قال الدولي المغربي يوسف العربي، مهاجم أولمبياكوس اليوناني لكرة القدم، إن عقده الحالي تم تمديده تلقائيا لموسم إضافي مع ناديه الحالي، مشيرا، في الوقت ذاته، إلى أنه من الجيد أن ينهي مسيرته الاحترافية مع ناديه السابق كاين الفرنسي. كما تطرق إلى تجاربه السابقة بالخليج العربي والأسباب وراء رحيله المفاجئ، رغم تألقه في الملاعب الأوروبية.

وقال مهاجم الأسود، أثناء حديثه لـ”so foot” الفرنسي، عن تسجيله للهدف الـ14 في مسابقة الدوري اليوناني هذا الموسم وتزعمه صدارة الهدافين، وهل هي بداية مثالية له لهذا العام: “يمكنك أن تقول ذلك، وصحيح أنني سعيد، لأن عقدي تم تمديده تلقائيا لمدة عام في نهاية السنة، وما زلنا في المركز الأول في البطولة، وأنا أيضا في صدارة ترتيب الهدافين. كان علينا أن نكون حاضرين هذا العام؛ والآن، كل شيء يبتسم لي”.

وعن علاقته بالنجم ماثيو فالبوينا بعد وصولهما إلى نادي أولمبياكوس اليوناني في صيف 2019 قال العربي: “نحن قريبون من بعضنا البعض بالتداريب وخارج الملعب، وأنا سعيد باللعب معه، لأنه شخص يعرف كرة القدم تمامًا. كلنا نضع مسيرته في الاعتبار، ولاسيما المواسم التي لعب فيها في مرسيليا. ليس من أجل لا شيء أنه أفضل ممرر في البطولة. وجود لاعب خط وسط مثله هو متعة للمهاجم، لأنه يضع الكثير من التمريرات الحاسمة أمامك”.

وبخصوص اللقطة التي أثارت الجدل بعدما ظهر مرتديا قفازين يحملان شعار باريس سان جيرمان، وهل يشجع نادي البارسا، أردف قائلا: “(يضحك) يحب الناس الحديث كثيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تطرق إلى الموضوع أنصار مارسيليا كثيرا، لقد تم إخباري كثيرا عن هذا، لهذا لن أتحدث عن الموضوع”.

وعن اللغة التي يتحدث بها رغم وجوده في اليونان، وهل يتواصل مع بعض زملائه بالفرنسية، تابع قائلا: “نعم، من الجيد دائمًا أن تكون بين الفرنسيين، بالإضافة إلى ذلك، وصل السنغاليان، باب أبو سيسي وأوسينوبا، ويان مفيلا خلال الموسم، ثم إننا محظوظون لوجود كريستيان كاريمبو كمدير رياضي. من الواضح أنها ميزة إضافية للمناقشة والاندماج السريع في الفريق”.

كما تطرق مهاجم الأسود إلى طريقة استقباله بعد قدومه إلى بيرايوس مبرزا: “لقد استقبلت جيدا، حتى لو كان علي في البداية أن أثبت نفسي، وأن أضاعف جهودي، وأن أكسب مكاني، لأنني وصلت من الباب الخلفي بعد ثلاث سنوات في قطر، اعتقد الجميع أنهم دفنوني. لكن العمل في الظل دائما يؤتي ثماره، وهذا ما يجعلني قويا. اليوم، أنا راسخ في اليونان، كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة لي هنا، المؤيدون يحبونني حتى الموت. كل هذا يجعلني أتمكن من اللعب بشكل جيد، وأشعر أنني بحالة جيدة في هذا الفريق”.

