مع استمرار التنسيق المغربي الإسباني البرتغالي لتنظيم نسخة غير عادية من مونديال 2030، تثار تساؤلات حول كيفية تنقل المشجعين المغاربة لمشاهدة المباريات في هذين البلدين الأوروبيين اللذين يدخلان ضمن نظام تأشيرات “شنغن”.

بطاقة المشجع في نسختي روسيا وقطر

وفي نسختي روسيا وقطر، تم اعتماد بطاقة المشجع، ( FAN ID/ بطاقة هيا)، التي تسمح وفق شروط، أولها امتلاك تذكرة المباراة، بالدخول إلى هذه البلدين دون تأشيرات لفترة وجيزة تنحصر في مدة البطولة، مع امتيازات التنقل المجاني عبر المواصلات العامة.

وكان مونديال 2018 أول تجربة لبطاقة المشجع، التي جعلتها السلطات الروسية إلزامية للمشجعين الأجانب مع ضرورة التسجيل القبلي في أحد المواقع الإلكترونية، ووزعت على إثرها مليوني بطاقة. وقالت الحكومة الروسية، وقتها، إن “الهدف هو الأمن، ومحاربة السوق السوداء”.

وسارت السلطات القطرية على منوال التجربة الروسية، بإصدار بطاقة “هيا”، التي جعلتها أيضا “إلزامية”، مع إجراءات مراقبة “مشددة” لضبط الزوار حتى فترة نهاية صلاحية البطاقة مع انتهاء البطولة.

ويطرح هذا الأمر في مونديال 2030 المرتقب تحديات الهجرة السرية، حيث تعتبر إسبانيا وجهة أولية للمهاجرين الذين يتخذون من الأراضي المغربية منطلقا نحو الفردوس الأوروبي؛ في وقت يؤكد فيه خبراء رياضيون وفي مجال الهجرة أن “إسبانيا والبرتغال ستكونان ملزمتين بتطبيق نظام بطاقة المشجع، أو إقرار تسهيلات كبيرة للحصول على التأشيرات”.

وفي مونديال 2026 المرتقب، حيث أمريكا والمكسيك يواجهان ملفا حارقا حول الهجرة، ويتم طرحه حاليا في الحملات الانتخابية، وهما معا إلى جانب كندا يستضيفون هذه النسخة، لم تظهر بعد جهود وضع بطاقة المشجع، أو حتى تفاصيل للحصول على التأشيرات.

وقال هشام رمرم، مختص في الشأن الرياضي، إن “البرتغال وإسبانيا، ومن خلال قوانين الفيفا التي تشدد على ضرورة تسهيل ولوج المشجعين لمباريات البطولات، ستكونان مجبرتين على وضع تسهيلات في الحصول على التأشيرات بالنسبة للمغاربة، أو وضع نظام بطاقة المشجع”.

وأضاف المتحدث عينه، في تصريح لهسبريس، أن “الدول التي تستضيف المونديال بشكل مشترك أو فردي تلتزم بدفتر تحملات تشترطه الفيفا، ويشمل كل النقاط، حتى التأشيرات وتسهيل الدخول”.

تحديات الهجرة السرية

وأورد رمرم أن التأشيرات يجب ألا تحمل أي تحفظ من قبل السلطات المنظمة، ومونديال 2030 يتوقع أن “يعرف تعاملا خاصا مع تنقل المهاجرين، بما يسمح لهم بالتنقل بسلاسة”.

وشدد المختص في الشأن الرياضي على أن “مونديال 2030 لا يعرف النظام الذي سيتم اعتماده، ومشكل الهجرة هو متوقع”، مستدركا: “الرقابة الأمنية ستكون مشددة وستمنع أية محاولات، كما حدث في نسختي روسيا وقطر”.

من جهته أكد حسن بنطالب، باحث مختص في مجال الهجرة واللجوء، أن “موضوع الهجرة السرية كان دائما مطروحا في جميع نسخ المونديال، وفي تجربتي روسيا وقطر تم تأكيد تجاوز هذا الأمر”.

وأضاف بنطالب أن “البرتغال وإسبانيا ستكونان ملزمتين بتسهيل ولوج المشجعين ليس فقط المغاربة، وبالإضافة إلى التنسيق القوي بين المغرب وإسبانيا أمنيا، سيكون هذا الأمر سلسا”.

وأورد المتحدث عينه أن “التحضيرات لمونديال 2030 من البديهي أن تطرح البلدان الثلاثة هذا الأمر، وستصل إلى حلول مرضية للجميع بما يمتثل لشروط الفيفا فيما يخص تنقل المشجعين”، لافتا بذلك إلى أن “تذاكر المباريات، كما هو معروف، لن تكون في متناول الجميع وشروط التنقل ستفرض غياب نية الهجرة”.

وسيكون موضوع حرية التنقل في مونديال 2030 مطروحا، وفق تقرير لصحيفة “دوتشي فيله” في نسختها العربية سنة 2018، بيد الاتحاد الأوروبي؛ وليس فقط البرتغال وإسبانيا والمغرب.

جدير بالتذكير أن مجلس الاتحاد الأوروبي تبنى، مؤخرا، قانونا جديدا للهجرة سيدخل حيز التنفيذ سنة 2026، ويضم بنودا مشددة؛ أهمها “إمكانية ترحيل المهاجرين وطالبي اللجوء إلى دول ثالثة بعيدا عن أوروبا”.

The post تحديات "الحْريك" تخيم على تنقل المغاربة إلى إسبانيا والبرتغال خلال المونديال appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

hespress.com