أبصر أندرسون سوزا كونسيشاو المعروف بـ”تاليسكا” لاعب النصر السعودي الجديد النور بالقرب من شارع “تيرا دي خليل” وسط مدينة فييرا دي سانتانا الواقعة وسط ولاية باهيا البرازيلية، والمعروفة بأنها كانت محطة لاستقبال المهاجرين ومنهم العرب، وهو ما يشير إليه اسم الشارع الشهير اليوم وسط المدينة.

ولد تاليسكا قبل أن تحتفل البرازيل بلقبها العالمي الرابع عام 1994، في مدينة هادئة تحتوي على 700 ألف نسمة، لا مشاكل حقيقية تذكر في حينها عدا أن نسبة الذين يعيشون في فقر مدقع تصل إلى 15%، لكن بعد ذلك التاريخ بعشرة أعوام زادت معدلات الجريمة بشكل متسارع، إذ باتت عمليات تهريب وبيع المخدرات وحالات القتل جرائم تثير قلق الحكومة المحلية التي سارعت إلى محاولة إزالة العشوائيات وتحويلها إلى مناطق سكنية تحتوي على بنايات ومدارس ومرافق عامة.

لا ينفك تاليسكا “الثائر” عن الحديث حول ارتباطه الوثيق بولاية باهيا، إذ يؤكد اللاعب البرازيلي الذي يعتبر أغلى صفقة انتقال في تاريخ نادي باهيا البرازيلي بأنه سيعود إلى هذا الفريق يوماً ما، إذ لا تفارق ذاكرته طفولته الصعبة التي عاشها إلى جانب والده أوغوستو كارلوس ووالدته إيفون دا سيلفا، قبل أن تفتح له كرة القدم أبواب الثراء، وفرصة نقل العائلة إلى مستوى أعلى.

تألق تاليسكا في موسمه الأول مع باهيا جذب له أنظار العديد من أندية أوروبا، إذ وقع نظر جورجي جيسوس مدرب بنفيكا والهلال سابقاً على اللاعب الملقب بـ”ريفالدو الصغير” ليجلبه إلى ملعب النور في العاصمة البرتغالية لشبونة عام 2014.

يقول أندرسون عن تشبيهه بريفالدو: هو قدوتي منذ كنت صغيراً، ربما تشابهنا بالبنية الجسدية وطريقة اللعب جعلت البعض يطلق علي ذلك اللقب.

وعرف تاليسكا النجاح مع بنفيكا لمدة موسم واحد وهو الموسم الوحيد الذي أمضاه مع جورجي جيسوس قبل انتقال الأخير إلى تدريب سبورتينغ لشبونة، قبل أن تبدأ الخلافات مع النادي الأحمر بالتأثير على تجربته البرتغالية، إذ لم يعد تاليسكا ذات اللاعب الذي أمضى موسم 2014-2015 مع بنفيكا، ودخل في عدة مشاكل خارج الملعب، منها قيادة السيارة في لشبونة دون رخصة، ولعب مباريات كرة الصالات دون إذن من النادي، ما دعا إدارة بنفيكا حينها إلى إعلانها الرغبة بالتخلص منه مقابل 15 مليون يورو، لكن النادي الوحيد الذي تقدم لطلب خدمات أندرسون هو وولفرهامبتون الإنجليزي، لكن الصفقة لم تتم بسبب عدم حصوله على تصريح العمل الذي يخوله للعب في المسابقات الإنجليزية، وهو ما جعل بنفيكا يوافق على إعارته إلى بيشكتاش التركي.

وعن موسميه في بنفيكا تحت قيادة جيسوس وروي فيتوريا، مدرب النصر السابق، قال تاليسكا: استمتعت كثيراً في فترتي مع جيسوس، سجلت العديد من الأهداف، لكن مع المدرب الآخر لم أستطع فعل الكثير، لا أقول إن هناك مشكلة مع روي فيتوريا، لكن هناك أوقات يشعر فيها اللاعب بانعدام الثقة وهو ما يؤثر على مستواه.

وفي موسمه الأول مع بيشكتاش التركي، جمعه القدر بفريق بنفيكا في دوري أبطال أوروبا نسخة موسم 2016-2017، وسجل هدف التعادل في الدقيقة 94 على “ملعب النور” التابع لفريقه السابق، ليقوم بالاحتفال رداً على صافرات الاستهجان من جماهير النادي، إذ يقول اللاعب البرازيلي في حوار صحافي مطلع العام الجاري: الهدف الذي أحرزته في شباك بنفيكا صنع علاقتي مع جماهير بيشكتاش، لقد كان هدفاً هاماً للنادي ولي شخصياً، إذ اعتبره انطلاقتي الفعلية مع النادي التركي.

وكانت احتفالية تاليسكا مصدر استغراب الكثيرين، لكن اللاعب البرازيلي كشف ما حدث خلال تجربته مع النادي البرتغالي، إذ قال: لقد قللوا من احترامي وسددوا جميع المرتبات ما عدا راتبي، كانت بنتي رضيعة لم تتجاوز 6 أيام، وكنت بحاجة إلى المال واضطررت إلى أن أطلب النقود من بعض الأصدقاء لأن إدارة النادي لم تدفع لي نقودي قبل الرحيل إلى بيشكتاش، لم أكن أرغب بترك البرتغال لكن هذا ما حدث.

وبعد موسم واحد مع بيشكتاش التركي، أطلق عليه الجمهور لقب “القاتل المأجور” نسبة إلى أهدافه الحاسمة وركلاته الحرة “السامة”. وبعد موسمين ارتفع مبلغ فسخ التعاقد إلى 23 مليون يورو لتكون مرحلة إعادة ولادة أندرسون تاليسكا، وانتقل بعدها إلى غوانزو إيفرغراند الصيني بالإعارة أولاً قبل شراء العقد.

وبعيداً عن كرة القدم، يعرف أندرسون بعشقه للموسيقى، إذ ظهر في أغنية “هيب هوب” برازيلية مصورة مطلع العام الجاري مع فرقة “سبارك” في فيديو بلغت عدد مشاهداته 80 ألفاً.

alarabiya.net