وكشف البالغ من العمر 33 عن سبب رحيله إلى الدوري السعودي، رغم حصوله على المركز الثالث في صدارة الهدافين في دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم مع كاين في 2011، وهل كان دافعه الحصول على المزيد من الأموال، قائلا: “نعم، ولكن بعد الموسم الجيد الذي قضيته في كاين، كنت أتوق للتوقيع مع نادٍ كبير. كانت هناك مناقشات خاصة مع مرسيليا، والتي كانت لها مصلحة كبيرة بالنسبة لي، ولكن كانت هناك مشكلة مع وفاة الرئيس دريفوس، لذلك لم يحدث ذلك. كان هناك أيضا جنوة، حيث ذهبت لزيارة مرافق النادي ولم يعجبن ذلك، وقلت لنفسي إن هذا ليس المكان الذي يمكنني أن أشعر فيه بالراحة”.

وتابع: “عندما عدت، وأثناء انتظار العروض، تولى الأمر مع كاين، الذي كان جشعا بعض الشيء في ذلك الوقت. كنت أفضل لاعبيهم، واعتقدوا أنهم سيحققون قيمة مضافة كبيرة معي. لكن بشكل ملموس، لم تكن لدي أي عروض حقيقية، وأخيرا، تلقيت عرضا من المملكة العربية السعودية، والتي رفضتها في البداية، لأن أولويتي كانت البقاء في فرنسا، وعدم المغادرة خارج أوروبا، بعد فترة قصيرة، عاد نادي الهلال بعرض ثان. فكرت في الأمر جيدا وكان عرضا لا يقاوم”.

وتطرق اللاعب إلى حياته الجديدة في السعودية، وكيف تمكن من إدارة أموره لاسيما المادية منها، قائلا: “أعترف أن الأمر لم يكن سهلا، لكن الحمد لله، أنا محاط بأشخاص جيدين ولدي أصدقاء وعائلة متفهمة جدا. كان علينا أن نتخذ قراراتنا بسرعة، خاصة وأن الثقافة كانت مختلفة تماما عن ثقافة فرنسا. لكني أعتقد أنني كنت ناضجا وعرفت إلى أين سأذهب، ثم حقيقة أن فرنسا دولة مسلمة، وكمسلم فقد ساعدني كثيرا”.

واعترف العربي أنه لم يندم أبدا على خوض تجربة احترافية بدوري محمد بن سلمان، موردا: “صراحة لم أندم على ذلك، لأنني أمضيت هناك سنة واحدة فقط. مرت الأشهر الستة الأولى بشكل جيد، ولكن بعد ذلك كان هناك تغيير للمدرب، ونعرف الأندية في المملكة العربية السعودية: إنهم يحبون التغيير حقا. بعد عام سجلت فيه بعض الأهداف، أتيحت لي الفرصة للعودة إلى إسبانيا، إلى غرناطة، في أفضل دوري في العالم. لقد أصبحت هدافا في تاريخ النادي، وقد أسعدني كثيرا ترك بصمتي هناك في هذا النادي”.

وعن رحيله صوب الخليج العربي رغم تألقه اللافت مع غرناطة، ولماذا اختار قطر بالذات، أوضح قائلا: “إنها نسخة طبق الأصل لما حدث في كاين. كان لا يزال في عقدي سنة مع غرناطة، كنت قد سجلت 15 هدفا في الدوري الإسباني وعقدي من أربع سنوات وكنت أنتظر شيئا مختلفا، وكنت أتوقع عروضا حقيقية، لكنها لم تأت. إلا الدحيل الذي تقدم. كنت أتوقع أن أتلقى شيئا آخر، لأنني كنت أعرف أن لدي القدرة على التطور في ناد يلعب بالفعل في المراكز المتقدمة، لكن لم يحصل ذلك، عاد العرض القطري للمرة الثانية ثم اتصل بي المدرب في ذلك الوقت، جمال بلماضي، شخصيا لتقديم المشروع إلي وأقنعني. انتهى بي الأمر بثلاثة مواسم رائعة هناك، وتعلمت الكثير إلى جانب بلماضي”.

