تدخل بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم مرحلة جديدة من المنافسات، حيث تنطلق يوم الجمعة جولة الذهاب بدور الثمانية في المسابقة القارية.
وتشارك 6 فرق عربية في الأدوار الإقصائية لدوري الأبطال، عقب اجتيازها مرحلة المجموعات، التي شهدت مفاجأة مدوية، بخروج الزمالك المصري، الذي يمتلك 5 ألقاب في البطولة، من المسابقة مبكرا للنسخة الثانية على التوالي، بعدما ودع المنافسات من الدور ذاته أيضا في الموسم الماضي.
كما يغيب عن مرحلة خروج المغلوب في البطولة أيضا فريق النجم الساحلي التونسي، الذي توج باللقب عام 2007.
ويشهد دور الثمانية 3 مواجهات عربية خالصة، يأتي في مقدمتها الأهلي المصري مع الرجاء البيضاوي المغربي، كما يلعب وفاق سطيف الجزائري مع الترجي التونسي، وشباب بلوزداد الجزائري مع الوداد البيضاوي المغربي.
ويرى الكثير من المتابعين أن مباراة الأهلي والرجاء بمثابة نهائي مبكر للبطولة، لاسيما وأنها بين الفريقين اللذين توجا بلقبي دوري الأبطال والكونفدرالية الأفريقية في الموسم الماضي.
وتعد هذه هي المواجهة الثانية بين الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بدوري الأبطال برصيد 10 ألقاب، والرجاء، الذي فاز باللقب 3 مرات، في غضون 5 أشهر، بعدما سبق أن التقيا في 22 ديسمبر الماضي في مباراة السوبر الأفريقي بالعاصمة القطرية الدوحة، وانتهت بفوز الفريق المصري بركلات الترجيح، عقب تعادلهما 1 – 1 في الوقت الأصلي.
وستكون مواجهة الفريقين يوم السبت في القاهرة، هي الأولى بين الفريقين بدوري الأبطال بعد غياب 17 عاما تقريبا، حيث يرجع آخر لقاء بينهما في البطولة إلى أغسطس 2005 في دور المجموعات.
وخلال 6 لقاءات بين الفريقين بدوري أبطال أفريقيا، حقق الرجاء انتصارين، مقابل فوز وحيد للأهلي، بينما فرض التعادل نفسه على 3 لقاءات.
وصعد الرجاء لمرحلة خروج المغلوب بعد تصدره ترتيب المجموعة الثانية، التي ضمت وفاق سطيف وأمازولو الجنوب أفريقي وحوريا كوناكري الغيني، برصيد 15 نقطة، وذلك عقب تحقيقه 5 انتصارات وتلقيه خسارة وحيدة.
في المقابل، تأهل الأهلي، الذي فاز باللقب في الموسمين الماضيين، لدور الثمانية، بعد حلوله ثانيا في المجموعة الأولى، التي ضمت ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، والهلال والمريخ السودانيين، حيث حصد 10 نقاط، عقب تحقيقه 3 انتصارات وتعادلا وحيدا وتلقيه خسارتين.
وبينما يسعى الأهلي لتحقيق نتيجة إيجابية تسهل موقفه في مباراة العودة، التي ستقام بملعب محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء المغربية، فإن الرجاء يأمل في تكرار إنجازه الذي حققه قبل ما يقرب من 23 عاما، عندما تغلب 1 – صفر على الفريق الأحمر في عقر داره بمرحلة المجموعات لنسخة البطولة عام 1999، ليصبح أول ناد في التاريخ يتغلب على الأهلي في القاهرة بإحدى المسابقات القارية.
ويسعى وفاق سطيف والترجي للاقتراب خطوة من الدور قبل النهائي في البطولة، عندما يلتقيان يوم الجمعة في مباراة الذهاب بالجزائر، في مواجهة لا تخلو من الإثارة بين كلا الفريقين اللذين سبق لهما ارتقاء منصة التتويج في البطولة.
وبينما فاز الترجي بالمسابقة 4 مرات، كان آخرها عام 2019، فإن وفاق سطيف سبق له الحصول على كأس البطولة عامي 1988 و2014، كما أنه آخر فريق جزائري نال اللقب حتى الآن.
وبلغ الترجي دور الثمانية، بعدما تصدر ترتيب المجموعة الثالثة، التي ضمت شباب بلوزداد والنجم الساحلي وجوانينغ غالاكسي البوتسواني، برصيد 14 نقطة، عقب تحقيقه 4 انتصارات وتعادلين، دون أن يتلقى أي خسارة.
أما سطيف، فصعد إلى الأدوار الإقصائية، بعدما جاء في المركز الثاني بالمجموعة الثانية، برصيد 9 نقاط، إثر تحقيقه 3 انتصارات، بينما تلقى 3 هزائم، علما بأنه صاحب أكبر عدد من الهزائم من بين الفرق الثمانية المتأهلة إلى هذا الدور.
والتقى الفريقان في العديد من البطولات، من بينها دوري أبطال العرب وكأس شمال أفريقيا للأندية البطلة، لكن هذه ستكون المواجهة الثالثة بين الترجي والوفاق في دوري أبطال أفريقيا، بعدما سبق أن لعبا معا في دور المجموعات بالبطولة لنسختي 2010 و2014.
