لا تحمل البطولات الكبرى دائما ذكريات سعيدة لرحيم سترلينغ، لكنه ارتقى إلى مستوى الحدث في بطولة أوروبا لكرة القدم 2020 ليصبح أكثر لاعبي إنجلترا فعالية خلال مسيرتها نحو النهائي أمام إيطاليا غدا الأحد.
وساهم سترلينغ في سبعة من عشرة أهداف سجلها فريق المدرب غاريث ساوثغيت في البطولة حتى الآن، وأضاف الحسم اللازم لفريقه بفضل اختراقاته المتكررة لدفاعات المنافسين وتسجيل الأهداف.
وأظهر هدفه في المباراة الافتتاحية أمام كرواتيا قدراته على اختراق دفاع المنافس والاندفاع عبر الملعب وبين المدافعين ليتفوق على الحارس بلمسة واحدة.
واللعب في ويمبلي الذي نشأ إلى جواره، كان هدفا مهما للغاية لسترلينغ، الذي أنهى موسما مخيبا للآمال على الصعيد الفردي في مانشستر سيتي رغم الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
واختفى سترلينغ من تشكيلة فريقه في مارس الماضي وسجل أقل عدد من الأهداف في الدوري في أربعة مواسم. ولم يبدأ مباريات سيتي في دور الثمانية أو قبل النهائي في دوري أبطال أوروبا، وعندما عاد للتشكيلة الأساسية في النهائي كانت ليلة للنسيان بالنسبة له في الخسارة 1-صفر أمام تشيلسي.
وكتبت كارين كارني اللاعبة السابقة في منتخب إنجلترا للسيدات في صحفية “الغارديان”: بدا متعطشا للغاية للعب منذ صفارة البداية، ومدفوعا بالرغبة في إثبات قدراته في المباريات والبطولات الكبرى.
وواصلت: عندما يشكك شخص ما في قدراتك، يدفعك ذلك لتقديم الأفضل لأن لاعبي كرة القدم يحتاجون لتحدي أنفسهم باستمرار لاستخراج أفضل ما لديهم. الجميع يدرك مدى قدرات سترلينغ ومن الرائع رؤيته يتألق.
ولدى سترلينغ نقطة لإثباتها بعد فشله في التسجيل في آخر 12 مباراة في البطولات الكبرى، وتعرضه للوم جزئيا من وسائل الإعلام البريطانية على الأداء الضعيف لإنجلترا في بطولة أوروبا 2016.
وأشار المدرب غاريث ساوثغيت إلى أن مسيرة سترلينغ العقيمة خلال البطولات الكبرى كانت “لعنة”، لكن يبدو أن هذه اللعنة قد انتهت بعدما سجل هدف المباراة الوحيد أمام جمهورية التشيك وسجل الهدف الأول المهم للغاية في الفوز على ألمانيا 2-صفر في دور الستة عشر.
ولم يهز الشباك في الفوز الكبير 4-صفر على أوكرانيا في دور الثمانية لكنه صنع الهدف الأول المبكر لهاري كين عبر تمريرة بينية متقنة بعدما تجاوز بمهارة اثنين من المدافعين ودخل المنطقة من الجناح الأيسر.
وقد تلاعب بدفاع أوكرانيا مرة اخرى في الهدف الثالث قبل أن يمرر الكرة بكعبه إلى لوك شو الذي أرسل تمريرة عرضية إلى كين سجل منها الهدف.
وفي مباراة قبل النهاية الصعبة والمتوترة أمام الدنمارك، منح سترلينغ إنجلترا البريق الذي تحتاجه، إذ اندفع للحاق بتمريرة بوكايو ساكا العرضية مما أجبر سيمون كاير ليضع الكرة بالخطأ في مرماه ويسجل هدف التعادل لإنجلترا.
وعندما سعت إنجلترا بشدة للتسجيل في الوقت الإضافي الذي هيمنت عليه، كان سترلينغ الذي شق طريقه إلى المنطقة من الجناح الأيمن ليحصل على ركلة جزاء سددها كين وردها الحارس ثم تابعها ليحرز هدف الفوز.
وأضافت كارني: في كل مباراة تمنح سرعة وفعالية ومهارة سترلينغ التالق للفريق. الجانب الإيجابي لعدم مشاركته المنتظمة مع سيتي الموسم الماضي، هو أنه يبدو أكثر نشاطا من العديد من اللاعبين، وهذا ليس ما يريده مدافع المنافس.
ولم يفاجئ الأداء المتألق لسترلينغ مدافع إنجلترا ريو فرديناند، الذي كشف عن أنه في صباح المباراة الافتتاحية أمام كرواتيا، كان سترلينغ يشعر بدافع إضافي وأبلغه عبر الهاتف قائلا : حان الوقت
وقال مهاجم إنجلترا السابق ايان رايت بعد مباراة قبل النهائي: لقد هاجم هذه البطولة، وفعل ذلك ببراعة مرة اخرى اليوم. أعتقد أنه أحدث الفارق.
<!–</