واعترف العربي أنه لم يندم أبدا على خوض تجربة احترافية بدوري محمد بن سلمان مردفا: “بصراحة لم أندم على ذلك، لأنني أمضيت هناك سنة واحدة فقط. مرت الأشهر الستة الأولى بشكل جيد، ولكن بعد ذلك كان هناك تغيير للمدرب، ونعرف الأندية في المملكة العربية السعودية: إنهم يحبون التغيير حقا. بعد عام سجلت فيه بعض الأهداف، أتيحت لي الفرصة للعودة إلى إسبانيا، إلى غرناطة، في أفضل دوري في العالم. لقد أصبحت هدافا في تاريخ النادي، وقد أسعدني كثيرا ترك بصمتي هناك”.

كما تطرق اللاعب إلى مستقبله بعد نهاية تجربته مع أولمبياكوس وهل تراوده فكرة العودة إلى نادي هيروفيل لكرة الصالات في ضواحي كاين بعدما بات رئيسا فخريا له، قائلا: “بالطبع هذا هدف، آمل أن أظل في كرة القدم بعد مسيرتي، أنا قريب جدا من النادي، حيث ترعرعت مع أفضل أصدقائي. نحن سعداء لأنه مشروع طويل الأمد، واليوم لدينا بداية مثالية للموسم في عامنا الأول، أنا أدعم هذا النادي ويسعدني ذلك. إنه جيد لنا وللمدينة أيضا”.

وحول تعلقه بنادي كاين وهل لا يزال مهتما بالنادي، أوضح قائلا: “من الواضح، لأنني بصفتي أحد أبناء كاين، حيث وقعت أول عقد احترافي ولعبت أمام عائلتي لأول مرة، فلن أنسى ذلك أبدا. لطالما كنت في ميلهيرب، لكن في الوقت الحالي، ما يحدث ليس رائعا، لدي انطباع بأن رحيل الرئيس فورتين قد أضر كثيرا بالنادي. آمل أن يتعافوا، لأنه من المحبط للغاية أن تصل مدينة وناد مثل هذا إلى هذه النقطة. مع كل اللاعبين الرائعين الذين قاموا ببيعهم وجميع اللاعبين العظماء الذين ذهبوا إلى هناك، يجب أن يتطور النادي بوضوح في الدوري الفرنسي الأول، عندما كنت مشجعا أو جامعا للكرة، رأينا فرقا كبيرة، لكن الآن، مع كل ما حدث، أصبح الأمر أكثر صعوبة”.

وخلال احتفالات نهاية العام، قام اللاعب بزيارة قسم الطب النفسي للأطفال في “CHU de Caen”، ولمعرفة هل قدم تبرعا وضح قائلا: “نعم، هذا شيء تسرب للإعلام، لكنها ليست المرة الأولى، كما نقول في المنزل نقوم بالكثير من الأشياء، لكننا لا نحب أن نعرضها للإعلام، عندما أستطيع تحمل تكاليفها، أساعد الجمعيات، لأنني لا أنسى من أين أتيت، وأعلم أنه ليس من السهل على بعض الناس خاصة في الوقت الحالي. وكلما استطعت أزور المحتاجين”.

وعن ردة فعله من تتبع وسائل الإعلام لمبادرته وهل يمانع ذلك، قال العربي: “لا أمانع أن يعرف الناس ذلك، لكنك تعلم، عندما تفعل أشياء لبعض الناس، يتصل بك البعض الآخر ويسألك: لماذا هم وليس نحن؟، بينما لا يمكننا مساعدة الجميع. من الجيد دائما أن تكون لديك رسائل تشجيع وتهنئة، لكن الأمر لا يتعلق فقط بالعطاء، بل بالاقتراب من أشخاص معينين، هذه هي الطريقة التي تعلمت بها. اهتم حقا بمساعدة جارك”.

وأنهى يوسف العربي حديثه بالإشارة إلى أنه لا يدري إن كان سيعود إلى “كالفادوس” للعيش، هناك على الرغم من أنه لا يزال لديه أخ ووالداه وشقيقه الأصغر يعيشون هناك، موضحا أن إنهاء مسيرته المهنية في “D’Ornano” سيكون أمرا رائعا.

hespress.com