جاء الإعلان عن تدشين بطولة دوري السوبر الأوروبي، التي طالما أثارت المخاوف في القارة العجوز، ليزيد احتمالية وقوع تغييرات غير متوقعة في كرة القدم بما أن الأندية الـ12 المؤسسة للبطولة باتت مهددة بالاستبعاد من البطولات الأخرى نتيجة لتصرفها أحادي الجانب.

الستة الكبار في إنجلترا (ليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وأرسنال وتوتنهام وتشيلسي)، وعمالقة إسبانيا (ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد)، بالإضافة إلى الثلاثي الكبار في إيطاليا (يوفنتوس وميلان وإنتر ميلان) فجروا مفاجأة أمام العالم بالإعلان عن تدشين البطولة المنفصلة.

وأعلنت أغلب الأندية المؤسسة، الأحد، عن تدشين بطولة دوري السوبر الأوروبي بمشاركة 15 ناديا مؤسسا، حيث ستنضم ثلاثة أندية أخرى إلى الأندية الـ12 الأساسية بجانب أندية أخرى ستشارك كضيوف؛ لكن لم يتم تأكيد هويتها بعد.

وتقام منافسات البطولة في منتصف الأسبوع بعيدا عن الارتباطات المحلية للأندية المشاركة، وتضمن البطولة حصول الأندية المؤسسة على ثلاثة مليارات و500 مليون يورو توزع فيما بينها فقط، لدعم استثمارات البنية الأساسية لها بجانب مواجهة آثار جائحة “كورونا”.

لكن في أعقاب الإعلان الذي جاء بعد تكهنات واسعة لوسائل الإعلام، أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بيانا وقعت عليه اتحادات إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا لكرة القدم وروابط الأندية في الدول الثلاث، مع تحذيرات بإمكانية استبعاد اللاعبين والأندية المشاركة في دوري السوبر الأوروبي من المشاركة في البطولات الأخرى.

وفي الوقت الذي من المتوقع فيه أن يستمر الجدل لبعض الوقت بشأن قانونية مثل هذه المعايير غير الواضحة في الوقت الراهن، تتزايد احتمالية إقامة الدوري الإنجليزي الممتاز دون الستة الكبار والدوري الإسباني دون أقطابه الثلاثة وكذلك استبعاد الأقطاب الثلاثة للدوري الإيطالي.

ومع وضع هذا الأمر في الحسبان، فإن الدوريات الثلاثة الكبرى في أوروبا ستشهد تغييرات جذرية حال استبعاد الأندية المشاركة في دوري السوبر

الدوري الإنجليزي الممتاز

من كان يتوقع، في 2013، عندما تولى ديفيد مويس تدريب مانشستر يونايتد خلفا لسير أليكس فيرجسون، أن أول ألقابه في الدوري الإنجليزي الممتاز سيأتي من بوابة ويستهام يونايتد؟.

إذا تم استبعاد الأندية الستة وحذف نتائجهم فإن ويستهام سيكون هو المتصدر وبفارق كبير عن المنافسين.

سيكون رصيد ويستهام في تلك الحالة 49 نقطة من 21 مباراة، باعتباره خسر مرتين فقط.

استبعاد الأندية المشاركة في دوري السوبر الأوروبي سيأتي بنتائج عكسية لليستر سيتي، بما أنه خسر ثلاث مرات فقط أمام الأندية الستة الكبرى في موسم 2020 /2021 في الوقت الذي تعرض فيه ويستهام لسبع هزائم أمامهم.

لكن ليستر سيتي سيكون أمامه فرصة للعودة إلى دوري أبطال أوروبا، مع أفضلية لليدز يونايتد وإيفرتون في الانضمام إليه في البطولة القارية، بالنظر إلى أفضلية سجل الفريقين مقارنة باستون فيلا.

الدوري الإسباني

ريال بيتيس قام بحذف أندية ريال مدريد وأتلتيكو وبرشلونة من جدول ترتيب الدوري الإسباني الموضوع على موقعه الإلكتروني؛ لكن الجدول المعدل شهد تواجد أشبيلية على القمة.

لا يمكن استبعاد إشبيلية من الصراع على اللقب، بما أنه يتأخر بست نقاط فقط عن أتلتيكو المتصدر وما زالت لديه مواجهة أمام ريال مدريد.

وباستبعاد الثلاثة الكبار، ستكون لإشبيلية 60 نقطة من 26 مباراة، وسيكون حينها متفوقا بفارق 13 نقطة على فياريال.

وهذا الأمر يظهر السجل السلبي لإشبيلية في مواجهة الثلاثة الكبار (الريال وبرشلونة وأتلتيكو)، حيث حصد أربع نقاط فقط من مواجهاته معهم هذا الموسم.

وبموجب الجدول المنقح، سيكون بيتيس في المركز الثالث وريال سوسيداد في المركز الرابع.

الدوري الإيطالي

هيمنة يوفنتوس على الدوري الإيطالي يبدو أنها ستنتهي بصرف النظر عن أي تدخل من جانب يويفا أو رابطة الدوري الإسباني، فالفريق الفائز بلقب الدوري المحلي في المواسم التسعة الأخيرة تراجعت نتائجه هذا الموسم تحت قيادة مدربه أندريا بيرلو. وبالتالي، فإن تأسيس بطولة منغلقة على نفسها بهدف تحسين المنافسة خطوة منطقية ليوفنتوس.

وفي الوقت الذي سيتربع فيه أتالانتا على القمة حال استبعاد يوفنتوس وإنتر وميلان فإن لاتسيو أيضا ستكون لديه فرصة كبيرة في الفوز باللقب. وخاض لاتسيو مباراة أقل من أتالانتا؛ لكنه سيحل خلفه بفارق الأهداف.

وسيبقى نابولي وروما في الصراع على اللقب، حال استبعاد الثلاثة الكبار.

hespress.com