ولعب الفريقان 4 مباريات خلال المواجهتين السابقتين، حيث اكتفى كل فريق بتحقيق فوز وحيد، بينما تعادلا في لقائين، وهو ما يعكس الندية والتكافؤ، اللذين دائما ما تتسم بها مباريات الناديين التونسي والجزائري.
ويقضي الترجي موسما ناجحا حتى الآن على الصعيدين الأفريقي والمحلي، حيث صعد لمرحلة التتويج ببطولة الدوري التونسي هذا الموسم، كما يرغب في مواصلة نتائجه القارية الجيدة.
من جانبه، يمر وفاق سطيف بموسم غير جيد بالدوري الجزائري، حيث يبتعد عن صراع المنافسة على اللقب في الموسم الحالي، في ظل احتلاله المركز الثامن الآن بفارق 15 نقطة عن الصدارة، ويتطلع حاليا لمصالحة جماهيره المحبطة من خلال تقدمه للأدوار النهائية في دوري الأبطال.
ويخوض شباب بلوزداد والوداد البيضاوي صراعا آخر في البطولة، عندما يلتقيان بعد غد على ملعب 5 يوليو بالعاصمة الجزائرية، في مواجهة هي الأولى بينهما بدوري الأبطال.
ولن تقل تلك المواجهة ضراوة عن اللقائين الآخرين، لاسيما وأنهما يتصدران بطولة الدوري في بلديهما خلال الموسم الحالي، حيث يحلق بلوزداد في الصدارة بفارق 9 نقاط أمام أقرب ملاحقيه، في حين يتواجد الوداد على قمة الدوري المغربي، متفوقا بفارق 3 نقاط على أقرب ملاحقيه غريمه التقليدي الرجاء.
وصعد الوداد لدور الثمانية في البطولة التي أحرز لقبها عامي 1992 و2017، بعد تصدره ترتيب المجموعة الرابعة، التي ضمت الزمالك، وبيترو أتلتيكو وساجرادا اسبيرانسا الأنجوليين، بعدما حصل على 15 نقطة، عقب فوزه في 5 مباريات وتعرضه لخسارة وحيدة.
ومنذ خسارته 1 – 2 أمام مضيفه بيترو أتلتيكو، لم يعرف الوداد سوى طعم الفوز في جميع مبارياته الأربع الأخيرة بمجموعته، وهو ما يجعله يرغب في مواصلة تلك السلسلة رغم خوضه اللقاء بعيدا عن قواعده.
من ناحيته، صعد شباب بلوزداد لدور الثمانية للنسخة الثانية على التوالي في البطولة، بعدما جاء في المركز الثاني بالمجموعة الثالثة، برصيد 11 نقطة، عقب تحقيقه 3 انتصارات وتعادلين، وتلقيه خسارة وحيدة.
وفي الوقت الذي يعتمد فيه الوداد على قوة خط هجومه، الذي سجل 15 هدفا في لقاءاته الستة التي خاضها في مجموعته، كأكثر الفرق تسجيلا للأهداف في دور المجموعات، فإن بلوزداد يعول في المباراة على عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية أمام بطل المغرب.
ويمتلك بلوزداد أيضا خط هجوم لا يستهان به، حيث أحرز لاعبوه 10 أهداف في مشواره بالمجموعة، كأكثر الفرق التي نالت الوصافة في مجموعاتها تسجيلا للأهداف.
وقررت السلطات الحكومية بالجزائر يوم الأربعاء السماح بحضور الجماهير في مباراتي وفاق سطيف مع الترجي، وشباب بلوزداد مع الوداد البيضاوي، وفقا لتقرير إخباري.
وأشار الموقع الإخباري الإلكتروني “سبورتس نيوز ديزاد” إلى أن إدارة ملعب 5 يوليو قررت طرح 50 ألف تذكرة للبيع خاصة بمباراة الوفاق والترجي، و60 ألف تذكرة لمباراة بلوزداد والوداد البيضاوي.
أما اللقاء الرابع في دور الثمانية، فيجمع بين بيترو أتلتيكو، الحصان الأسود للبطولة، وصن داونز، الذي يراه المتابعون المرشح الأبرز للفوز باللقب، عطفا على نتائجه المبهرة التي حققها في دور المجموعات.
وتأهل صن داونز، الفائز بالبطولة عام 2016، إلى هذا الدور بعدما حلق في صدارة ترتيب المجموعة الأولى، برصيد 16 نقطة، محققا أعلى رصيد من النقاط بين الفرق الـ16 التي شاركت في مرحلة المجموعات، وذلك عقب تحقيقه 5 انتصارات وتعادلا وحيدا، دون أن يتلقى أي خسارة.
وصعد بيترو أتلتيكو، الذي يحلم ببلوغ المربع الذهبي في البطولة للمرة الثانية في تاريخه، إلى دور الثمانية، عقب حلوله ثانيا في ترتيب المجموعة الرابعة، برصيد 11 نقطة، إثر فوزه في 3 مباريات وتعادله في لقائين وخسارته في مواجهة وحيدة.