركادونا” ومصانع “باميسا” للسيراميك.
في 15 مايو 1997، وافق فرناندو رويغ ألفونسو خلال اجتماع في حانة على شراء فياريال الذي كان حينها في دوري الدرجة الثانية، مقابل 432 ألف يورو (72 مليون بيزيتا في ذلك الوقت)، وسعى جاهداً لقيادته كي يكون بين الكبار في إسبانيا وأوروبا بفضل مشروع طموح أعطى ثماره بعد ربع قرن.
وفي أكتوبر 2021، قدرت “فوربس” ثروته بـ1.9 مليار دولار.
مشروع
رغم اضطراره للعيش في ظل العملاقين ريال مدريد وبرشلونة، لأسباب جغرافية، اقتصادية وتاريخية، دخل فياريال بُعداً جديداً عام 2020 مع وصول المدرب أوناي إيمري الذي صعد بالنادي الى القمة القارية بقيادته الى لقبه الأول على الإطلاق.
أوناي إيمري
بالنسبة لليفربول، كان وصول المدرب الألماني يورغن كلوب عام 2015 مرحلة مفصلية أيضاً في تاريخ النادي بعدما منحه لقبه الأول في الدوري منذ عام 1990، لكن بالنسبة لنادي “الحمر” فإن الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا ليس حلماً، بل أنه الهدف على الدوام.